القاهرة في 17 فبراير /أ ش أ/ تقرير: شحاتة عوض (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
جاء الإعلان عن التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان على هدنة مؤقتة لمدة أسبوع، تشمل وقف أعمال القتال والعنف في مختلف أنحاء افغانستان، لتنعش آمال الأفغان في عودة السلام والاستقرار إلى هذا البلد الذي أنهكته سنوات طويلة من الحرب والاقتتال الأهلي.
وتشكل هذه الهدنة المؤقتة، التي توصل إليها الطرفان خلال مباحثاتهما الحالية في العاصمة القطرية الدوحة، خطوة قد تمهد الطريق لتوقيع اتفاق سلام نهائي بين واشنطن وحركة طالبان بما يقود إلى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.. إذ سيظهر احترام طالبان لهذه الهدنة، مدى التزامها وحسن نواياها، وكذلك مدى قدرتها على السيطرة على عناصرها على الأرض.
ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مسؤولون أمريكيين وأفغان إشارتهم إلى أن واشنطن اشترطت لتوقيع اتفاق سلام مع حركة طالبان أن تقدم الحركة، خلا مدة الهدنة، دليلا على التزامها بوقف العنف.. وحسب هؤلاء المسوؤلين فإنه إذا استطاعت طالبان وقف العنف خلال تلك المدة، فستبدأ واشنطن خطة تدريجية لسحب قواتها من الأراضي الأفغانية، يتبعها مفاوضات مباشرة بين قادة أفغانستان وطالبان حول مستقبل بلادهم.
لكن مراقبين يرون أن هذه الهدنة وإن كانت تمهد لتوقيع اتفاق سلام في أفغانستان، فإنها في الوقت نفسه تمثل اختبارا مهما لصمود هذا الاتفاق المرتقب بين واشنطن وطالبان، لاسيما في ظل المخاوف التي لاتزال تحيط بالوضع الأمني والسياسي في أفغانستان، إذ أن هذه الهدنة، التي لم تتضح شروطها تتحدث عن خفض العنف وليس وقف العنف، أي أنها لا تضمن وقفاً للمعارك بين القوات الحكومية الأفغانية ومقاتلي حركة طالبان، وهو ما يعني أنها قد تنهار في أية لحظة في ظل مواصلة مقاتلي طالبان لمواقع ومقار القوات الحكومية الأفغانية.
أما الاحتمال الأسوأ في رأي المحللين السياسيين، فهو أن تلك الهدنة قد تمنح حركة طالبان الفرصة لتحقيق مزيد من المكاسب على الأرض، حيث يمكن أن تستغل الحركة تلك الهدنة مع الجانب الأمريكي لشن مزيد من الهجمات على القوات الحكومية الأفغانية.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ،يرجى الأشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/ أ ش أ /
"هدنة هشة" بين طالبان وواشنطن تنعش آمال الأفغان بعودة السلام إلى بلادهم
مصر/هدنة بين الولايات المتحدة وطالبان/سياسي
You have unlimited quota for this service