• الروبوت الجديد في الجيش الإسرائيلي
    الروبوت الجديد في الجيش الإسرائيلي

القاهرة في 16 أبريل/أ ش أ/ كتب: أحمد البهنسي
منتدى الشرق الأوسط للحوار

يبدو أن أسلوب الحرب المباشرة بين جيشين من الجنود والضباط والآليات العسكرية، أصبح قديما وعفى عليه الزمن، ولا يمكن الاعتماد عليه لاسيما في الجيوش التي تعد خسائرها البشرية خسائر فادحة لا يمكن تعويضها مثل الجيش الإسرائيلي الذي أصبح يعاني في الفترة الأخيرة من نقص كبير في أعداد القوى البشرية المقاتلة بين صفوفه.
فقد كشف الجيش الإسرائيلي مؤخرا عن استخدام وتطوير مجموعة من الأسلحة التي تستخدم (عن بعد) وبدون اعتماد على أي عنصر بشري؛ وهي الأسلحة التي يمكن تفعيلها في كل مجالات المعارك والحروب سواء الجوية أو البحرية أو حتى البرية، بشكل بمكن القول معه أن إسرائيل بصدد تطوير ( جيش من الروبوتات) تحارب به (عن بعد) .

جيش الروبوتات

أعلن الجيش الإسرائيلي مؤخرا، عن استخدامه لمجموعة من (الروبوتات) العسكرية ذات المهام المتعدة، فمنها ما يمكن استخدامه في الانفاق ومنها ما يمكن حتى استخدامه لاغتيال الشخصيات المعادية لإسرائيل.
فقد كشفت صحيفة (إسرائيل اليوم) الإسرائيلية على موقعها الالكتروني بالعبرية الاسبوع الماضي، عن تطوير الجيش الإسرائيلي لـ(روبوت) بامكانه الدخول إلى الانفاق واختراقها واكتشاف الأسلحة فيها، بل وتفجير هذه الانفاق.
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فان هذا الروبوت أطلق عليه اسم (هاروني) وهو صغير الحجم ومزود بكاميرات وميكروفونات ذات حساسية عالية، بامكانها رصد وتصوير أية اسلحة داخل الانفاق والممرات الضيقة، في اية مناطق سواء جبلية أو صخرية أو حتى ثلجية.
كما أن الجيش الإسرائيلي لديه روبوت آخر أطلق عليه اسم (اندروس) مزود أيضا بكاميرات وميكروفونات لكنه ثقيل الوزن وله أذرع، إلا أنه يمكنه القيام بمهام اختراق الانفاق والممرات الجبيلة والصخرية وتفجيرها، وذلك إلى جانب روبوت أخر يُسمى (هتالون) يتميز بأنه خفيف الوزن؛ إذ يبغ 30 كيلو جرام، واخترعه الجيش الإسرائيلي خصيصا ليكون بامكانه الدخول إلى الممرات والأنفاق الضيقة جدا.
في نفس الصدد، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أمس على لسان الوزير بلا حقيبة ( يعقوب قرا)، أنه خلال عدة أعوام سيتم تطوير روبوت على شكل ( قناص/ مقاتل) بامكانه الدخول لمواقع والمخابئ المختلفة وقتل شخصا أو أكثر، وأن مثل هذا الروبوت سيكون موجه خصيصا لاغتيال الشخصيات المعادية لإسرائيل مثل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، وقيادات حركة حماس الفلسطينية. بدون تعريض حياة أي جندي إسرائيلي للخطر نتيجة الاشتباك المباشر لتنفيذ عملية الاغتيال.
ووفقا لدراسة عكسرية صادرة عن مركز ابحاث الأمن القومي الإسرائيلي، فان رؤية الجيش الإسرائيلي لاختراع واستخدام هذه (الروبوتات)، هو الدفع بها بالمقدمة في ميادين القتال، خاصة بالصفوف الأمامية بدلا من العناصر البشرية التي تكون ورائها، وتدعمها من الجو فرقة من الطائرات بدون طيار، تكون مهمتها جمع المعلومات وتوصيلها للروبوتات على الأرض، وبعد تقدم تلك القوات الروبوتية، يأتي دور القوات البرية البشرية.
وعن دور هذه القوات الروبوتية، توصي الدراسة الإسرائيلية بأن يتم تطويرها بشكل أفضل حتى يصبح لدى إسرائيل بحلول العام 2030 جيش كامل ومتكامل منها، مع ضرورة الاهتمام بتدريب الجنود الإسرائيليين تكنولوجيا على استخدامها، بحيث يمكن لجندي واحد التحكم في سرب أو حتى كتيبة كاملة من هذه الروبوتات المقاتلة التي تقوم بتنفيذ مهام عسكرية نوعية.

مركبات وهواتف ذكية

يعمل الجيش الإسرائيلي كذلك على تطوير (مركبات عسكرية غير مأهولة) من دبابات وجيبات عسكرية يتم تحريكها عن بعد من غرف تحكم مركزية تابعة للجيش الإسرائيلي.
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير لها على موقعها الالكتروني بالعبرية اليوم، فان هذه المركبات لا سيما (الجيبات) منها مزودة بأجهزة لا سلكي حديثة ومتطورة، وكذلك كاميرات ذات حساسية عالية، ومنظومة اتصالات، بشكل يمكنها أن تكون على تواصل دائم لتلقي الأوامر ونقل المعلومات لغرف التحكم.
كما أن هذه الجيبات والمركبات سيتم تزويدها بالاسلحة الخفيفة والرشاشات سريعة الطلقات، حتى تقوم بمهام تنفيذية قتالية، وتحييد الاخطار التي تواجهها، لاسيما على الجبهة الجنوبية العكسرية الإسرائيلية.
علاوة على ذلك، كشف الجيش الإسرائيلي اليوم عن تطويره لنوعية جديدة من الهواتف الذكية التي سيقوم بتوزيعها على جنوده لاستخدامها بدلا من اجهزة اللاسلكي، إذ يمكن استخدامها بهدف تلقي الاوامر واصدراها وكذلك تلقي وتسجيل البيانات والمعلومات العسكرية والقتالية بدون أن تخترق.
ووفقا لصحيفة معاريف الإسرائيلية على موقعها الالكتروني بالعبرية، فان هذه الهواتف من المستحيل اختراق دوائرها التكنولوجية؛ إذ تجمع بين تكنولوجيا الجيل الرابع في الهواتف المحمولة، وكذلك تكنولوجيا المعلومات الخاصة المستخدمة في القواعد العسكرية الإسرائيلية.