القاهرة في 15 سبتمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
يحيي العالم غدا اليوم العالمي للأوزون 2019 تحت شعار" 32 عاما على البروتوكول وتعافي الأوزون" ، حيث يسلط الضوء علي مرور ثلاثة عقود من التعاون في سبيل حماية طبقة الأوزون والمناخ بموجب بروتوكول مونتريال ، كذلك تذكيراً بضرورة الحفاظ علي الزخم لضمان سلامة الكوكب وصحة سكانه. وكان من نتاج بروتوكول مونتريال التخلص التدريجي من 99 % من المواد الكيميائية المستهلكة للأوزون التي تستخدم في الثلاجات ومكيفات الهواء وعديد المنتجات الأخرى.
ويعتبر طبقة الأوزون هي درع هش من الغاز يحمي الأرض من الجزء الضار من أشعة الشمس، مما يساعد على الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض. ولم يساعد التخلص التدريجي من الاستخدام المحكم للمواد المستنزفة للأوزون والاختزال ذات الصلة على حماية طبقة الأوزون لهذا الجيل والأجيال المقبلة فحسب، بل أسهم كذلك إسهاماً كبيراً في الجهود العالمية الرامية إلى التصدي لتغير المناخ. وعلاوة على ذلك، فإنه يحمي صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية عن طريق الحد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الوصول إلى الأرض . ويظهر أحدث تقييم علمي لاستنفاذ الأوزون — أُنتهي منه في عام 2018 — أن أجزاء من طبقة الأوزون تعافت بمعدل 1 - 3 % لكل عقد منذ عام 2000. وبموجب المعدلات المتوقعة، ستتعافى طبقة الأوزون في نصف الكرة الشمالي وخط العرض الأوسط تعافيا كليا مع حلول عام 2030. وسيتعافى نصف الكرة الجنوبي مع حلول 2050، في حين ستتعافى المناطق القطبية مع حلول عام 2060. وأسهمت الجهود المبذولة في سبيل حماية طبقة الأوزون في مكافحة تغير المناخ من خلال تجنب ما يقدر بزهاء 135 مليار طن من الانبعاثات المكافئة لثاني أكسيد الكربون في الفترة بين 1990 و 2010.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعتمدت القرار 114/49 في عام 1994، اعتبار يوم 16 سبتمبر للاحتفال باليوم الدولي للحفاظ علي طبقة الأوزون ، احتفالاً بتاريخ التوقيع على بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في عام 1987.
إن الهدف الرئيسي لبروتوكول مونتريال هو حماية طبقة الأوزون من خلال اتخاذ تدابير لمراقبة الإنتاج العالمي واستهلاك الإجمالي للمواد المستنفدة للاوزون، مع الابقاء على الهدف النهائي المتمثل في القضاء على هذه المواد عن طريق تطوير المعارف العلمية والتكنولوجية البديلة. ويتمحور بروتوكول مونتريال حول عدة مجموعات من المواد المستنفدة للأوزون، والتي تم تصنيفها لمجموعات من المواد الكيميائية وفقا للعائلة الكيميائية المدرجة تحتها في مرفقات نص بروتوكول مونتريال الذي طلب السيطرة على ما يقرب من 100 من المواد الكيميائية في عدة فئات. وتحدد المعاهدة لكل مجموعة من هذه المواد جدولاً زمنياً للتخلص التدريجي من إنتاجها واستهلاكها، وذلك بهدف القضاء عليها في نهاية المطاف تماماً. والجدول الزمني الذي حدده بروتوكول مونتريال ينطبق على استهلاك المواد المستنفدة للأوزون. ويتم تعريف الاستهلاك بإنه مجموع الكميات المنتجة والمستوردة منقوص منها الكميات التي يتم تصديرها في أي سنة من السنوات من نفس المواد. إضافة إلى المواد التي تم التحقق من التخلص منها وتدميرها.
كما أن خفض نسبة الاستخدام لمادة معينة متعلق بنسبة استخدام هذه المادة خلال العام الواحد. فالبروتوكول لا يحظر استخدام المواد الخاضعة للرقابة المعاد تدويرها أو الموجودة خارج مواعيد التخلص التدريجي. وكان هناك بعض الاستثناءات القليلة للاستخدامات الأساسية حيث لم يتم العثور على بدائل مقبولة، على سبيل المثال، في أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة المستخدمة لعلاج الربو وغيرها من مشاكل في الجهاز التنفسي أو اجهزة اطفاء الحرائق الناجمة عن التماسات الكهربائية المستخدمة في الغواصات والطائرات. وتم تركز الاهتمام في البداية على المواد الكيميائية ذات الضرر العالي المسببة لإستنفاد الأوزون بما في ذلك مركبات الكربون الكلورية فلورية والهالونات. وكان الجدول الزمني للتخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية أكثر استرخاء بسبب ضعف إمكانية هذه المواد على استنفاد الأوزون ، كما جرى استخدام هذه المواد كبدائل انتقالية للمركبات الكربون الكلورية فلورية.
وتم عرض جدول زمني للتخلص التدريجي من مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون في عام 1992 على البلدان المتقدمة والنامية، بغرض تجميد التداول بهذه المواد نهائيا في عام 2015، والتخلص النهئي من هذه المواد بحلول عام 2030 في البلدان المتقدمة وفي عام 2040 في البلدان النامية. وفي عام 2007 ، قررت الأطراف الموقعة على بروتوكول مونتريال تسريع الجدول الزمني للتخلص التدريجي من مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون لكل من البلدان المتقدمة والبلدان النامية على السواء. وفي 16 سبتمبر 2009، أصبحت اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال أول معاهدتين في تاريخ الأمم المتحدة لتحقيق التصديق العالمي. وفي عام 2016 جاء تعديل كيغالي ، حيث توصلت الأطراف في بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون إلى اتفاق في اجتماعها الـ 28 للأطراف في 15 أكتوبر 2016 في كيغالي ورواندا للتخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروفلورية. وقد اتخذ العالم خطوة مهمة على طريق خفض إنتاج واستهلاك الغازات الدفيئة القوية المعروفة باسم الهيدروفلوروكربون (HFCs) والحد بشكل كبير من الاحترار العالمي، مع دخول تعديل كيغالي لبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون حيز التنفيذ في 1 يناير 2019. وإذا تم دعمه بالكامل من قبل الحكومات والقطاع الخاص والمواطنين ، فإن تعديل كيغالي سوف يتجنب ما يصل إلى 0.4 درجة مئوية من الاحترار العالمي خلال هذا القرن مع الاستمرار في حماية طبقة الأوزون. وسيسهم التعديل بشكل جوهري في تحقيق أهداف اتفاق باريس.
أ ش أ
"٣٢ " عاما على البروتوكول وتعافي الأوزون" ... شعار يرفعه اليوم العالمي للأوزون هذا العام
مصر/أممى/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service