ذكري ميلاد الفنان محمد رضا
تحل اليوم 20 ديسمبر ذكري ميلاد ملك الإفيهات، ابن البلد، المعلم، الذي ملك من الأدوات والحس الفني ما جعله واحدا من رموز السينما المصرية وإحدى أيقوناتها ، الفنان محمد رضا من مواليد محافظ أسيوط وظهرت ميوله الفنية في المرحلة الإبتدائية حيث كون فريق تمثيل بالمدرسة وتخرج من دبلوم الهندسة التطبيقية العليا عام 1938 . تقدم لمسابقة لإختيار الوجوه الجديدة نظمتها مجلة "دنيا الفن" أواخر الثلاثينيات، وحصل على المركز الثاني من قبل اللجنة التي كان أحد أعضائها المخرج الكبير صلاح أبوسيف. التحق بعد ذلك بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بعد نصيحة من صديقه توفيق الدقن والذي كان يبحث معه عن فرصة للتمثيل، تتلمذ على يد عمالقة الفن ومنهم يوسف وهبي وزكي طليمات، لينطلق بعدها في تقديم بعض الأدوار الصغيرة علي المسرح الحر مع مجموعة من شباب جيله، بالإضافة إلى تقديم بعض الأدوار البسيطة فى السينما ومنها "الفتوة"، ومعبودة الجماهير و"جعلوني مجرما"، والأخير حصد عن دوره فيه جائزة رغم صغر مساحة دوره. قدم رضا في أول حياته أدوار وكيل النيابة والضابط والطبيب، كما كان يحلم بأن يكون "جان" – بطلا - للسينما المصرية ولكن المخرج كمال ياسين كان له رأي آخر حين كان يجهز لمسرحية "زقاق المدق" ليختاره فى دور "المعلم كرشة"، لينجح نجاحا كبيرا،بعدها طلبه النجم فريد شوقى لأداء شخصية المعلم فى مسرحياته بالخمسينيات، وعندما تحولت رواية "زقاق المدق" إلى فيلم جسد رضا دور "المعلم كرشة"، وقال الأديب العالمي نجيب محفوظ عنه "إن محمد رضا عمل الدور كما رسمه بالظبط وبنفس الشكل" ،منحته شخصية «المعلم» الخلود الفنى، ومنحها هو مزيدا من البقاء بعد أن كادت تنقرض.. عمل رضا على نسج شخصياته من خلال معاملاته وصداقته لعدد كبير من المعلمين الذين كان يقابلهم على المقاهى والاماكن الشعبية الاصيلة ، فكان يدقق فى كل التفاصيل ويفصل بنفسه الملابس والجلاليب البلدى بكل متعلقاتها عند ترزى خاص به، ولا يعتمد على الإنتاج، كما كان حريصا على تفصيل الصديرى، وكانت لديه علبة شوارب من أشكال متنوعة ليختار المناسب منها لكل شخصية. وخلال مشواره الفني شارك في مجموعة من الأفلام أشهرها بنات حواء وفتوات الحسينية وسلطان وأنا الهارب وزقاق المدق وخان الخليلي وإضراب الشحاتين والعتبة جزاز. كانت أصعب المواقف التي مرت عليه فى حياته يوم وفاة أميمة ابنته الكبرى والتي رفض أن يتم تأجيل عرض مسرحيته "طب بعدين" مع المخرج السيد راضي، بسبب أجور العمال والتذاكر التي تم قطعها من قبل الجمهور، وبعد إنتهاء المسرحية خرج المخرج السيد راضى على المسرح وقال للجمهور: "محمد رضا كان عنده ظرف قاسى وابنته توفيت اليوم ورغم ذلك أصر على تقديم العرض علشان يسعدكم. يوم وفاته ذهب لأداء دوره فى مسلسل "ساكن قصادي"، وكان صائمًا، حيث كان التصوير في نهار رمضان، وبعدما انتهى من التصوير عاد إلى المنزل، وبعد الإفطار اتصل به صحفي لإجراء حوار، وأثناء الحديث لفظ أنفاسه الأخيرة، وكان ذلك في 27 رمضان الموافق 21 فبراير 1995 الصورة من مركز التوثيق الفوتوغرافي أ. ش. أ إعداد / ريم زايد
- مصر/فن/ذاكرة أ ش أ
Total Downloads (0)