إعادة مطلوبة
=======
انجامينا في 27 ديسمبر /أ ش أ/ أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي، أن هناك توجيهات عليا من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتركيز على مزيد من دفع العلاقات مع الأشقاء في الدول الأفريقية، وخاصة مع دول الجوار سواء الجوار الجغرافي المباشر أو غير المباشر.
وقال عبدالعاطي، في تصريح خاص لقناة (القاهرة الإخبارية)، اليوم الجمعة، إن الدائرة الإفريقية هي أحد الدوائر الأساسية للسياسة الخارجية المصرية، مشددا على أن مصر تولي اهتماما كبيرا بمنطقة الساحل الأفريقي وعلى رأسها تشاد كأحد المناطق الهامة جدا التي توليها مصر كل الاهتمام لمزيد من دفع العلاقات، خاصة وأن هذه المنطقة تواجه خطر الإرهاب، ما يضع علينا مسؤولية في دعم هذه الدول لمكافحة الإرهاب بالإضافة إلى وجود فرص استثمارية وتجارية واقتصادية كبيرة تستطيع الشركات المصرية بما لديها من خبرات كبيرة أن تسهم في عملية التحديث والتطوير بهذه الدول.
وأوضح أنه بناء على توجيهات من الرئيس السيسي، فإنه يقوم حاليا بزيارة تشاد بصحبة وفد رفيع المستوى يضم كبار المسؤولين من وزارات الإسكان والاستثمار والتجارة الخارجية وأيضا الدفاع، بالإضافة إلى وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال المصريين الذين يمثلون كبرى الشركات المصرية سواء من القطاع العام أو القطاع الخاصة وفي مقدمتهم شركة المقاولون العرب.
وأكد الوزير أن هناك فرصا كبيرة في السوق التشادي خاصة في قطاعات الزراعة والطاقة ولاسيما (الطاقة الجديدة والمتجددة) وقطاع التعمير والبناء والتشييد.
ولفت إلى أنه خلال زيارة الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي الأخيرة إلى مصر في يوليو الماضي، وتشرفه بمقابلة الرئيس السيسي كان هناك اتفاق على مشروع "الربط البري" وهو مشروع ضخم وطموح لأنه يمثل ممرا كبيرا للتنمية يربط بين مدينة سفاجا وميناء سفاجا على البحر الأحمر، ومدينة أم جرس شمال تشاد، مرورا بالأراضي الليبية، مبينا أن شركة المقاولون العرب ستتولى الجزء الأكبر من عملية التنفيذ من خلال التحالف مع شركات أخرى.
وأكد الدكتور بدر عبدالعاطي أن تنفيذ هذا المشروع سيمثل نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين مصر وتشاد لأنه ليس مجرد طريق بري ولكنه ممر للتنمية .. مشيرا إلى أنه سيكون بجوار الطريق ربط من خلال شبكة الألياف الضوئية لإحداث ثورة في الاتصالات والإنترنت داخل تشاد، كما سيتم إقامة العديد من المشروعات العمرانية والمجتمعات الزراعية على جانبي هذا الطريق وبالتالي هناك طموح كبير في دفع العلاقات بين مصر وتشاد في كل المجالات.
ونوه وزير الخارجية، بأن الشركات المصرية أجرت اليوم لقاءات هامة جدا بحضوره مع وزير البنية التحتية التشادي فضلا عن إجراء لقاءات مع وزراء قطاعين في تشاد مثل وزارات الاتصالات والصحة، مبينا أن هناك إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون بين مدينة الدواء المصرية ويتم الحديث عن دخول الدواء المصري إلى السوق التشادي لأن الدواء المصري مشهور بأنه رخيص الثمن وفعاليته متميزة وعالي الجودة، بالإضافة إلى وجود مشروعات في مجال الزراعة والصناعات الغذائية
وأعرب عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين مصر وتشاد، منوها بأنه ستكون هناك لجنة مشتركة يرأسها وزيرا خارجية البلدين وعضوية وزراء فنيين من البلدين، ستجتمع بالقاهرة في شهر مارس القادم لمراجعة هذه المشروعات والعمل على تنفيذها
وفيما يتعلق بموضوع التمويل، أوضح وزير الخارجية، أن هناك أفكارا كثيرة مبتكرة لمعالجة هذا الموضوع وتوفير خطوط للتمويل لتنفيذ هذه المشروعات ومن ذلك الصفقات المتكافئة.
وبسؤال عن التعاون بين مصر وتشاد في مجال مكافحة الإرهاب، قال وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج: إن "مصر لديها خبرة متراكمة في مجال مكافحة الإرهاب وتفكيك البنية التحتية للمنظمات الإرهابية وقدمت نموذجًا يحتذى به للعالم في ذلك، مضيفا أن مصر لديها خبرات كبيرة في مجالات التدريب وبناء القدرات وهناك الأكاديميات والمؤسسات التابعة لوزارة الدفاع والداخلية وهي الآن مفتوحة لأشقاء التشاديين من قوات الجيش والأمن التشادي لتوفير التدريب لهم وبناء القدرات وتعزيزها في مجال مكافحة الإرهاب.
وأشار وزير الخارجية إلى أن هناك "مركز القاهرة الدولي للتدريب" لحل المنازعات بالطرق السلمية وإعادة دمج القوات، وهناك دورة لهذه المراكز في العاصمة التشادية "انجامينا" سيقوم بافتتاحها مع نظيره التشادي عبدالرحمن غلام الله، موضحًا أنها تعد أحد مجالات تقديم الدعم الفني وبناء القدرات للأشقاء في تشاد.
وعن تعاون مصر مع تشاد في مجال نشر الوعي الديني الوسطي، أشار عبدالعاطي إلى دور المؤسسات الدينية المعتدلة وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف في تقديم الدعم للأشقاء في دولة تشاد من خلال تدريب الأئمة، بالإضافة إلى أن هناك أكبر بعثة للأزهر الشريف موجودة في تشاد لنشر قيم الإسلام الوسطي وبث قيم التسامح والتعايش بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون.
ولفت إلى أن مصر تقدم مقاربتها الشاملة في مجال مكافحة الإرهاب وما حققته من نجاح بسبب هذه المقاربة الشاملة التي لا تقوم فقط على المحور الأمني ولكن أيضا على المحور الاقتصادي والاجتماعي من خلال خلق فرص عمل وتشغيل الشباب وقطع التمويل عن المنظمات الإرهابية ومحور مكافحة الفكر الإرهابي المتطرف من خلال دور المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر.
وحول رؤى مصر وتشاد للأزمة الليبية والسوداني، قال عبدالعاطي: إن "مصر وتشاد هما دولتا جوار لكل من ليبيا والسودان، والأزمة التي يمر بها كل من البلدين الشقيقين تؤثران بشكل سلبي على مصر وتشاد بحكم الجوار وبسبب استقبال أعداد هائلة وصلت إلى الملايين من الأشقاء السودانيين في تشاد ومصر، مما يلقي أعباءً كبيرة جدًا علينا .. فضلا عن مخاطر الجريمة المنظمة والشبكات الخاصة بالاتجار في البشر.. لافتا إلى أن مصر تقدم أيضا خبراتها إلى الجانب التشادي في مجالات ضبط الحدود وبناء القدرات.
وأكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين، حرص مصر وتشاد على سرعة وقف إطلاق النار في السودان وبدء عملية سياسية شاملة وأيضًا في ليبيا، وسرعة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والعمل على توحيد مؤسسات الدولة، وهناك جهود تبذلها مصر وتتعاون مع تشاد للتأكيد على عدم وجود حلول عسكرية للأزمتين وإنما فقط حلول سياسية من خلال الحوار والتفاوض.
س ص ز/م ا ق/م س ع
أ ش أ
وزير الخارجية: لدينا توجيهات من الرئيس السيسي بدفع العلاقات مع الدول الأفريقية
تشاد/وزير الخارجية/تصريح/سياسة
You have unlimited quota for this service