القاهرة في 2 يوليو /أ ش أ/ حوار: يارا ياسر
أكدت الدكتورة كرمة سامي مدير المركز القومي للترجمة دور مصر الكبير والمؤثر على حركة الترجمة في العالم العربي منذ زمن الشيخ الجليل الراحل رفاعة الطهطاوي في القرن التاسع عشر وحتى اليوم .
وقالت الدكتورة كرمة سامي، في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن مصر تلعب دورا رياديا واضحا في مجال الترجمة ، وإن المركز القومي للترجمة يقدم العديد من الإصدارات في مختلف المجالات المعرفية.
وأضافت : المركز القومي للترجمة هو امتداد للشيخ رفاعة الطهطاوي الذي قاد حركة النهضة العلمية في مصر في القرن التاسع عشر ، ولهذا أسس وزير الثقافة الراحل الدكتور جابر عصفور المشروع القومي للترجمة عام 1996 الذي تم تطويره ليصبح المركز القومي للترجمة عام 2006.
وشددت على أن الترجمة تلعب دورا مهما في مواجهة التطرف ، وأن كل إصدارات المركز في المجالات المعرفية المختلفة تناهض التطرف لأنها إصدارات تنويرية تقوم على العلم والمعرفة والفكر المستنير.
وعبرت الدكتورة كرمة سامي عن سعادتها بتوقيع بروتوكول تعاون مع مركز الأزهر للترجمة منذ ثلاث سنوات ، مشيرة إلى أن هذا التعاون بدأ في شكل تبادل مطبوعات وإصدارات وتنظيم دورات تدريبية مشتركة على الترجمة.
وكشفت عن بدء تنفيذ أول مشروع ترجمة بين المركز القومي للترجمة ومركز الأزهر للترجمة من خلال كتاب "أنبياء الله" بالتعاون مع مكتبة "ديوان" وهو ما يعد نقلة جيدة لوزارة الثقافة والأزهر ومكتبة "ديوان".
وحول تأثير الذكاء الاصطناعي على الترجمة ، قالت الدكتورة كرمة سامي إن الذكاء الاصطناعي لا يهدد مهنة الترجمة كما هو شائع بل على العكس ، لأن المترجم إذا استطاع السيطرة على الذكاء الاصطناعي سيوفر له الوقت والجهد والإمكانيات المادية، مشيرة إلى أهمية أن يسيطر الإنسان على الآلة أو التقنية وليس العكس.
وفيما يتعلق بأبرز التحديات التي تواجه حركة الترجمة في الوطن العربي، قالت سامي إن هذه التحديات تتمثل في إهمال اللغة العربية . مشددة على أهمية تطوير مناهج تعليم اللغة العربية والعودة إلى كتاب "مستقبل الثقافة في مصر " لعميد الأدب العربي الراحل طه حسين وتبسيط قواعد اللغة للتلاميذ بالمدارس لأن المشكلة الأولى الآن التي تواجه مهنة الترجمة هي قلة وجود مترجمين يجيدون قواعد اللغة العربية الفصحى .
وتابعت قائلة: إنه لا خير في مترجم لا يجيد لغته الأم .. وعلى المترجم الإلمام بالثقافة المحلية والأجنبية مع استيعاب روح اللغة العربية وأن يحترم المجتمعات الأخرى وثقافتهم.
وأبدت مدير المركز القومي للترجمة ترحيبها بالمترجمين الذين يرغبون في ترجمة الكتب شريطة أن يقدموا نبذة عن الكتاب وترجمة جزء قصير منه "عينة" للتأكد من أن المترجم يمتلك سلاسة الأسلوب ووضوح الرؤية والإلمام بمستواه في الترجمة ومعرفة مدى تمكنه من نقل النص بملامحه اللغوية والثقافية.لافتة إلى أن معايير اختيار الكتاب للترجمة يستلزم تقييمه من خلال تحديد مدى إضافته للمكتبة العربية.
وقالت الدكتورة كرمة سامي :" إن الترجمة تحتاج للارتقاء بواقعها إلى الثقافة والاهتمام باللغة العربية في المقام الأول ، ثم استيعاب اللغات الأجنبية واحترام الثقافات الأخرى لأن الاهتمام بلغة أجنبية لا ينفصل عن ثقافتها.
ي ي/م ش ا
أ ش أ/