• لحوم
    لحوم

شادية محمود
لحوم مصنعة في المختبر للفقراء والنباتيين ومحبى الطبيعة والمنحازين لطعام أكثر صحة

القاهرة فى ١٢ أغسطس أ ش أ //٠٠٠٠ تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
المستهلكون الذين يحبون طعم اللحوم الحيوانية، لكنهم يريدون تناول طعام أكثر صحة، والمحرومون الذين لايملكون المقدرة على شراء اللحوم ، و النباتيون و محبو الطبيعة ، سيكون بمقدورهم قريبا تناول ما يشتهون من اللحوم ومنتجاتها ، بعدما بات متاحا بفضل العلم إنتاج لحم مفروم وقطع دجاج وسجق وهمبورجر معمليا ، دون اللجوء للحوم حيوانات المزرعة المذبوحة ٠
وبإنتاج هذا النوع من اللحوم التى يطلق عليها العلماء إسم " اللحوم النظيفة " ، يمكن الإعلان عن نجاح الحلول المبتكرة التى بحث عنها العلم فى المختبرات لسد الحاجة المضطردة إلى استهلاك اللحوم ، والقضاء على الأزمات المتوقعة منها في المستقبل ، بسبب عدم تناسب كميات اللحوم التى يتم الحصول عليها من المراعي الطبيعية ، والتى قدرت وفق أخر تقرير أصدرته منظمة الغذاء والزراعة ( الفاو ) بحوالى 284 مليون طن ستتضاعف بحلول عام 2050 ، مع الزيادة السكانية المتوقعة فى العالم ٠
لحوم مصنعة معمليا صحية وذات مذاق طيب ، يؤكد العلماء إمكانية إنتاجها بتكلفة أقل من الطرق التقليدية لتربية الحيوانات ، حيث عمل متخصصو الكيمياء الحيوية ومهندسو الأنسجة في المختبرات العالمية المتخصصة ، على إنتاج جيل جديد منها في شكل “بدائل نباتية” أو “مستزرعة” والتي لا تشبه اللحوم فحسب، بل تحاكيها أيضا فى كل صفات شكلها وملمسها ومذاقها ورائحتها.
و يتوقع العلماء أن تتوفر تلك اللحوم المزروعة معمليا إلى جانب الأنواع التقليدية في الأسواق خلال المستقبل القـريب في ظل التطـور السريع لتقنيات إنتاج اللحـوم مـن وسائل غير تقليدية ، و هذا اللحم المستزرع معمليا ، مدين بإنجازه لعلم "هندسة الأنسجة"، وهو أحد روافد التقنية الطبية الحيوية المنطوية على علوم الخلايا الجذعية ذات التطبيقات العديدة فيما يسمى ب "الطب التجديدي"، لكن في حالة استزراع اللحم يتم تحفيز نمو الخلايا إلى حدودها القصوى لحصاد كميات وفيرة في مفاعلات حيوية ضخمة.
وتعتمد تقنية الاستزراع المعملي لللحم على زرع خلايا جذعية ذاتية التجدد مأخوذة بإبرة دقيقة من عضلات حيوان حي، و تغذيتها على مصل غني باحتياجات نموها، فتتكاثر وتتضاعف أعدادها، ويتم "نسجها" على هياكل بالغة الدقة لتحاكي شكل الألياف العضلية للحم الحيوان ، وبعد أن تأخذ حجمها ومحتواها البروتيني المطلوب ، وشكلها المشفى الخالى من العظم تتبل وتطهى ٠
وتمثل ظروف المختبرات عاملا مهما في إثبات مزايا اللحوم المزروعة في المختبر، مقارنة مع البروتينات الحيوانية التقليدية، إذ تزرع اللحوم في بيئة معقمة، فضلا عن أن هذه الظروف لا تسمح بنمو البكتيريا الخطيرة مثل السالمونيلا، وبذلك يكون المنتج آمنا من التلوت ، إلى جانب خلوه من الدهون المشبعة الضارة بالإنسان ٠