القاهرة في 5 مايو/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
أصاب فيروس كورونا (كوفيد 19) العلاقات الصينية الأوروبية، بأضرار جسيمة ربما تعصف بما تم بناؤه من تفاهم ودي، حرص الطرفان على ترسيخه منذ سنوات مضت، في ظل حالة من السيولة الدولية والاتهامات التي تطارد بكين بأنها لم تلتزم الشفافية عندما نشأ الفيروس في مدينة ووهان الصينية، والمطالبات الأمريكية والألمانية بتعويضات من الصين جراء تداعيات جائحة كورونا.
ورغم أن موقف الاتحاد الأوروبي لم يكن حاداً مثل الموقف الأمريكي، لكن جاءت تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان در لاين، المطالبة بتحقيق دولي حول منشأ كورونا، لتمثل هزة عنيفة في جدار العلاقات بين بكين وبروكسل، وتشكل خطوة دبلوماسية متقدمة في الموقف الأوروبي الموحد، وهو الأمر الذي يؤثر سلباً على مستقبل العلاقات الصينية الأوروبية ويضربها في مقتل.
كانت الحكومة الصينية قد ردت بغضب القوة العظمى الجديدة على الاتهامات والشكوك حول إدارتها لأزمة الوباء، وانتقدت بشدة غير معهودة في خطابها الدبلوماسي الهادئ التصريحات التي صدرت في الأيام الأخيرة من واشنطن وباريس ولندن، ورفعت منسوب التوتر في الأجواء الدولية الضبابية.
الصين تعزز علاقاتها الأوروبية
كانت العلاقات بين الصين ودول الاتحاد الأوروبي قد شهدت منذ وصول ترامب للبيت الأبيض، تقارباً قوياً وتفاهماً لطبيعة المرحلة الجديدة في العلاقات الدولية ذات الطابع المتعدد دبلوماسياً وتجارياً، إذ جاء رداً على الهجوم الذي شنه الرئيس الأمريكي ترامب على الاتحاد الأوروبي كمؤسسة أوروبية ومن بعدها على العديد من الدول الأوروبية تباعاً.
ولا شك أن هذا التفاهم بين الصين والاتحاد الأوروبي، كان مهماً لاستقرار عمل المؤسسات والاتفاقيات الدولية، فقد لعب دوراً أساسياً في منع انهيار اتفاقات دولية مهمة مثل "اتفاقية باريس لمكافحة تغيّر المناخ"، وفي الحفاظ على دور المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي، كإطار للتعايش الدولي.
لمتابعة تقارير وتحليلات مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.
/أ ش أ/
فيروس كورونا يضرب العلاقات بين الصين والدول الأوروبية
مصر/عالمى/سياسي
You have unlimited quota for this service