القاهرة في 19 يونيو/ أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط
يحيي العالم غدا اليوم العالمي للاجئين 2018 تحت شعار " مع اللاجئين" ، حيث تم إطلاق حملة #مع_اللاجئين # الخاصة بالمفوضية في عام 2016 على خلفية مستويات قياسية من النزوح البشري الناتج عن الحرب، والتي تزامنت مع ارتفاع مستويات التعصب وكراهية الأجانب. وتسعى الحملة لتوجيه الدعم العالمي العام للأسر التي أُجبرت على الفرار من ديارها وتدعو لتمكين جميع اللاجئين من العيش بأمان والحصول على التعليم ولتعزيز قدرتهم على إعالة أسرهم. وقد سجلت الحملة أكثر من 18 مليون تفاعل من أجل اللاجئين، بما في ذلك حوالي مليوني توقيع على عريضة تدعو إلى تمكين جميع اللاجئين من العيش بأمان والحصول على التعليم ولتعزيز قدرتهم على إعالة أسرهم. وتشير التقارير إلي أن عدد اللاجئين والنازحين والمشردين حول العالم، بلغ نحو 67 مليون فى 103 دولة، من بينهم 44 مليون متواجدون بمنطقة الشرق الأوسط ؛ وأن ما يقارب من 40% من اللاجئين متواجدون فى الشرق الأوسط، والكثير منهم من المسلمين.
ويحتفل باليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو من كل عام، حيث يخصص لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء علي معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة . وقد بدأ الاحتفال به في العام 2000 بعد قرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر من نفس السنة، كما نوه القرار أن تاريخ 2001 كان ليوافق الذكرى الخمسون لإعلان اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين، فيما احتفل به للمرة الأولي في العام 2001. وتم اختيار يوم 20 يونيو لتزامنه مع الاحتفال مع يوم اللاجئين الأفريقي الذي تحتفل به عدة بلدان أفريقية.
يعتبر منح حق اللجوء للأشخاص الفارين من الاضطهاد في بلدان أجنبية من أقدم السمات المميزة للحضارة. فقد تم العثور على نصوص تدل على اللجوء مكتوبة منذ 3500 سنة، وذلك أثناء حقبة ازدهار أولى الإمبراطوريات الكبرى في الشرق الأوسط مثل الحثيين والبابليين والآشوريين والمصريين القدماء. وبعد أكثر من 3 آلاف سنة، باتت حماية اللاجئين تشكل الولاية الأساسية للمفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين، والتي أنشئت بهدف رعاية اللاجئين، تحديداً أولئك الذين كانوا ينتظرون العودة إلى ديارهم في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وتوضح اتفاقية العام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، والتي أدت إلى إنشاء المفوضية، أن اللاجئ هو كل من وجد "بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو بسبب آرائه السياسية، خارج البلاد التي يحمل جنسيتها، ولا يستطيع أو لا يرغب في حماية ذلك البلد بسبب هذا الخوف."
ومنذ ذلك الحين، قدمت المفوضية الحماية والمساعدة لعشرات الملايين من اللاجئين، ووجدت الحلول الدائمة للعديد منهم. وقد ازدادت نسبة تعقيد أنماط الهجرة العالمية في عصرنا الحديث، فلم تعد تنطوي فقط على اللاجئين وإنما أيضاً على الملايين من المهاجرين لأسباب اقتصادية. غير أن ثمة اختلاف جوهري بين اللاجئين والمهاجرين، وإن كانوا يعتمدون في الكثير من الأحيان وسائل السفر نفسها، ولا بد بالتالي من معاملتهم بشكل مختلف بموجب القانون الدولي الحديث.
ويختار المهاجرون، لا سيما المهاجرون الاقتصاديون، مغادرة ديارهم من أجل تحسين الآفاق المستقبلية لأنفسهم وأسرهم. أما اللاجئون، فيضطرون للمغادرة لإنقاذ حياتهم أو الحفاظ على حريتهم. فهم لا يتمتعون بحماية دولتهم - لا بل غالباً ما تكون حكومتهم هي مصدر تهديدهم بالاضطهاد. وفي حال عدم السماح لهم بدخول بلدان أخرى وعدم تزويدهم في حال دخولهم بالحماية والمساعدة، تكون هذه البلدان قد حكمت عليهم بالموت - أو بحياة لا تطاق في الظلال، دون الحصول على سبل الرزق ودون أي حقوق.
إن الصورة النمطية التي عادة ماتؤخذ عن اللاجئين هي صفوف متراصة من الخيام البيضاء في مخيم مترامي الأطراف خلال إحدى حالات الطوارئ. لكن الواقع هو أن الثلث فقط من اللاجئين البالغ عددهم 10.5 مليون شخص حول العالم يعيشون الآن في مخيمات. وكحال 3.3 مليار نسمة آخرين على وجه الأرض، فقد تنقل هؤلاء اللاجئين إلى المدن والبلدات بشكل منتظم، وهي نزعة تسارعت منذ خمسينيات القرن الماضي. ويعيش الآن أكثر من نصف اللاجئين الذين ترعاهم المفوضية في المناطق الحضرية، فيما يقطن ما تبقى منهم خارج المخيمات في مناطق ريفية. وسوف يحاول اللاجئون أكثر وأكثر في المستقبل التعايش في المدن والبلدات، تماماً كما يفعل اللاجئون السابقون والذين يعودون إلى أوطانهم وكذلك النازحون داخل بلدانهم.
أ ش أ
العالم يحيي غدا اليوم العالمي للاجئين
مصر/أممى/أمم متحدة
You have unlimited quota for this service