القاهرة في 16 أغسطس / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
يحيي العالم يوم 21 أغسطس من كل عام اليوم الدولي الثالث لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب واجلالهم ، حيث يتأثر عدد أكبر من البلدان بالإرهاب اليوم ، وأن عدد الضحايا يتركز إلى حد كبير في عدد صغير من الدول الأعضاء. ويواصل ضحايا الإرهاب الكفاح من أجل إسماع أصواتهم ودعم احتياجاتهم والحفاظ على حقوقهم. وغالبا ما يشعر الضحايا بالنسيان والإهمال بمجرد أن تتلاشى الآثار المترتبة على هجوم إرهابي مباشرة ، مما قد يكون له عواقب وخيمة عليهم. وهناك قلة من الدول الأعضاء لديها الموارد أو القدرة على تلبية الاحتياجات المتوسطة والطويلة الأجل اللازمة للضحايا للتعافي الكامل وإعادة التأهيل والاندماج من جديد في المجتمع. ولا يمكن للضحايا التعافي والتعامل مع صدماتهم إلا من خلال دعم متعدد الأبعاد طويل الأجل ، بما في ذلك الدعم الجسدي والنفسي والاجتماعي والمالي ، من أجل الشفاء والعيش بكرامة.
وتقع المسؤولية الأساسية لدعم ضحايا الإرهاب والحفاظ على حقوقهم على عاتق الدول الأعضاء. وتلعب الأمم المتحدة دوراً مهماً في دعم الدول الأعضاء لتنفيذ الركيزتين الأول والرابع من استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب من خلال الوقوف في التضامن وتقديم الدعم للضحايا ، والمساعدة في بناء القدرات ، وإنشاء شبكات من المجتمع المدني وتقديم الدعم له. ولا سيما جمعيات ضحايا الإرهاب ، وتشجيع الدول الأعضاء على تعزيز وحماية واحترام حقوق الضحايا. وتعمل الأمم المتحدة على توفير الموارد وتعبئة المجتمع الدولي وتحسين تلبية احتياجات ضحايا الإرهاب.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد حددت في قرارها 165/72 عام 2017، يوم 21 أغسطس باعتباره اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم من أجل تكريم ودعم ضحايا الإرهاب والناجين منه وتعزيز وحماية جميع ضحايا الإرهاب، والتمتع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية.
لقد شهد "مؤشر خريطة الإرهاب العالمي العام 2019 " كثيراً من المؤشرات والاتجاهات الإيجابية، بعد أعوام الجمر والرماد التي واكبت انطلاقة موجة إرهاب تنظيم داعش، الذي وصل ذروته عام 2014. فقد انخفض العدد الكلي لقتلى العمليات الإرهابية بنسبة 52 % ، مقارنة بـ ذروته عام 2014، وذلك للعام الرابع على التوالي؛ حيث بلغ العدد الإجمالي لعدد العمليات الإرهابية 15.952 ألف ضحية ، ويعود سبب الانخفاض بشكل رئيس لانخفاض العدد الكلي لقتلى الإرهاب في العراق ثم الصومال. فقد شهد العام 2019 أهم حدثَين في مسيرة الإرهاب العالمي الإسلاموي على صعيد تنظيم داعش : الأول ، هزيمة تنظيم داعش في معاقله الرئيسة في سوريا وتشتته وذوبانه في العراق ؛ والثاني ، مقتل زعيم التنظيم وعدد من القياديين المهمين فيه. وقد تجلى هذا في انخفاض عدد قتلى العمليات الإرهابية التي تنسب إلى داعش بنسبة 69%، كما انخفض عدد عمليات التنظيم بنسبة 63% عام 2019، وانخفض العدد الكلي لأعضاء التنظيم في سوريا والعراق من 70 ألف مقاتل إلى 18 ألف مقاتل عام 2019. وفي المقابل مع أن ظاهرة الإرهاب العالمي شهدت بعض الانحسار، فقد شهدت خريطة الإرهاب بعض الاتجاهات السلبية وعلى رأسها أنه رغم انخفاض عدد القتلى نتيجة العمليات الإرهابية، إلا أن نطاق العمليات الإرهابية توسع وتعولم أكثر، حيث طال الإرهاب (عملية إرهابية واحدة على الأقل) ما مجموعه 103 دول في العالم، وهو ما يعني حاجة المجتمع الدولي إلى استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب.
ويعتبر أحد أهم الاتجاهات السلبية والخطيرة للإرهاب في عام 2019، هو زيادة خطورة إرهاب "جماعات اليمين المتطرف" في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وأستراليا والجزر، ودليل ذلك ارتفاع نسبة عمليات "اليمين المتطرف" بنسبة هائلة بلغت 320 % خلال الأعوام الخمسة الماضية ، وقد بلغ عدد قتلى العمليات الإرهابية التي تنسب لليمين المتطرف 77 قتيلاً، حتى سبتمبر 2019. ومع الإشارة إلى أن هذا النوع من الإرهاب كان أكثر خلال الأعوام الـ 10 الماضية ؛ حيث سجل 322 عملية إرهابية تنسب إلى جماعات اليمين المتطرف، مقارنة بما مجموعه 1.677 عملية خلال الأعوام العشرة، بين عامي 1970 - 1980، كما أن 60% من عمليات اليمين المتطرف خلال الفترة بين 1970- 2018 ، نفذها أفراد ليس لهم ارتباطات تنظيمية محددة مع جماعات اليمين المتطرف، مقارنة ما نسبته 10% فقط نفذها أفراد ينتمون تنظيمياً لجماعات اليمين المتطرف. ويلاحظ أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية والأجهزة الاستخبارية فيها بدأت ومنذ بداية العام 2019 تحديداً بالتحذير من خطورة هذا النوع من الإرهاب والاهتمام به على كافة الصعد، خاصة البحث والدراسة الأكاديمية خاصة بعد العملية الإرهابية التي جرت في المساجد في نيوزيلندا، الجمعة 15 مارس 2019؛ حيث أُطلقت النيران من قبل (برينتون تارانت) متطرف من اليمين البديل، داخل مسجد النور ومركز لينوود الإسلامي في مدينة كرايستشرش، ونتج عنهما العديد من الإصابات و 50 من الوفيات.
ومن الاتجاهات السلبية الجديدة في عام 2019؛ تزايد مشاركة النساء في العمليات الإرهابية والعمليات الانتحارية، وتشير البيانات إلى أنه خلال الفترة بين 1985- 2018، كانت هناك 300 عملية إرهابية شاركت فيها النساء (امرأة واحدة على الأقل) تسببت بمقتل 3000 شخص في العالم. وزاد هذا الاتجاه خلال الأعوام الخمسة الماضية (2013-2018) بنسبة كبيرة جداً، بلغت 450%، ويلاحظ أن 80% من هذه العمليات نفذتها النساء في تنظيم بوكوحرام في نيجيريا والدول المجاورة لها، على العكس فقد انخفضت مساهمة الرجال في العمليات الانتحارية بنسبة 47% خلال الفترة نفسها.
أ ش أ
العالم يحيي في 21 أغسطس اليوم الدولي الثالث لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب واجلالهم
مصر/ضحايا الارهاب/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service