كتبت - أمانى محسن
حفرت أسماء نفسها في تاريخ الاجرام الاسود الذي يمثل وصمة عار على البشرية والحضارة المعاصرة لمساهمتها الفغالة فى تغذية مشاهر الكراهية والغضب والألم فى العالم دون ابداء أى نوع من الندم او تأنيب الضمير.
وباتت شهرة هؤلاء المجرمين تضاهى شهرة السياسيين وكبار الفنانين والرياضيين لدرجة ان حكومات عديدة رصدت ملايين الدولارات كمكافاة لم يدل باية معلومات تقود للقبض عليهم وتطهير المجتمعات من جرائمهم التى تخطت فى بعض الاحيان حدود دولهم . واستفاد هؤلاء المجرمين من ثورة الاتصالات الحديثة فى ارتكاب جرائمهم وتجنيد العملاء سواء داخل دولهم أو خارجها لتنفيذ خططهم وهو ما دفع الامم المتحدة الى انشاء منظمة معنية بمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود .
وتؤكد القائمه السوداء لأخطر المجرمين الهاربين عالميا، ان الجريمة ليست قاصرة على ديانة أو جنسية بعينها ولكنها نتاج لعوامل عديدة من بينها ضعف الرقابة المجتمعية والظلم والقهر والفقر والاحتقان ، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولى ضرورة مواجهة الاسباب الحقيقية وراء تنامى الجرائم بدلا من الاقتصار على مجابهة تداعياتها .
25 مليون دولار لرأس الظواهرى
وتصدر رئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى - الذى تولى قيادة ذلك التنظيم عقب تصفية أسامة بن لادن على يد القوات الامريكية فى باكستان فى مايو عام 2011 - القائمة السوداء لاخطر مجرمى العالم المطلوبين ، حيث رصدت الحكومة الأمريكية مكافأة تقدر بـ 25 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
عَمل الظواهرى كجراح للعيون وساعد في تأسيس جماعة الجهاد المصرية ويعتقد بعض الخبراء انه من العناصر الأساسية وراء هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. وجاء اسم الظواهري ثانياً بعد بن لادن في القائمة التى تضمت 22 من أهم الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر.
ينحدر الظواهري المولود في القاهرة من عائلة من الطبقة المتوسطة، وفيها العديد من الأطباء وعلماء الدين. فجده ربيع الظواهري تقلد منصب شيخ جامع الأزهر ، ووالده الدكتور محمد الشافعي الظواهري من أشهر الأطباء المصرين للأمراض الجلدية .
جوزيف كونى والابادة الجماعية
وفى المركز الثانى جاء جوزيف كونى قائد جيش الرب الأوغندى، وهى تعتبر حركة تمرد مسيحية مسلحة ترجع جذورها الى امراة تدعى أليس لاكوينا أعتقدت ان الروح المقدسة خاطبتها وامرتها بالأطاحة بالحكومة لما تمارسه من ظلم وعنف ضد الشعب. وتأسس جيش الرب فى عام 1968 على يد جوزيف كونى واستند في تحركاته على دعاوى بإهمال الحكومات الأوغندية للمناطق الواقعة شمال أوغندا.
وأعتمد كونى على اختطاف عشرات الالاف من الاطفال الاوغندين واجبارهم على الانضمام فى صفوف الجنود المتمردين. ويرجع لهذا الجيش مسئولية ارتكاب جرائم الحرب و أرتكاب العديد من المجازر الوحشية وأكل لحوم البشر الى جانب تشريد الملايين من المواطنين. وقد خُصصت مكافآة غير محدودة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
أمبروطور المخدرات
أحتل جوكين جوزمان لورا مهرب المخدرات المكسيكى المركز الثالث فى القائمة السوداء و هو رئيس منظمة الاتجار بالمخدرات المكسيكية التى تعد أكبر وأقوى منظمة في العالم وتدعى "الكارتل السينالوا". ويعتبر لورا مهرب المخدرات الأكثر نفوذا في العالم وفقا لوزارة المخدرات فى الولايات المتحدة.
وتهرب منظمة "الكارتل السينالوا" شحنات الكوكايين الضخمة من كولومبيا عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة و تتوزع خلايا المنظمة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة تقدر بـ 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على لورا.
5 ملايين دولار لاصطياد داود ابراهيم
وفى المركز الرابع جاء داود إبراهيم و هو رئيس منظمة الجريمة في مومباى وهو حاليا على قائمة المطلوبين من الانتربول للجريمة المنظمة والتزييف. وهو متهم برآسة امبراطورية شاسعة ومترامية الأطراف غير مشروعة. فبعد تفجيرات موباى 1993، أصبح على رأس قائمة المطلوبين في الهند. و يرتبط داوود إبراهيم بصلات وثيقة مع تنظيم القاعدة.
أعلنت الولايات المتحدة داود إبراهيم كارهابى عالمى في عام 2003 في محاولة لتجميد ارصدته بجميع أنحاء العالم وتضييق الخناق على عملياته. وفرضت إدارة بوش منذ ذلك الحين عدة عقوبات على إبراهيم ورفاقه. ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة تقدر بـ 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
كابوحا الرهيب
صدرت بحق فيليسيان كابوجا - الذى احتل المركز الخامس فى القائمة - لائحة اتهام بالإبادة الجماعية وإ رتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة أخرى للقانون الإنساني الدولي. ويُشتبه فيه أيضاٌ انه المصدر التمويلى والداعم الرئيسي للجماعات السياسية والمليشيات التي ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية في رواندا.
وكان كابوجا أحد مؤسسي "صندوق الدفاع الوطني" وكذلك رئيسا له. ويُشتبه في أنه استطاع أن يقوم بتوفير أموال للحكومة المؤقتة في رواندا لتنفيذ جرائم الإبادة الجماعية سنة 1994. علاوة على ذلك قدم كابوجا دعما لوجستيا لرجال مليشيا إنتراهاموي عن طريق تزويدهم بأسلحة وملابس عسكرية ونقلهم في سيارات تابعة لشركته.ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة تقدر بـ 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
مليون دولار لرأس عزام الامريكى
وجاء أدم يحيى جدن المعروف بـ (عزام الأمريكي) فى المركز السادس فى القائمة و هو مواطن امريكى وعضو في القاعدة، ولد فيكاليفورنيا، واعتنق الدين الإسلامى وهو في السابعة عشرة من عمره وانتقل بعدها ليعيش في باكستان حيث يُعتقد أنه لا يزال يقيم هناك حتى اليوم. وأشارت معلومات متداولة الى أن عزام تدرب في معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة، وعمل مترجماً وناطقا ومستشاراً إعلامياً لصالح التنظيم.
و ظهر عزام الامريكى مع أسامة بن لادن في عدة أشرطة فيديو وهو يعتبر أول أمريكي يتم اتهامه بجريمة الخيانة العظمى منذ عام 1952. وتُقدر المكافأة المخصصة من قبل الحكومة الامريكية لمن يدلي بمعلومات عنه بحوالى مليون دولار أمريكى.
زعيم الجنجاويد
وفى المركز السابع جاء على كوشيب سودانى الجنسية وهو قائد المليشيات والمطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية لارتكابة جرائم حرب فى دارفور وجرائم ضد الانسانية مثل القتل و النهب والاغتصاب.
كان علي كوشيب عقيدا في آل أوغادا، لمنطقة وادي صالح في دارفور. وكان واحدا من كبار قادة قبائل التسلسل الهرمي في وادي صالح، وكان عضوا في قوات الدفاع الشعبي ، فضلا عن انه كان قائد ميليشيات تدعمها الحكومة في دارفور من أغسطس 2003 وحتى مارس 2004. خدم كضابط اتصال بين الحكومة والجنجاويد،وهى ترمز للرجال الذين يقاتلون من فوق الخيل ويحملون السلاح.
ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة تقدر بـ 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
الذراع الايمن لأبوسياف الفلبينى
وفى المركز الثامن جاء اسنيلون توتوني هابيلون الملقب بأبو مصعب وهو مواطن فلبينى ولد فى مارس 1966. تخرج من جامعة الفلبين كلية الهندسة وسافر للمملكة العربية السعودية وماليزيا.
وقد وجه اليه تهم تشمل أعمال عنف ضد رعايا أمريكيين وأجانب في الفلبين، ويعد قياديا بجماعة أبو سياف الارهابية بجنوب الفلبين وسبق أن احتجز رهائن أجانب وأمريكيين.
وخصصت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى 5 مليون دولار لمن يقدم معلومات تساعد في اعتقال اسنيلون توتوني هابيلون.
رئيس أركان القاعدة
وفى المركز التاسع جاء محمد إبراهيم مكاوي، المعروف بـ "سيف العدل"، المسؤول المصري في تنظيم "القاعدة"، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية و يُعتقد أنه كان حتى الساعة رئيس أركان "القاعدة". هو أيضا أحد منفذي اعتداءات نيروبي ودار السلام فى 1998.
وقد أدرجه مكتب التحقيقات الفيدرالي (الأمريكي) على لائحة المطلوبين لاتهامه بالضلوع في الهجمات التي شنها تنظيم "القاعدة" على سفارتي الولايات المتحدة في كل من كينيا وتنزانيا عام 1998. وقد عرضت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار للقبض عليه.
وكان "سيف العدل" قد انضم إلى صفوف المحاربين الأفغان في معركتهم ضد الغزو السوفيتي في فترة الثمانينات من القرن الماضي. ويعد من أبرز من ساهموا في التدريب العسكري والاستخباراتي لأعضاء التنظيم. وقد وردت أنباء عن مصادر استخباراتية أن "سيف العدل" انتقل من إيران، حيث كان رهن الإقامة الجبرية، إلى باكستان.
خبير الاسلحة
وأحتل عبد الرحمن يس المركز العاشر فى القائمة وهو مواطن امريكى من أصل عراقى أتهم بأنه خبير الأسلحة التى يزعم انها استُخدمت في هجمات نيويورك عام 2001 وذلك لما يمتلكه من امكانيات فنية عالية .
وبناء على ذلك فقد اعتقل ضمن المشتبه بهم في هذا التفجير، لكن القصة بدات عندما تم اطلاق سراحه من قبل مكتب التحقيقات الفدرالى بعد اسبوعين من الاعتقال، حيث تم تسهيل خروجه من الولايات المتحدة .
وبعد وصوله الى العراق اعلنت السلطات الاميركية اسماء منفذي العملية وطالبوا باعتقال ياسين بما في ذلك رصد مكافآت مالية تقدر بخمس ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد في اعتقاله.
أيمن الظواهرى يتصدر القائمة السوداء لأخطر مجرمى العالم المطلوبين لعام 2013
مصر/جرائم/سياسة
You have unlimited quota for this service