• قاعدة الشعيرات الجوية السورية
    قاعدة الشعيرات الجوية السورية

القاهرة في 10 أبريل/ أ ش أ / كتب: أحمد البهنسي/ منتدى الشرق الأوسط للحوار

اهتمت الصحف الإسرائيلية بتطورات الأحداث الأخيرة على الساحة السورية خاصة ما يتعلق بتوجية الولايات المتحدة لضربات صاروخية إلى قاعدة الشعيرات السورية الجوية، عقب اتهام النظام السوري بشن هجمات كيماوية على منطقة (خان شيخون) في محافظة ادلب السورية؛ إذ رأى عدد من الكتاب الإسرائيليين أن الهجمات الأمريكية كانت رسالة (قوية) جدا من ادارة الرئيس ترامب الجديدة لكنها ( متأخرة).
فقد رأى المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي في مقال له اليوم، أن هذه الهجمات أعادت مكانة الولايات المتحدة مرة أخرى على الساحة العالمية كقوة عظمى، تتدخل بالقوة السريعة والمركزة في الشؤون العالمية وبدون أي تردد.
كما أكد الكاتب الإسرائيلي، على أن هذه الهجمات نقلت رسالة واضحة للعالم مفادها أن واشنطن لديها حدودا حمراء ومن يتجاوزها ستتم مواجهته بالقوة العسكرية، وأن هذه الرسالة موجهة بالأساس إلى الأنظمة الحاكمة في سوريا وإيران وكوريا الشمالية، لكنها موجهة أيضا لروسيا والصين اللتين تناهضان التواجد العسكري الأمريكي في المحيط الهندي.
وحدد الكاتب الإسرائيلي أربعة أسباب وقفت وراء شن الهجمات الأمريكية، الأول: استخدام سلاح كيماوي قاتل، الثاني: انتهاك المواثيق الدولية التي تحظر استخدام هذه الاسلحة، الثالث: انتهاك قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر استخدام هذه الاسلحة، الرابع والأهم: هو الاضرار بمصالح الولايات المتحدة وعلى رأسها أن استخدام هذه الاسلحة يمثل تهديدا لدول حليفة لواشنطن في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل.
كما لفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن واشنطن كانت لديها رغبة إلى تصدير هذه الرسالة القوية لجميع الأطراف الدولية، لذلك فانها أخبرت الكثير من الاطراف الدولية وعلى رأسها روسيا بشن هذه الهجمات، لكي تعرف موسكو جيدا أنها ليست اللاعب الوحيد على الساحة السورية، وأن واشنطن بامكانها التدخل وبالقوة بدون أي تردد في الشأن السوري.
وأضاف الكاتب أنه وفقا لرأيه فانه من المستبعد جدا أن ترد روسيا عسكريا على الهجمات الأمريكية؛ إذ إن الوضع العكسري والاقتصادي لروسيا حاليا يجعلها تتجنب أية مواجهة عكسرية سواء مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة، وأن كل ما تستطيع روسيا أن تقوم به حاليا هو توسيع حجم ورقعة عملياتها العسكرية ضد الجماعات المسلحة المتمردة التي تقاتل ضد الجيش السوري.
أكد على نفس الفكرة الكاتب الإسرائيلي اريئيل شنبل، في مقاله بصحيفة معاريف الإسرائيلية أمس، والذي أشار فيه إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب نجح من خلال فعل عسكري واحد ومحدود في اعادة هيبة الولايات المتحدة مرة أخرى عالميا، وتصدير رسائل قوية لكل الأطراف الدولية التي تحاول مناهضة واشنطن في شتى أنحاء العالم.
ورأى الكاتب الإسرائيلي أن (ترامب) نجح من خلال هذه الضربة، أن يحصل على مكاسب داخلية تتمثل في اظهار قوته كشخصية سياسية قادرة على اتخاذ قرارات عسكرية صعبة وفي وقت قصير، وذلك رغم أن هذه الضربة جاءت متأخرة وكان على سابقه أوباما أن يفعلها.
رغم ذلك أكد الكاتب على الإسرائيلي على أن هذه الهجمات الأمريكية لن تؤدي إلى اسقاط الأسد، كما أنها ليست مقدمة لعلمية عسكرية أمريكية طويلة الأمد وواسعة المدى ضد سوريا، بل أنها هدفت فقط لخدمة المصالح الأمريكية، والتي على رأسها اعادة واشنطن بقوة مرة أخرى على الساحة العالمية كقوة عظمى بامكانها التدخل في أي وقت بأي شأن عالمي.
وفي نهاية مقاله، اعتبر الكاتب الإسرائيلي أن أهم نتيجة من نتائج هذه الهجمات الأمريكية هو الرسالة التي حملتها لروسيا ولتواجدها العسكري في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا ستسوعب هذه الرسالة جيدا وستتريث كثيرا قبل الانجرار إلى أي رد، لآنها تعرف أن أي رد عكسري ستدفع عليه ضريبة باهظة جدا.
أما الكاتب الإسرائيلي ( موشيه ارنس) فذكر في مقاله بصحيفة هاآرتس الإسرائيلية بالعبرية اليوم، الذي حمل عنوان ( ترامب فعل ذلك ببساطة)، أن الرئيس الأمريكي نقل رسالة قوية جدا للأسد وللدول المناوئة لواشنطن في جميع أنحاء العالم بواسطة 59 صاروخا من نوع (توماهوك)، مضيفا أنها كانت رسالة قوية رغم أنها تأخرت كثيرا.
واعتبر الكاتب الإسرائيلي، أن الرئيس الأمريكي السابق أوباما كان عليه أن يقوم بمثل هذه الهجمات وأكثر بكثير منذ اندلاع الأزمة السورية، إلا أن تردد كثيرا في فعل ذلك نظرا لحسابات كثيرة على رأسها تخوفه من أن تمثل سوريا مستنقعا آخر لواشنطن مثل المستنقع العراقي.
وتحت عنوان (الاختبار العالمي الأول لترامب مر بنجاح)، شدد الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل في مقاله بيديعوت أحرونوت أمس، على أن الرسالة الأمريكية التي حملتها الهجمات الإسرائيلية على سوريا كانت ( قوية) جدا، وانها أوضحت لحلفاء واشنطن أن لديهم قوة عظمى يمكنهم الاعتماد عليها.
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن الرئيس الأمريكي ترامب قد نجح في هذا الاختبار، وأثبت للعالم أنه أكثر ثباتا وقوة في التعامل مع الملف السوري وأنه يختلف في قراراته عن سابقه المتردد والضعيف أوباما.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن هذه الهجمات كانت فرصة عظيمة لترامب حتى يوطد من دعائم حكمه وادارته من ناحية، وليبدأ مرحلة جديدة من السياسات الخارجية الأمريكية خاصة تجاه روسيا والصين من ناحية أخرى، إضافة إلى أن هذه الهجمات ستكون بمثابة مرحلة جديدة من التعامل الأمريكي مع الأزمة السورية.

أ ص ب
أ ش أ