• بيسكارا رئيس جمهورية بيرو
    بيسكارا رئيس جمهورية بيرو

القاهرة في 3 أكتوبر/أ ش أ/ تحليل كتبه: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

تعيش جمهورية بيرو على وقع أزمة سياسية ودستورية حادة، تهدد مسيرة الديمقراطية الناشئة بها، وتدفع بالبلاد إلى حالة من الفراغ السياسي والدستوري، لم تتعرض له منذ أكثر من 27 عاماً.

ويتسم المشهد السياسي في بيرو حالياً بحالة من الارتباك والضبابية، بعد أن قدمت نائبة رئيس بيرو مرسيدس اراوس استقالتها أمس /الأربعاء/، بعد يوم من أدائها اليمين الدستورية أمام نواب البرلمان لتولي رئاسة البلاد مؤقتا.

وكتبت أراوس تغريدة قالت فيها إنها لا تستطيع أداء مهام الرئيس المؤقت التي أوكلها لها البرلمان، بعد أن طلبت منظمة الدول الأمريكية من المحكمة الدستورية في بيرو النظر في قانونية قرار حل البرلمان.

وكان رئيس بيرو مارتن بيسكارا قد أصدر قرارا بحل البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة في الثلاثين من سبتمبر 2019، في خطوة تشهدها البيرو لأول مرة منذ عام 1992، والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة في 26 يناير 2020. وبيسكارا المهندس البالغ من العمر 56 عاماً كان نائباً للرئيس السابق بيدرو بابلو كوتشينسكي وقد انتخب في 2018 رئيساً للبلاد بعدما أجبر سلفه على الاستقالة إثر شبهات بالفساد.

لكن البرلمان رد بالتصويت بغالبية 86 صوتاً من أصل 130 على تعليق ممارسة بيسكارا لصلاحياته لمدة عام بدعوى "العجز الأخلاقي" وأوكلوا صلاحياته إلى نائبة الرئيس مرسيدس أراوز، وهي خبيرة اقتصادية تبلغ 58 عاماً، وأدت أراوز على الفور اليمين الدستورية أمام رئيس البرلمان بيدرو أولايخيا.

استند الرئيس بيسكارا في دعوته لحل البرلمان إلى إعاقة الأخير محاولاته للحد من انتشار الفساد، يأتي ذلك فيما لاتزال بيرو تتعامل مع تداعيات فضيحة شركة الإنشاءات البرازيلية متعددة الجنسيات "أودبريشت"، التي أثرت على الحياة السياسية في البرازيل وخارجها. وسبق أن أقرت أودبريشت، وهي واحدة من أكبر شركات البناء في أمريكا اللاتينية، بدفع رشاوى قيمتها 788 مليون دولار في 12 دولة منها 10 دول في أمريكا اللاتينية.

تعتبر بيرو جمهورية رئاسية ديمقراطية تمثيلية، ينتخب فيها الرئيس لمدة خمس سنوات ويحتل الرئيس مكانا مميزا جدا في نظامها السياسي، وفي الوقت نفسه يرأس الحكومة والدولة، ، ولها برلمان يتكون من مجلس يحتوي على 120 عضواً منتخبين لمدة خمس سنوات ويتكون البرلمان من غرفة واحدة ويسمى الكونجرس.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.
/أ ش أ/