• واشنطن وطالبان يتفاوضان مجددا بحثا عن اتفاقسلام
    واشنطن وطالبان يتفاوضان مجددا بحثا عن اتفاقسلام

القاهرة في 8 ديسمبر / أش أ / تقرير شحاتة عوض ...مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

بعد ثلاثة أشهر من قرار الرئيس دونالد ترامب بتعليقها، استأنفت الولايات المتحدة، المحادثات مع حركة طالبان بحثا عن تسوية تضع حدا للحرب في أفغانستان، والتي توصف بأنها أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها.

وجاء استئناف هذه المفاوضات أمس السبت في العاصمة القطرية الدوحة، بعد أيام من زيارة مفاجئة قام بها الرئيس الأمريكي إلى أفغانستان بداية الشهر الحالي، هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه، حيث تفقد القوات الأمريكية العاملة هناك وقدم لأفرادها التهنئة بمناسبة عيد الشكر.

وخلال الزيارة قال ترامب” إن حركة طالبان تسعى للتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في أفغانستان، وقال بعد اجتماعه مع نظيره الأفغاني أشرف غني في قاعدة باغرام الأمريكية شمال كابول، “إن طالبان تريد اتفاقاً” وسنلتقي بهم وأعتقد أن الأمور ستسير بالتأكيد بشكل جيد بهذه الطريقة”، وهو بدا، في رأي المراقبين، تمهيدا لاستئناف المفاوضات مجددا مع الحركة.

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن بشكل مفاجىء في بداية شهر سبتمبر الماضي، تعليق المفاوضات مع حركة طالبان، في وقت كان وفد من الحركة على وشك عقد لقاء مع كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن، حيث كان الطرفان على وشك التوقيع على اتفاق سلام بينهما يمهد لانسحاب أمريكي من أفغانستان، ويفتح الباب أمام مفاوضات سلام مباشرة وشاملة بين طالبان والحكومة الأفغانية في كابول، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام يضع حداً للحرب المستمرة في البلاد منذ 18 عاماً.

وقد جاء قرار تعليق المفاوضات، عقب هجوم تبنته حركة طالبان على أحد الأعراس في العاصمة كابل ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، بينهم جندي أمريكي.

لكن توقف المفاوضات بين واشنطن وطالبان خلال الشهور الثلاثة الماضية، لم يوقف الجهود التي يبذلها المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، ورئيس وفد التفاوض مع الحركة زلماي خليل زاده، بهدف تهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات، وتقريب وجهات النظر بين طالبان والحكومة الأفغانية، فقد قام خلال الفترة الماضية بجولات في عدد من البلدان المعنية بالملف الأفغاني، وعلى رأسها باكستان، كما قاد مؤخرا جهوداً أدت إلى تبادل للسجناء بين الحكومة الأفغانية وطالبان، ولا تزال الحركة ترفض التفاوض مع الحكومة الأفغانية التي تعتبرها نظاماً غير شرعي.

وعشية استئناف المفاوضات قام زلماي خليل بزيارة كابول حيث التقي مع الرئيس الأفغاني أشرف غني وكبار المسؤولين في الحكومة الأفغانية، في مسعى منه – كما يرى مراقبون – لتبديد مخاوف كابول من أن يكون استئناف المفاوضات مع حركة طالبان على حساب الحكومة الأفغانية التي تخوض حربا دامية مع مسلحي الحركة، والتأكيد على أن الأولوية الرئيسية لواشنطن هي دعم وقف إطلاق النار في البلاد.

غير أن اللافت هنا أن استئناف المفاوضات بين واشنطن و طالبان، والذي يهدف كما تقول الولايات المتحدة إلى خفض العنف في أفغانستان تمهيدا للتوصل لوقف إطلاق النار، لم يكن له أي صدى ملموس على الأرض ، إذ تعقد هذه المفاوضات في وقت تتواصل الاشتباكات والهجمات الدامية بين القوات الحكومية الأفغانية ومقاتلي طالبان في مناطق متفرقة من البلاد.
لمتابعة تقارير وأبحاث مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ،يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة ./أ ش أ /