• يوم الطيران المدني الدولي
    يوم الطيران المدني الدولي

القاهرة في 7 ديسمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم اليوم السبت يوم الطيران المدني ، حيث يهدف إلى المساعدة في توليد وتعزيز الوعي العالمي بأهمية الطيران المدني الدولي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول، وأيضا إلى أهمية دور منظمة الطيران المدني الدولي الفريد في مساعدة الدول على التعاون وتحقيق شبكة عالمية حقيقية للنقل السريع في خدمة البشرية جمعاء.
وبعد اعتماد الأمم المتحدة والعالم جدول أعمال عام 2030 الجديد، والشروع في حقبة جديدة في مجال التنمية المستدامة على الصعيد العالمي، تبرز أهمية الطيران كمحرك للتواصل العالمي في تحقيق أهداف اتفاقية شيكاغو من خلال اعتبار الرحلات الدولية ركيزة رئيسية في تمكين السلام والرخاء العالميين.
ويأتي الاحتفال هذا العام 2019 تحت شعار " 75 منظمة الطيران المدني الدولي" ، حيث تمكنت شبكة الطيران المدني الدولي من نقل أكثر من 4 مليار مسافر سنويا. ويدعم قطاع النقل الجوي العالمي 65.5 مليون وظيفة و2.7 تريليون دولار أمريكي في النشاط الاقتصادي العالمي، حيث يعمل أكثر من 10 مليون امرأة ورجل في هذه الصناعة لضمان القيان ب 120 ألف رحلة ، ونقل 12 مليون مسافر يومياً إلى وجهاتهم بأمان. وتظهر سلسلة الإمداد الأوسع نطاقا والتأثيرات المتدفقة والوظائف في السياحة بفضل النقل الجوي أن ما لا يقل عن 65.5 مليون وظيفة ، و3.6 % من النشاط الاقتصادي العالمي منذ تأسيس منظمة الطيران المدني الدولي.
ففي عام 1944، اجتمع المندوبون من 54 دولة في شيكاغو بناء على دعوة من الولايات المتحدة الأمريكية. وفي هذه المناسبة، قام المشتركون بإعداد وتوقيع اتفاقية الطيران المدني الدولي، التي تعرف عموماً باسم اتفاقية شيكاغو، وهي الاتفاقية الدولية المميزة التي سمحت منذ ذلك الوقت للشبكة العالمية للطيران المدني بأن تتطور في ظل السلام وبشكل يعود بالنفع على جميع الشعوب والأمم في العالم. وتأسس يوم الطيران المدني الدولي في عام 1994 كجزء من أنشطة الذكرى الـ 50 منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو). وفي عام 1996، وفقا لمبادرة منظمة الطيران المدني الدولي وبمساعدة من الحكومة الكندية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 33/51 ، والذي اعترف رسميا بالسابع من ديسمبر للإحتفال بيوم الطيران المدني الدولي في منظومة الأمم المتحدة. وجاء في الوثيقة "أن ديباجة الاتفاقية تنص على أن التنمية المستقبلية للطيران المدني الدولي يمكن أن تساعد كثيرا في إيجاد وإبقاء الصداقة والتفاهم بين أمم العالم وشعوبه."

وقد أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" التقرير الخاص بالإحصائيات العالمية للنقل الجوي لعام 2018، والذي يسلط الضوء على الكفاءة المتزايدة في مجال الربط الجوي وتطوره المتواصل. وأشارت الأرقام الأولية التي نشرتها اليوم منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو" إلى أن إجمالي عدد الركاب المنقولين بواسطة الخدمات الجوية المنتظمة بلغ 4.4 مليار راكب في عام 2018. وهذا يمثل زيادة بنسبة6.1 % على الأرقام التي سجلت في عام 2017. وقد ارتفع عدد عمليات المغادرة إلى نحو 38 مليون رحلة عالميا، وسجلت الحركة العالمية للركاب، المعبر عنها بإجمالي الركاب الكيلومتريين الإيراديين، زيادة متينة بلغت 6.7 % ، حيث وصل عدد الركاب الكيلومتريين الإيراديين إلى حوالى 8.3 تريليون. ويشكل هذا النمو انخفاضاً بالمقارنة مع نسبة 7.9 % المسجلة في عام 2017. ويجدر بالملاحظة أن أكثر من نصف السياح البالغ عددهم 1.4 مليار والذين عبروا الحدود الدولية العام الماضي على مستوى العالم، تم نقلهم عن طريق الجو، وأن قطاع النقل الجوي يحمل حالياً حوالى 35 % من التجارة العالمية من حيث القيمة. وفي الواقع، نُقل 90 % من التجارة الالكترونية عبر الحدود من خلال المعاملات التجارية بين المؤسسات التجارية والمستهلك بواسطة النقل الجوي.
وكشف التقرير إلي تراجع نمو السفر الجوي مقارنة مع الاتجاه التصاعدي القوي الملحوظ في العام 2017 . وانخفضت الحوافز المرتبطة بتدني أسعار التذاكر الجوية بسبب ارتفاع أسعار الوقود مقارنة مع الأسعار التي سادت في السنتين المنصرمتين، مما انعكس على الاعتدال في النمو. ولكن، بقي نمو الحركة الجوية متينا في عام العام 2018 بالاستناد إلى الظروف الاقتصادية العالمية على مدار العام. وعلى الرغم من التراجع الذي سجل مؤخرا فيتوقع أن يصل النمو الفعلي لإجمالي الناتج المحلي إلى 3.1 % في عام 2018 قبل أن ينخفض بصورة تدريجية في السنتين المقبلتين وفقا لتقديرات البنك الدولي. وسينحسر النمو في الاقتصادات المتقدمة وتتعافى الأسواق الناشئة الرئيسية المعتمدة على تصدير السلع وتستقر مستويات الاقتصادات النامية. وسيلقي التوتر في الأسواق المالية مع ازدياد الحماية التجارية وتفاقم التوتر الجيوسياسي بظلاله على آفاق المستقبل.
كما أشار التقرير إلي حركة الركاب لعام 2018 ، حيث نمت الحركة الدولية المنتظمة للركاب المعبر عنهم بالركاب الكيلومتريين الإيراديين بنسبة 6.4 % في العام 2018، مما يشكل انخفاضا قويا بالمقارنة مع نسبة 8.4 % المسجلة في عام 2017. وسجلت جميع الأقاليم تباطؤا في النمو مقارنة مع السنة الماضية باستثناء إقليم أمريكا الشمالية المعتمد على تعافي الاقتصاد في الولايات المتحدة واستمرار التوسع الدولي لحركة الناقلين الجوين الكندين. واستحوذت المنطقة على 12 % من حصة الركاب الكيلومتريين الإيراديين في العالم، كما حقق هذا الإقليم قفزة من 4.9 % في عام 2017 إلى 5.2 % في عام 2018. ويشكل سوق آسيا والمحيط الهادئ ثاني أكبر سوق في العالم، اذ يستحوذ على 30 % من حصة الركاب الكيلومتريين الإيراديين وهو مازال الإقليم الأسرع نموا مع زيادة الحركة بنسبة 7.3 % ، وذلك على الرغم من التحول المعتدل من النمو القوي بنسبة 10.5 % في عام 2017. وسجلت أوروبا ثاني أعلى نمو بنسبة 6.7 % ، ومثلت أوسع سوق دولي بحصة تغطي 37 % من الركاب الكيلومتريين الإيراديين. ويلي أوروبا أمريكا اللاتينية والكاريبي وأفريقيا، وهما الإقليمان اللذان سجلا 6.6 % و6.5 % على التوالي من حيث نمو حركة الركاب، مما يمثل أصغر حصة من الركاب الكيلومتريين الإيراديين، وهي بلغت 4 و3 % على التوالي . أما الناقلون الجويون في الشرق الأوسط فقد استطاعوا أن يحققوا 14 % من نسبة الركاب الكيلومتريين الإيراديين المنقولين في العالم، وأصبح هذا الإقليم أبطأ إقليم من حيث النمو بنسبة 4.7 % ، ويعود ذلك الى عدد من العوامل مثل البيئة التنافسية – التنافس بين مختلف المطارات الكبرى وتوافر المزيد من الخدمات المقدمة من نقطة إلى نقطة وتراجع أسعار النفط والتوترات على الساحة الجيوسياسية.

أ ش أ