القاهرة في 18 أغسطس / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
يحتفل العالم غدا ( الإثنين ) باليوم العالمي للعمل الإنساني سنويا الذى يوافق 19 أغسطس من كل عام ،للإشادة بعمال الإغاثة، الذين يجازفون بأنفسهم في مجال الخدمات الإنسانية. كما يراد من هذا اليوم كذلك حشد الدعم للمتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم. ففي كل عام، تتسبب الكوارث في معاناة هائلة للملايين من الناس، غالباً من فقراء العالم والمهمشين والضعفاء، ويسعى العاملون في مجال العمل الإنساني جاهدين لتقديم المساعدة المنقذة الأرواح وإعادة التأهيل طويلة الآجل للمجتمعات المحلية المتضررة من الكوارث. ويصادف اليوم ذكرى الهجوم الإرهابي على مقر الأمم المتحدة في بغداد في العام 2003، والذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً.
وفي هذا العام يأتي الاحتفال تحت شعار " المرأة في العمل الإنساني " ، حيث يهدف إلي تكريم النساء العاملات في طواقم الإغاثة الإنسانية. واذ نركز على الأبطال المجهولين ممن عملوا منذ أمد طويل على خطوط المواجهة الخطرة في مجتمعاتهم، وأولئك الذين يعملون في بعضٍ من أصعب المناخات والتضاريس، نستذكر عطاء النساء ممن عالجن جرحى الحرب في أفغانستان وساهمن في تخفيف معاناة انعدام الأمن الغذائي في منطقة الساحل وساعدن من فقدوا منازلهم وسبل عيشهم في أماكن كثيرة حول العالم، كجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وسوريا واليمن وغيرها. وتشكل النساء عدداً كبيراً من أولئك الذين يعملون في مجال الإغاثة ويخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين. وغالبا ما تكون النساء أول من يستجيب للمساعدة، وآخر من يغادر الميدان. واليوم ، هناك حاجة إلى النساء في المجال الإنساني أكثر من أي وقت مضى - لتعزيز الاستجابة الإنسانية العالمية لجميع الفئات. ويجب على قادة العالم والجهات الفاعلة أن تضمن لهم - ولجميع العاملين في المجال الإنساني - الحماية المكفولة بموجب القانون الدولي.
فلم يعد يخفى على أحد الدور المحوري الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمعات وتماسكها والنهوض بها ولعل مشاركتها الفاعلة في العمل الخيري تخطيطاً وتنفيذاً وميداناً لأكبر دليل على انها لبنة أساسية من لبنات النشاط الخيري على اختلاف مظاهره ومستوياته . وفي وقتنا حيث توالت الحروب والكوارث الطبيعية في مختلف أرجاء العالم ، وما خلفته من أيتام وأرامل وعجزة ومعوقين كان لا بد من بذل الجهود والأموال لإعالة ورعاية أولئك الأيتام والارامل ، حيث بادرت بعض المنظمات الخيرية بإنشاء لجان نسائية تقوم بالعمل الخيري في وسط النساء وتميزت مجالات المرأة في العمل الخيري من حيث رعاية الأسر المحتاجة والفقيرة ورعاية الأرامل وجمع التبرعات وإقامة الأنشطة التي تؤمن ريعاً لمساعدة هذه العائلات. وقد أفادت الإحصاءات أن أكثر من ثلثي القوى العاملة في المنظمات الخيرية الأميركية - مثلاً - من النساء، بل إن 50% من المتطوعين من النساء كذلك، مما يؤكد على أهمية دور المرأة في العمل الخيري، خاصة إذا علمنا أن معظم العاملات في المنظمات والهيئات الخيرية من ذوات الشهادات العليا والمناصب القيادية.
وكشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ، بأن عدد الناس المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية سيبلغ عام 2019 نحو 132 مليون شخص في 42 دولة إلى المساعدة الإنسانية، بما فيها الحماية. وأضاف التقرير إلي أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى تنوي تقديم المساعدة لنحو 94 مليون شخص، الأمر الذي يتطلب تخصيص أكثر من 21,9 مليار دولار. ولا تضم هذه الأرقام الأموال الضرورية لمساعدة المحتاجين في سوريا، إذ أن الخطة الخاصة بهذا البلد لم تتخذ حتى الآن. ومع أخذ سوريا بعين الاعتبار تقدر الأمم المتحدة الاحتياجات الإنسانية لعام 2019 بـ 25 مليار دولار.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن السبب الرئيسي للاحتياجات المستمرة للمساعدة الدولية يعود إلى النزاعات المسلحة. وذكر أن العنف الجاري في بلدان العالم بما فيها جمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، وسوريا، واليمن سيستمر على الأرجح، الأمر الذي يسفر عن الاحتياجات الإنسانية الكبيرة ونزوح السكان. وازدادت الاحتياجات إلى المساعدة بشكل ملحوظ في كل من اليمن وأفغانستان والكاميرون بسبب تدهور الأوضاع الأمنية ووقوع الكوارث الطبيعية فيها. وتبين معلومات الأمم المتحدة أن سكان 25 دولة قد يواجهون كوارث طبيعية بسبب ظاهرة "النينو" المناخية التي يتوقع الخبراء وقوعها في نهاية عام 2018 وبداية عام 2019. وفي عام 2018، سيظل العديد من تلك الكوارث محتدماً. وتصارع الأسر الفقيرة من أجل البقاء نظراً لتراجع قدرتها على استيعاب الصدمات التي تلوح في المستقبل مع استمرار الصراعات على مدى عقود وفقدان سبل كسب العيش واستنفاد الممتلكات. وقد أشار تقرير " الموجز الإنساني العالمي" للأمم المتحدة لعام 2018 إلى أن 22.5 مليار دولار أميركي هو المبلغ المطلوب لمساعدة حوالي 91 مليون شخص من أصل 135 مليون شخص ممن هم بحاجة إلى المساعدة العاجلة. ويمكن أن يساعد اهتمام وسائل الإعلام في تركيز الدعم العام على تلك الاحتياجات. ومن بين التوصيات التي يوردها التقرير، ضرورة العمل مع الصحفيين المستقلين المحليين والمنظمات غير الحكومية للحصول على المواد المحدثة، وحشد الأموال لإعداد التقارير في المناطق النائية، فضلاً عن استثمار المنظمات غير الحكومية في الاتصالات خلال حالات الطوارئ.
أ ش أ
"المرأة في العمل الإنساني" ... شعار اليوم العالمي للعمل الإنساني ٢٠١٩
مصر/عالمى/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service