-
رئيس مجلس النواب الأردني لـ أ ش أ: مصر والأردن صوت الحكمة والاعتدال بالمنطقة وحائط الصد ضد مخططات التهجير والتصفية
رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي في حوار شامل لوكالة أنباء الشرق الأوسط:
= عيد الاستقلال مسيرة عظيمة سطر فيها الأردنيون أروع صور الدفاع عن وطنهم وقيادتهم
=الرئيس السيسي وأخيه الملك عبدالله يعملان من أجل حل قضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية
=مصر والأردن واحة الأمن والاستقرار في المنطقة وصوت الحكمة والاعتدال
=القاهرة وعمان حائط الصد ضد محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم لتصفية القضية
=الدور التاريخي والإنساني لمصر والأردن نموذج يحتذى به أمام الأمم والتاريخ
=نثمن جهود مصر الكبيرة والتاريخية من أجل وقف العدوان على غزة وإنفاذ المساعدات
=الأردن قادر على مواجهة كافة التحديات ولن يقبل العبث بأمنه واستقراره
=مجلس النواب شهد مناقشات مهمة وعازمون على مواصلة الجهد والنجاحات
=الشعب الأردني يقف خلف قيادته كرجل واحد في سبيل الأمن والاستقرار والسلام
حوار أجراه/ خالد العيسوي
أكد رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، أن العلاقات بين مصر والأردن أخوية وتاريخية ومتجذرة ، ونموذج يحتذى به في العلاقات العربية- العربية والدولية.
وقال الصفدي - في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان بمناسبة عيد الاستقلال 79 - إن علاقة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأخيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني نموذج للعلاقات الأخوية الفريدة من نوعها، مؤكدا أن الزعيمين يبذلان جهودا غير مسبوقة من أجل تدعيم وتقوية العلاقات بين مصر والأردن في كافة المجالات.
وأكد أن الرئيس السيسي وأخيه الملك عبدالله الثاني يعملان وبتنسيق مستمر لا ينقطع ودائم لصالح قضايا البلدين خاصة وقضايا أمتنا العربية بشكل عام، مشددا على أن قيادتي مصر والأردن يعملان من أجل حل القضايا العربية الشائكة والصراعات الإقليمية والدولية بالطرق الدبلوماسية والمساعي السلمية.
ونوه الصفدي إلى أن قوة العلاقات المصرية الأردنية تنطلق من مبدأ أن القاهرة وعمان في خندق واحد ضد ما يهدد أمنهما القومي وأمن المنطقة والعالم العربي، مؤكدا أن السياسية المصرية والأردنية تقوم على مبدأ السلام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والسعى نحو الأمن والاستقرار وحل القضايا والصراعات عبر الحوار وليس غيره.
وقال رئيس مجلس النواب الأردني إن منطقتنا العربية تشهد العديد من الأزمات والصراعات ونحن جزء من هذه المنطقة والأمة ونعمل مع كافة الأطراف من أجل حل هذه القضايا بالطرق السلمية والحوار، مؤكدا أن الحوار وعرض القضايا السبيل الوحيد للحلول وإنهاء هذه الصراعات وهو ما تؤمن به مصر والأردن.
وأشار إلى أن احترام شؤون الدول الداخلية وعدم التدخل فيها سواء بالإيجاب أو السلب دليل على احترام الدول لبعضها البعض، موضحا أن مصر والأردن بقيادتهما الحكيمة يمثلان صوت العقل والحكمة والاعتدال بالمنطقة والعالم وواحة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط.
وبشأن التعاون بين مجلس النواب الأردني ونظيره المصري في مختلف المجالات البرلمانية، قال رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي إن قنوات الاتصال والتواصل بين برلماني البلدين لا تنقطع وهناك تنسيق مستمر ورغبة في المزيد من التعاون البرلماني والتشريعي، معربا عن تطلعه للمزيد من التعاون والتنسيق مع البرلمان المصري، خلال المرحلة المقبلة، من أجل وضع تشريعات نحو المزيد من التعاون والتكامل وتبادل الخبرات والتجارب في مختلف المجالات.
وكشف الصفدي أنه دائما يلتقي برئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي سواء خلال جلسات البرلمان العربي أو في المحافل الدولية البرلمانية، مؤكدا أن مصر والأردن يحرصان على مزيد من التعاون والتنسيق البرلماني والتشريعي.
وتابع قائلا: "أعضاء البرلمان المصري والأردني معنيون بإدامة التنسيق والتشاور حيال مختلف قضايا أمتنا المركزية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهناك تنسيق على أعلى مستوياته مع الأشقاء في مصر لتوحيد وتنسيق المواقف في المحافل البرلمانية العربية والدولية تنفيذا لتوجيهات الملك عبدالله الثاني وأخيه الرئيس السيسي".
وأضاف أن البرلمان المصري والأردني يعبران عن شعبي البلدين وصوتهما للعالم لتأكيد الموقف المصري الأردني الموحد إزاء قضايانا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدا العزم على استمرار العمل البرلماني المشترك بين البلدين في سبيل قضايا أمتنا العربية وأمنها واستقرارها.
وحول التنسيق المصري الأردني بشأن القضية الفلسطينية وجهودهما لوقف العدوان على غزة، ثمن رئيس مجلس النواب الأردني الدور المصري الإنساني والتاريخي من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، مشددا على ضرورة الوقف الفوري للعدوان على أهالينا في غزة ووقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والمقدسات والشعب الفلسطيني.
كما أشاد الصفدي بالتنسيق المصري الأردني على مختلف المستويات من أجل وقف هذا العدوان منذ اليوم الأول لأحداث 7 أكتوبر 2023، متابعا القول : "بطبيعة الحال؛ مصر دولة مؤثرة في المنطقة وتنسيقنا معها في أعلى المستويات ودورها رئيسي في القضية الفلسطينية، ونحن في الأردن ننظر للقضية الفلسطينية على أنها قضيتنا وقضية الأمة المركزية، ودورنا المشترك بين القاهرة وعمان ينطلق من دور تاريخي بشأن القضية الفلسطينية وموقف قومي وإنساني".
وأردف قائلا " الملك عبدالله الثاني يحمل أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ونحن في الأردن نقف صفا واحدا خلف الملك في وصايته على المقدسات ولن نقبل المساومة على القدس ونرفض كل محاولات تهويد القدس، ونرى ونؤمن أن حق المسلمين والمسيحيين فيها أبديٌ وتاريخي ومنذ اليوم الأول للحرب حريصون على بذل كل الجهود من أجل وقف العدوان وإنفاذ المساعدات والملك نفسه كان أول من كسر الحصار الجوي وشارك في إنزال المساعدات للأشقاء في غزة ومستمرون في تقديم الدعم وكافة الإمدادات الطبية والإنسانية والغذائية".
وعبر عن فخره لما تقوم به الخدمات الطبية الملكية التابعة للجيش الأردني في سبيل تقديم الدعم الطبي والإنساني في قطاع غزة والضفة عبر المستشفيات الميدانية الأردنية والتي أمر بها الملك عبدالله الثاني وتعمل تحت القصف الإسرائيلي المستمر لغزة وما زالت تستقبل الجرحى وتقوم بأدق العمليات الجراحية رغم إنعدام الخدمات الصحية بالقطاع والإمكانيات، مؤكدا أن هذا الدور الإنساني لأفراد الخدمات الطبية محل فخر واعتزاز ليس لكل أردني فقط وإنما لكل عربي يؤمن بالحياة وبالإنسانية.
ورأى رئيس مجلس النواب الأردني، أن مصر والأردن أكدا موقفهما التاريخي والإنساني برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم سواء من غزة أو الضفة، مؤكدا أن هذا الموقف العروبي والإنساني أنقذ القضية الفلسطينية من التصفية رغم الضغوط التي تمارس ضد القاهرة وعمان ولكنهما كانا ومازالا وسيستمران حائط الصد ضد محاولات التهجير والمخططات الإسرائيلية والاقتراحات الأمريكية.
واعتبر الصفدي أن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة والتي وافقت عليها الدول العربية في قمة القاهرة في مارس الماضي، وتم التأكيد عليها في قمة بغداد الشهر الجاري وأيدتها أيضا الدول الأوروبية والغربية والمنظمات الدولية، طوق نجاة للقضية الفلسطينية والطريق الوحيد لإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، مؤكدا أن من صنع هذا الموقف الدولي والأوروبي هو التنسيق المصري الأردني العربي رفيع المستوى.
وعن رسالته في عيد الاستقلال 79 للمملكة الأردنية الهاشمية والذي يتواكب أيضا مع ما يواجهه الأردن الشقيق من تحديات داخلية وإقليمية، قال رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، إن الاستقلال مسيرة عظيمة، سطر فيها الأردنيون أروع صور الذود عن وطن وقف في طليعة الأمة، مدافعا عن قضاياها وحمل الملوك من بني هاشم على مر الأعوام راية ثورة أحرار الأمة ودافعوا عن حقوقها ومقدساتها.
وتابع : إن عيد الاستقلال مناسبة نستذكر معها منجزات الوطن وتضحيات قيادتنا وأبناء شعبنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية ونبقى معها أكثر قوة وعزما على مواجهة التحديات، فهذا وطن وتاريخ وهوية وقوة وثبات ووطن لم يعرف إلا الصدق والإخلاص في الدفاع عن قضايا أمته ولم يعرف المتاجرة بدماء الشعوب ولا يعرف إلا الانحياز لقضايا أمته العربية والإسلامية.
وأوضح أن الأردن سيبقى في جبهة واحدة سندا لفلسطين يتقدمنا الملك الذي كسر بنفسه الحصار على غزة مشاركا في عمليات إنزال جوية إغاثية، مقدمين في المملكة كل الجهد المخلص في سبيل أن يتمكن الأشقاء الفلسطينيون من الحصول على حقوقهم العادلة.
وشدد على أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار دون حل عادل شامل للقضية الفلسطينية يضمن قيام دولة الأشقاء كاملة السيادة، مؤكدا أن استمرار الحرب سيكون نذير فوضى تعم المنطقة وتنعكس على العالم أجمع.
وقا الصفدي إن الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني وجيشنا وأجهزتنا الأمنية سيبقى أكثر قوة ومنعة بوعي وصلابة شعبنا الأردني الوفي العظيم، والذي يرفض أي محاولة تستهدف النيل من أمن واستقرار الوطن.
وأضاف:الأردن بكافة أطيافه يقف خلف القيادة الهاشمية راعية الأمن والسلام والاستقرار في داخل المملكة وفي منطقتنا العربية، مؤكدا أن الشعب الأردني يقول لقيادته الهاشمية نحن معك في خندق واحد وسنعمل من أجل الوطن وأمنه واستقراره.
وحول تقييمه لأداء مجلس النواب العشرين وفوزه للمرة الثالثة على التوالي برئاسة المجلس ، قال أحمد الصفدي إن مجلس النواب الأردني وعقب انتهاء الدورة العادية الأولى للمجلس النيابي العشرين يوم 18 مايو الجاري نستطيع القول إنه قدم دورا مهما عبر الآراء والمناقشات والقوانين التي أقرها ، مؤكدا أن مجلس النواب العشرين يعد باكورة خطة التحديث السياسي والإداري والاقتصادي التي أطلقها الملك عبدالله الثاني ويصر على تنفيذها ويتابعها أول بأول.
وتابع الصفدي إن مجلس النواب العشرين يتميز بالتنوع الحزبي والفكري في ظل إصرار قيادتنا الحكيمة على العمل الحزبي السياسي في الأردن، مشيرا إلى أن جلسات المجلس مباشرة على الهواء وهناك متابعة إعلامية له في إطار إطلاع المواطن على كافة مجريات العملية النيابية.
وأوضح أن المجلس شهد نقاشات وتشريعات مهمة خلال الدورة العادية الأولى وحصلت القضية الفلسطينية ودعمها على النصيب الأكبر لتأكيد موقف الأردن الداعم والمؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية الذي يعبر عنه الملك عبدالله والشعب الأردني، مؤكدا العزم على مواصلة الجهد والنجاحات التشريعية من أجل خدمة المواطن الأردني لأنه يستحق.
وقال الصفدي إن الدستور الأردني وضع منزلة مجلس النواب، كمظلة رئيسة لمجمل الأداء العام للدولة وسائر مؤسساتها، وكانت السلطة التشريعية على الدوام مرآة التمثيل الشعبي عبر أصدق الأشكال، ومن خلال المشاركة الشعبية بالاقتراع وبالتالي المشاركة بصناعة القرار.
ونوه إلى أن هدف عملية التحديث السياسي إشراك الجميع بصناعة القرار، وعبر سواعد شبابنا التي تقدم نماذج نفخر بها، إلى جانب المرأة الأردنية التي حققت نجاحات ملحوظة، الأمر الذي يستوجب الدعم والتمكين، وهي الغاية التي نسير نحوها بثبات في مختلف مؤسسات الدولة بتوجيهات ملكية.
وفيما يخص الحياة الحزبية في الأردن، قال الصفدي، إنها ليست حديثة العهد، بل كانت المملكة تشهد حراكا حزبيا فاعلا في مختلف المراحل، واستطيع القول إن المملكة شهدت حالة سياسية غير مسبوقة في مسار التحديث السياسي، فقد تم إقرار قانوني الانتخاب والأحزاب وفق تعديلات جوهرية حقيقية من بينها تخصيص 41 مقعدا للأحزاب في مجلس النواب، وهي خطوة أولى هادفة إلى الوصول نحو برلمانات حزبية برامجية وهو ما أفرزته التجربة الانتخابية البرلمانية الأخيرة في شهر سبتمبر 2024 وما زلنا في بداية الطريق ومستمرون في الأداء والمتابعة حتى نصل إلى ما يسعى إليه الملك عبدالله في سبيل تطوير الحياة النيابية والحزبية حتى تكون تجربة الأردن الحزبية فريدة ولكننا نحتاج لوقت وهناك إرادة وإصرار ملكي لنجاحها.
وأردف الصفدي قائلا: إننا معنيون بتنفيذ التوجيهات الملكية التي تصب في فكرة أن يكون التحديث الشامل بمساراته السياسية والاقتصادية والإدارية يشكل بكل جوانبه مشروعا وطنيا كبيرا، على أن تدور حوله كل الأهداف الوطنية وتسخر الجهود والموارد لتحقيقه، بحيث تتبنى مؤسسات الدولة مفهوما جديدا للإنجاز الوطني يلمس نتائجه المواطنون، ولدينا أجندة تشريعية كبيرة، واللجان النيابية تعمل بجد واقتدار لتجويد مشاريع القوانين، فضلاً عن دورنا الرقابي الذي سنقوم بتكثيف الجلسات حياله في الدورة القادمة".
وحول التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق عبر آلية التعاون الثلاثي، قال رئيس النواب الأردني: "إن فكرة تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدان الشقيقة الثلاثة، حرص عليها الملك عبد الله الثاني وبالتنسيق والتشاور مع أخويه من قيادتي مصر والعراق، لتنسيق المواقف الأردنية المصرية والعراقية وكذلك استمرار التواصل مع قيادتي مصر والعراق بشكل مستمر مما خلق أجواء حقيقية على أرض الواقع لهذا التعاون وهو ما تجلى في إقامة مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في بغداد قبل 3 أعوام، وقبل عامين تم عقد مؤتمر بغداد الثاني في الأردن في منطقة البحر الميت، وكبرلمان سواء الأردني أو المصري أو العراقي أمامنا مهمة تذليل العقبات التشريعية التي يمكن أن تواجه تحقيق مشاريع التكامل الاقتصادي بين البلدان الثلاث الشقيقة وهو ما نعمل عليه دائما".
وكشف أنه ترأس الشهر الماضي وفدا برلمانيا في زيارة إلى العراق بدعوة من رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور محمود المشهداني، وأجرينا العديد من اللقاءات والمباحثات مع مسؤولين عراقيين وقادة وممثلين للكتل والتيارات السياسية المختلفة في البرلمان، مشيرا إلى أن تنفيذ مشاريع التكامل الاقتصادية بين مصر والأردن والعراق كانت محور هذه اللقاءات، بالإضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين عمان وبغداد وهناك حرصا مشتركا للعمل سواء في الإطار الثنائي أو الثلاثي بين مصر والأردن والعراق.
وبشأن الوضع في سوريا، قال الصفدي إن الأردن يدعم كل جهد سياسي يحفظ أمن واستقرار ووحدة الأراضي السورية، وهو موقف عبر عنه الملك عبدالله الثاني في مختلف المحافل العربية والدولية، مؤكدا وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في سوريا واحترام إرادتهم وخياراتهم وضرورة حماية أمن سوريا ومواطنيها ومنجزات شعبها، والعمل بشكل حثيث وسريع لفرض الاستقرار.
وشدد على أن الأردن يقف مع كل جهد يحقن الدم السوري ويدفع نحو الاستقرار والأمن وخلق دولة جامعة لكل الشعب السوري بمختلف أديانه وأطيافه وأعراقه وطوائفه، ويحفظ وحدتهم ويجنبهم أي محاولات للتمزيق والتقسيم.