القاهرة في 26 أبريل/أ ش أ/ كتب: أحمد البهنسي
منتدى الشرق الأوسط للحوار
أثار القانون الذي قدمته الحكومة الإسرائيلية وعُرف بقانون السايبر أو (قانون سلطة الانترنت الجديد) الكثير من الجدل بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية، بسبب مخاوف رؤساء هذه الأجهزة، من أن تقيم الحكومة هيئة مخابراتية إسرائيلية جديدة خاصة بالانترنت فقط، ما يعني تقليصا لسلطات ومجالات عمل الهيئات المخابراتية الإسرائيلية الأخرى.
فقد كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية بالعبرية على الانترنت اليوم، عن خطاب مشترك أرسله جميع رؤساء أجهزة المخابرات الإسرائيلية لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، يبدون فيه اعتراضهم على قانون السايبر أو الانترنت الذي تم تقديمه للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أول أمس للتصديق عليه، والذي اعتبروه ( يضر بشكل مباشر بالعمل الأمني الذي يقومون به من أجل دولة إسرائيل).
ووفق صحيفة معاريف الإسرائيلية، فان هذا الخطاب يعكس الصراع الذي نشب بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية وهذه المرة ليس حول الميزانيات المخصصة لكل جهاز منها، ولكن حول قيام هيئة جديدة سيكون لها عمل استخباراتي موازي لعملهم، خاصة وانه هذه الهيئة المزمع اقامتها سيكون لها دور اداري وتنفيذي في آن واحد، بسبب تزايد هجمات قراصنة الانترنت على المواقع الالكترونية المهمة المركزية والمؤسساتية لدولة إسرائيل.
واضافت معاريف أنه رغم ان هذه الهيئة قائمة بالفعل لكنها صغيرة ومحدودة، إلا أنها تنامت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، وهو ما أثار مخاوف جهاز الشاباك ( المخابرات الداخلية الإسرائيلية) بشكل كبير؛ إذ أنه هو المنوط به تأمين الشبكات الالكترونية للمؤسسات الإسرائيلية، وهو ما أثار الكثير من الصراعات بين الشاباك وهذه الهيئة، وظهر على شكل تقارير أمنية كثيرة قدمها رئيس الشاباك لرئيس الحكومة الإسرائيلية يشتكي من تدخل هذه الهيئة في عمل جهازه المخابراتي. لاسيما وأن القانون الجديد يحدد أنه خلال ثلاث سنوات قادمة ستأخذ هذه الهيئة على عاتقها الكثير من المهام الأمنية الخاصة بالشاباك.
كما أن عمل هيئة السايبر او الانترنت الإسرائيلية المزمع وفق هذا القانون الجديد، اثار غضب جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلي المعرف باسم ( امان)، وذلك لأن هذه الهيئة تتدخل في بعض الأحيان بالقواعد المعلوماتية الخاصة بالجيش الإسرائيلي، متعدية بذلك على اختصاص جهاز المخابرات العسكرية( أمان).
كما لفتت صحيفة معاريف، إلى انه رغم اعتراض جهاز الموساد (المخابرات الخارجية الإسرائيلية) على عمل هذه الهيئة، إلا ان اعتراضها لم يكن في نفس مستوى حدة اجهزة المخابرات الإسرائيلية الأخرى، وذلك نظرا لأن الموساد يتكفل بحماية المواقع الالكترونية التابعة له فقط، ولا يتكفل بحماية بقية المواقع الالكترونية الأخرى التابعة لدولة إسرائيل، إضافة إلى أنه تلقى على عاتقه مهام تتعلق بجمع المعلومات بالاساس وبعض المهام التنفيذية الأخرى خارج حدود إسرائيل وليس داخلها.
من جانبه، أكد اللواء المتقاعد يعقوب عميدرور رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، في مقال له بصحيفة اسرائيل اليوم بالعبرية على الانترنت، انه رغم ان قانون هيئة الانترنت الجديد يثير الصراعات بين اجهزة المخابرات الإسرائيلية، إلا أن هذا القانون مهم وضروري لتعزيز عمل هذه الهيئة ولدعم قيامها بمهامها الأمنية لحماية المواقع الالكترونية المهمة للمؤسسات الإسرائيلية.
واضاف اللواء الإسرائيلي، أن هذه الهيئة من شأنها حماية المواقع الالكترونية المدنية الإسرائيلية، لاسيما في ظل متغيرات تكنولوجية وتقنية متسارعة تجعل من ذلك ( ضرورة أمنية) لا يمكن الاستغناء عنها.
واعتبر اللواء الإسرائيلي أن سن قانون جديد لهذه الهيئة يأتي في اطار تنفيذ خطة الأمن القومي الإسرائيلي التي تم وضعها قبل أربع سنوات، والتي ركزت على ضرورة حماية المؤسسات المدنية والاقتصادية الحيوية لإسرائيل، إضافة للاهتمام بما يعرف بـ( حرب السايبر)، علاوة على الاهتمام بتعزيز قدرات القوى البشرية التي يتم تجنيدها في الجيش والاجهزة الأمنية الإسرائيلية.
يذكر أن إسرائيل بها ستة أجهزة مخابراتية أساسية، وهي: 1- جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، 2- جهاز المعلومات الداخلية، 3- الأمن العام (الشاباك)، 4- جهاز المهام والعمليات الخارجية (الموساد)، 5- مركز الأبحاث السياسية بوزارة الخارجية (مماد)، 6- مخابرات الشرطة الإسرائيلية.
ويعد جهاز المخابرات العكسرية الإسرائيلية ( أمان) هو أهم هذه الأجهزة وأخطرها جميعا، ويعرف في الاوساط المخابراتية الإسرائيلية بـ( رأس الحربة)؛ إذ تسند له المهام المخابراتية المهمة والحساسة والتنفيذية، لاسيما ذات البعد الاستراتيجي منها.
قانون الانترنت الجديد ... يشعل الصراعات بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية
مصر/المخابرات/تقارير و تحقيقات
You have unlimited quota for this service