• الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
    الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة في 4 أبريل/ أ ش أ/ تقرير: هبه الحسيني (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

قبل أن يكمل عامه الأول على عرش الإليزيه، يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه الأيام تحديا صعبا واختبارا حقيقيا مع بدء سلسلة من الإضرابات التي دعت إليها النقابات العمالية الرئيسية في قطاع السكك الحديدية وبدأت أولى إضراباتها أمس، أو ما أطلق عليه "الثلاثاء الأسود"، لتكون بمعدل يومين كل خمسة أيام وتستمر حتى نهاية يونيو، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى حالة من الفوضى والارتباك في مختلف أنحاء البلاد.
جاءت حركة الإضراب احتجاجا على الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس ماكرون لتحويل الشركة الوطنية للسكك الحديدية "اس ان سي اف" إلى شركة مساهمة تحقق أرباحا مثلما يشترط قانون الاتحاد الأوروبي، وهو ما اعتبره كثيرون تمهيدا لخصخصتها رغم نفي الحكومة نيتها القيام بذلك.
ويخشى موظفو السكك الحديدية إلغاء الوضع الخاص الذي يحظون به والذي يوفر لهم ضمانات وظيفية مدى الحياة، من بينها زيادة سنوية تلقائية وسياسة التقاعد المبكر السخية، في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة ضرورة القيام بعملية الإصلاح لإنعاش الاقتصاد ومواجهة عبء الديون الثقيل الذي تحمله الشركة ووصل إلى 46.6 مليار يورو، مشيرة إلى "أن تكلفة تسيير قطار في فرنسا أعلى بثلاثين بالمئة من أي مكان آخر".
وفي اليوم الأول للإضراب شارك أكثر من ثلاثة أرباع سائقي القطارات وثلث العاملين في شركة "اس ان سي اف" وتم تسيير قطار واحد فائق السرعة "تي جي في" من أصل ثمانية، فضلا عن خُمس القطارات المحلية وهو ما تسبب في اضطراب حركة النقل في البلاد، وتتوقع الشركة الوطنية أن يكون ذلك أحد أكبر الإضرابات في فرنسا منذ سنوات خاصة مع إعلان موظف من كل اثنين تقريبا المشاركة فيه.
وانضم إلى عمال السكك الحديدية في إضرابهم أمس موظفو جمع النفايات وموظفو قطاع الطاقة، كما شارك في الإضراب موظفو شركة "ايرفرنس" للمرة الرابعة خلال شهر لإعطاء زخم لموجة الاستياء والمطالبة بزيادة في الأجور بنسبة 6%.
ومن المقرر تنظيم إضراب 3 أيام أخرى في 7 و10 و11 أبريل، وهذه الإضرابات غير مرتبطة مباشرة بإصلاحات ماكرون، لكنها تساهم في تشديد الضغط على الحكومة.

لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط كاملة يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة .
/ أ ش أ /