مطرب الشعب الشيخ سيد درويش
فى 17 مارس 1892 ولد الملحن والمطرب المجدد للموسيقى العربية الشيخ سيد درويش .الذى حول الموسيقى إلى لغة عالمية فكان يقول دائما "أن الموسيقى لغة عالمية ونحن نخطئ عندما نحاول أن نصبغها بصبغة محلية يجب أن يستمع الرجل اليوناني والرجل الفرنسي والرجل الذي يعيش في غابات أواسط أفريقيا إلى أي موسيقى فيفهم الموضوع الموسيقي ويتصور معانيه ويدرك ألغازه "،لذلك نجد ألحانه وأغانيه مازالت حية يتغنى بها الوطن العربى . إستطاع سيد درويش أن يستخدم ألحانه فى الجهاد الوطنى ،فكانت ألحانه دائما مصدر قوة للمصريين خلال فترة الإحتلال الإنجليزى وثورة 1919 فغنى " قوم يا مصرى " وأستطاع بذكاء شديد أن يجعل كل مصرى يردد إسم سعد زغلول بعد أن قرر الإحتلال منع تداول إسمه وقدم أغنية "يا بلح زغلول يا حلاوتك يا بلح ..يا بلح زغلول يا زرع بلدي.. عليك انادى في كل وادى" وغنتها المطربة نعيمة المصرية،وإنتصر مطرب الشعب على الإنجليز ، ليكون الأيقونة الفنية لهذه الثورة الشعبية العظيمة . ومن أجمل ألحانه التى مازالت الملايين تتغنى بها يوميا هو النشيد القومى لبلدنا الحبيب مصر " بلادى بلادى ". واستخدم ألحانه أيضا فى الإصلاح الإجتماعى "استعجبوا يا أفندية ليتر الكاز بروبية ". تميزت ألحان الشيخ سيد درويش بالإنتشار السريع بين الشعب ،فكان لكل لحن قصة ومناسبة أثرت فيه بشكل كبير فأول أغنية لحنها كانت "زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة " وكانت مناسبتها أن امرأة يحبها قالت له هذه العبارة. ولد سيد درويش بالإسكندرية، و درس في معهد ديني لأحد مساجد الإسكندرية،وحفظ القرآن ، و حصل على لقب الشيخ سيد درويش، ثم درس لمدة عامين في الأزهر . وتتدرب على الإنشاد الديني وعمل فى الفرق الموسيقية ولكنه لم يوفق فعمل فى البناء ومن هنا بدأ مشواره الفنى عندما أكتشفاه الأخوين "سليم وأمين عطا الله" وطلبا منه السفر معهما إلى الشام عام 1908 وتمكن درويش من تعلم الموسيقى بشكل أكبر ،أستغرقت هذة الرحلة أقل من عام ثم عاد إلى الشام مرة أخرى عام 1912لإستكمال دراسة علوم الموسيقى على يد عثمان الموصلى ، الشيخ على درويش والشيخ صالح الجذبة ،وتمكن من إتقان العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية فلحن أول أدواره " يا فؤادى ليه بتعشق" ثم عاد إلى الإسكندرية عام 1914 ، ليبدأ رحلته فى التلحين وذاع صيته بالأوساط الفنية فى القاهرة وأعجب الشيخ سلامه حجازى به وقال عنه للجمهور "إن هذا الفتى هو عبقرى المستقبل " وعرف بأسلوبه الجديد فى التلحين ،ولحن أول أوبريت " فيروز شاه " لفرقة الممثل الكبير جورج أبيض . وكان عام 1918 نقطة تحول فى مشوار درويش الفنى فأصبح يلحن لجميع الفرق المسرحية الكبيرة مثل فرقة "نجيب الريحانى"،فرقة "منيرة المهديه"و فرقة "على الكسار" أستطاع درويش إدخال الغناء البوليفونى للموسيقى فى مصر لأول مرة من خلال أوبريت "العشرة الطيبة ،"أوبريت شهرزاد" و"أوبريت البروكة" فى 10 سبتمبر 1923 توفى أب الموسيقى المصرية والعربية الشيخ سيد درويش تاركا بصمة كبيرة في الموسيقى العربية والتاريخ المصرى رغم نشاطه الفني القصير إلا أنه ترك العشرات من الأدوار ،أربعين موشحا ،مائة طقطوقة ، و30 رواية مسرحية وأوبريت ،هذه الموشحات والأدوار اشتهرت شهرة كبيرة في سائر البلاد العربية وأصبحت المادة الثقافية الفنية لكل فنان وأصبح قياس للمعرفة الموسيقية هو حفظ ألحان الشيخ سيد وادواره وموشحاته وأهازيجه . وتم تكريمه من خلال تجسيد شخصيته فى مسرحية "سيد درويش " و فى مسلسل "أهل الهوى" و "أهو دا اللى صار" وفى فيلم "سيد درويش ". الصور من مركز التوثيق الفوتوغرافى أ ش أ إعداد / شيماء حسين
- مصر/سيد درويش/ذاكرة أ ش أ
Total Downloads (0)