مصمم الجرافيك "ممدوح محسن": "عمري 13 عامًا ولم يعقني عن العمل في المجال الذي اخترته لنفسي"
- أفكر بشكل جدي بتأسيس شركة للدعاية والإعلان متخصصة في التصميم والطباعة
- كل من يعملون معي هم طلبة هندسة وأدربهم ويشجعوني على أن أصبح مديرًا لشركة تصميم مستقبلًا
- كنت قادرًا على الموازنة بين العمل والدراسة خلال عام كامل
كتبت/ فيفيان محمد
العمر ليس مقياسًا للإبداع والعمل الجاد والالتزام، والمصمم الجيد يعتمد على موهبته والتعلم الذاتي الذي هو طريقة ناجحة للوصول للأهداف وتحقيق الذات، وهذا ما أثبته مصمم الجرافيك ممدوح محسن صاحب الـ 13 عامًا والذي لم يعقه عمره عن البدء في مشواره و تحديد مجال عمله مبكرًا، رغم أن أعظم أولويات أبناء جيله اللعب والترفيه.
قال ممدوح محسن: " بدأت التصميم في مجال الرياضة وعملت على برنامج ‘الفوتشوب ‘منذ شهر سبتمبر 2017 أي منذ عام تقريبًا، كنت أحب هذا المجال منذ الصغر لكن لم أجد فرصة للتعلم وقررت أن أتعلم بنفسي وتعلمت التصميم وعرفته من خلال شقيقتي الكبرى و هي من شجعتني على دخول هذا المجال وأنه يناسبني".
وتابع: "تعلمت بنفسي عن طريق ‘ اليوتيوب ‘ حيث كنت أشاهد فيديوهات تعليم التصميم وبرامج مثل الفوتوشوب وهو برنامج لتحرير وتعديل الصور، والاليستريتور وهو برنامج لإعداد التصميمات من نوع الرسومات الموجهة أو الحاسوبية والتي تستعمل وصف للأشكال الهندسية لتصميم الصور و ‘ان ديزاين‘هو برنامج للنشر المكتبي، ويمكن استخدامه لتصميم ونشر الكتب والمجلات والملصقات وغيرها من المطبوعات، وأعمل على برنامج ‘كوريل درو‘ وهو برنامج يعتمد على الرسومات الموجهة أو الحاسوبية ثم تحول لمنظومة للرسم، و أحاول أيضًا تعلم الأنيميشن أوتحريك الصور الثابتة.
وعن التصميمات التي قدمها للعملاء.. قال: " قمت بعمل تصميمات وإعلانات وشعارات لمؤسسات وأشخاص ومركز تخاطب ومشروع تخرج لطلبة كلية الهندسة، وقمت مؤخرًا بعمل تصميمات لإحدى شبكات البث الرقمي خارج مصر".
وعن عمره ومدى اقتناع العملاء به نوه ممدوح بأنه كان ينتهي من التصميم الذي يطلبه العميل عن طريق موقع ‘فيس بوك‘ وبعدها يخبره بعمره ولكن لا يحب البدء به لأن بعض العملاء يضع السن كقانون للعمل، على حد قوله.
وردًا على سؤال محررة وكالة أنباء الشرق الأوسط عن عمله بمكان ما في مجال التصميم" قال: " نعم، عملت بإحدى وكالات التصميم؛ حيث يطلب العميل تصميم معين وأقوم تنفيذه، وتم ترقيتي وأصبحت أعمل بالحفر ولكني تخصصت أكثر بالتصميمات".
وعن تفكيره بالمستقبل المهني، قال: "أفكر بشكل جدي بتأسيس شركة للدعاية والإعلان متخصصة في التصميم والطباعة بكافة أنواعها وكذلك مجال الموشن والأنيميشن لأنه مجال نادر في مصر. وستكون الشركة الأولى في الوطن العربي"، وتابع: " قمت بتكوين فريق العمل الذي ستقوم الشركة به ولكن ما يعوقني الآن هو السن، وكلهم طلبة هندسة وأدربهم وهم يشجعوني على أن أصبح مديرًا للشركة، وما أتمناه في المستقبل أن يتم تصنيفي ضمن تصنيف البيهانس، وهو موقع لتقييم التصميمات على مستوى العالم، وفكرت بالالتحاق بكلية الحاسبات والمعلومات لأنها الأنسب للمجال".
وبالنسبة للموازنة بين الدراسة ودعم الأسرة للعمل في مجال التصميم قال ممدوح: " بالفعل خلال عام كامل من العمل كنت قادرًا على تنظيم وقتي فأعود من المدرسة وأنتهي من مذاكرتي وأنام ثم استيقظ لمباشرة العمل المطلوب مني".. مؤكدًا "كل أخوتي ووالدتي شجعوني على ذلك ويدعمونني دائمًا وأحمد ربنا إن لدي عائلة متفهمة".
وتابع: "كانت هناك محاولات لإحباطي بسبب سني من بعض أصدقائي وفي نفس الوقت كانوا يتعجبون من قدرتي على جذب العملاء، ومن المشكلات التي تواجه المصممين عمومًا هي إلغاء التصميمات من قبل العملاء بعد بذل الجهد فيها، ونفكر بتأسيس نقابة للمصممين لحماية حقوقهم".
وفيما يتعلق بالتعامل المباشر مع العملاء ومدى تقييمهم لعمله.. قال: "هناك دكتورة تخاطب تواصلت معي عن طريق ‘فيس بوك‘ وطلبت تصميم معين لمركز تخاطب للأطفال وعندما تواصلت معي تليفونيًا؛ طلبت مني أن تتحدث مع "أستاذ ممدوح" المصمم ولم تصدق أنه أنا وقالت لي عندما يأتي والدك أخبره أن يتواصل معي، وبعثت لها بالتصميم وأخبرتها أنني ممدوح وقالت هذا تصميم شخص كبير ومبدع وطلبت مني أكثر من تصميم آخر".
وبالتواصل مع السيدة هالة فهيم، دكتورة تخاطب قالت "تواصلت معه بالفعل عن طريق ‘فيس بوك‘ لتصميم إعلانات لمركز التخاطب الخاص بي ولكنني عندما تحدثت معه تليفونيًا فوجئت بصوته (صوت طفل) ولم أقتنع أنه هو المصمم من خلال المكالمة، لكن شغله جميل جدًا، قلت له سأتعامل معك دائمًا" .. متابعةً "إن مصر ما زالت بخير وتخرج عباقرة، الحمد لله ".
وقال حمادة أبو بكر أحد العملاء لديه " أبهرني عمره أكثر من الشغل حيث أن هناك الكثير من المصممين في مصر، شغله دقيق ويعرف معنى الوعود والالتزام بالمواعيد، ولم أتوقع أن أجد ذلك في شخصية عمرها 13 سنة، فمن في سنه يلعبون في الشارع، وهو شخصية ممتازة ومحترمة وأتمنى له التوفيق".
و رغم صغره فقد جمعته الصداقة بمن هم أكبر منه .. فقد قال المهندس "محمد عماد" أحد أعضاء فريق عمل الشركة التي سيؤسسها ممدوح في المستقبل" بالنسبة للشركة فإنها كأي مشروع تحتاج دراسات جدوى اقتصادية وغير ذلك مثل المحتوى العلمي وممدوح قد تعلم في البداية خطوة بخطوة وبعدها بدأ يشتغل في وكالة ومنها أخذ خبرة الشباب الكبار ومن هنا جاءت فكرة تأسيس الشركة، وبدأ يتعرف على الأدوات المطلوبة سواء المالية والأجهزة والإمكانيات، وبدأ بالعمل على نفسه وما مازلنا في مرحلة بناء الأساس كإمكانيات سواء مادية أو قدرات احتراف للبرامج وهذا يتطلب منا 5 أو 6 سنوات للدخول في مرحلة التنفيذ".
وأضاف عماد: " تعرفت عليه منذ أربعة سنوات تقريبًا، وكنا نتمرن في نادي كرة قدم ووجدت فيه الاحترام والأدب ولهجة الكلام كانت تعبر عن شخص ناضج، وتواصلنا عبر السوشيال ميديا وأصبح في منزلة أخي ولم أشعر أبدًا بفرق السن بيننا، وهو من قام بتصميم الـcover"" الخاص بالنوتة الحسابية الخاصة بمشروع التخرج الخاص بي، وكان شيء مشرف يوم تقديمه ".
وتابع: " قد جاءت لممدوح فرص عمل كثيرة ولكن مشكلة السن تعوقه أحيانًا، أما بالنسبة لإمكانياته فهو بالطبع فخر لأي أحد وأنا أتعلم منه، وهو قادر على تنظيم وقته بين دراسته وشغله، رغم أنه أولويات الكثير من نظرائه هي وسائل الترفيه ".
وأشار "عماد" إلى أهمية تشجيع الدولة ودعمها لنماذج مثل ممدوح وأن تقام مسابقات في المدارس لتشجيع الطلاب لعمل مشروعات خاصة بهم، حيث يحتاجون للدعم المادي والتوجيهات، والكلام لا يوفيه حقه، وأتقدم بالشكر لكل من يهتم بهذه النماذج".
ومن هنا يبعث ممدوح برسالة هامة لمن هم في عمره أو ربما لمن هم أكبر منه سنًا ولا يستطيعون تحديد أهدافهم، وهي التركيز على الهدف من خلال العمل والإصرار والاستمرار في التعلم الذاتي، وألا يترددوا في طلب مساعدة أسرهم وأصدقائهم للوصول لأحلامهم.
أ ش أ
التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ..تحقيق الأحلام يعتمد على الإبداع والإصرار وتحديد الهدف
مصر/إبداع/ مصمم جرافيك/منوعات
You have unlimited quota for this service