القاهرة في 6 أغسطس/أ ش أ/ تقرير كتبه: أحمد تركي، مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
تشير تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، بشأن استمرار مباحثات واشنطن مع تركيا حول ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" شمالي سوريا، إلى ديمومة الحوار الأمني بين واشنطن وأنقرة بعدما عُقد أمس في أنقرة ثاني اجتماع للعمل المشترك بين المسؤولين العسكريين الأتراك والأمريكيين، وكان الاجتماع الأول في هذا الإطار قد عقد خلال الفترة من 22 ـ 24 يوليو 2019 وفشلت المباحثات في التوصل إلى إنهاء الخلافات بين أنقرة وواشنطن بشأن عمق وأبعاد المنطقة الأمنة، ولمن تكون السيطرة عليها، وسحب أسلحة ميليشيا الوحدات الكردية.وتعكس تصريحات جيمس جيفري الأهمية الاستراتيجية التي توليها الولايات المتحدة الأمريكية لفكرة إقامة هذه المناطق الآمنة ولتضمن بقاء قواتها العسكرية في سوريا، تحقيقاً لمصالحها الاستراتيجية، بعدما تحدثت موسكو بشكل رسمي عن تزايد الوجود العسكري الأمريكي"غير الشرعي" في سوريا.
أوضح جيفري أن ثمة خلافات شديدة بين تركيا والولايات المتحدة حول الوضع في شرق الفرات عموما وحول المنطقة الآمنة وكذلك المقاتلين الأكراد، الذين تعتبرهم واشنطن حليفا لها. وتقول أنقرة إنها تشعر باستياء متزايد تجاه الولايات المتحدة حليفتها الأطلسية.
ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العام الماضي اعتزامه سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، اتفق البلدان العضوان بحلف شمال الأطلسي على إقامة منطقة آمنة داخل سوريا على حدودها الشمالية الشرقية مع تركيا، لكنهما لم يتفقا على عمق هذه المنطقة والقوات التي ستشرف عليها، إذ ترفض أنقرة أي دور أو وجود لوحدات حماية الشعب الكردية فيها.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية حليف واشنطن الرئيسي على الأرض في سوريا خلال المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لكن تركيا تعتبرها منظمة إرهابية.
وقال جيفري إن "المشروع الجديد بشأن المنطقة الآمنة يتضمن أن تدير هذه المنطقة قوات أمريكية وتركية مشتركة"، مضيفاً " الموقف التركي متشدد للغاية، لكننا سنواصل مباحثاتنا على مختلف الأصعدة، ومنها المحادثات في الجانب العسكري، والعمق المناسب للمنطقة الآمنة من وجهة نظرنا هو بين 5 و15 كم على أن يتم سحب الأسلحة الثقيلة إلى أكثر من ذلك".
وأضاف"هناك بعض الاختلاف في وجهات النظر بين أنقرة وواشنطن، لكننا لا نركز عليها كثيرا، بل نريد التعامل مع كيفية عمل أمريكا والأتراك في هذه المنطقة، نحن نريد العمل معهم، وهذا الاتفاق هو ما يمكن أن نقدمه لأهالي شمال شرقي سوريا، وهو مهم جدا".
يشار إلى أن المنطقة الآمنة هي منطقة جغرافية معينة وسط مناطق الصراعات تصلح لإقامة ومعيشة المدنيين تحت إدارة قوة موحدة، ويستلزم لإقامة المنطقة الآمنة قوة برية لفرض السيطرة على الأرض، وأخرى جوية لحماية الغطاء الجوي وحمايته من أي قصف معادٍ، وأخيرًا قوة بحرية لحماية الشواطئ حال تحديد منطقة آمنة لها سواحل.
لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.
/أ ش أ/
المناطق الآمنة بشمال سوريا تشكل أسس ديمومة الحوار الأمني بين واشنطن وأنقرة
مصر/عالمى/سياسي
You have unlimited quota for this service