• بركان تامبورا
    بركان تامبورا
  • بركان سانتوريني
    بركان سانتوريني
  • بركان إلوبونجو
    بركان إلوبونجو
  • بركان شانجبيشان
    بركان شانجبيشان
  • بركان أمبريم
    بركان أمبريم

اعداد: محمد مجدي
قد لا يدرك الكثيرون في وطننا العربي ما تحمله كلمة "البركان" من معاني ، ولم يرى مشاهدها المفزعة إلا القليلين الذين زاروا دولا ومواقع تضم جبالا بركانية  ، ذلك أن طبيعة عالمنا العربي ، بفضل الله ، لا تحتوي على قمم بركانية ، وبالتالي فإن الدول العربية محمية طبيعيا من حدوث هذه الظاهرة العنيفة التى غيرت وجه العالم وأودت بحياة مئات الالاف من الاشخاص .
غير أن العالم الخارجي شهد على مدار التاريخ براكين شديدة القسوة ، وصل انطلاق الحمم والغبار المنبث من بعضها إلى مسافات تقدر بعشرات أو مئات الكيلومترات ، وسمع دوي انفجاراتها على بعد آلاف الأميال ، وحصد البعض منها عشرات الآلاف من الأرواح ، وخلف البعض الآخر مساحات شاسعة غير قابلة للتعمير أو السكن بها.
ومع اختلاف قوة تلك البراكين ، وأعداد ما تحصده من ضحايا ، والمسافات التي تقذف بحممها إليها ، إلا أن البركان –بغض النظر عن أسبابه العلمية- يعد مظهرا من مظاهر غضب الطبيعة ، وثورة الأرض التي ضجت بالإنسان الذي يعيث فسادا على سطحها ، كما تعد درسا إلهيا معبرا ، يذكر الإنسان بمدى ضآلته مهما علا شأنه ، وظن أنه قادر على الكون الذي يحتضنه.
عام بلا صيف
يعد البركان الذي اندلع من جبل تامبورا في جزيرة سامباوا الإندونيسية عام 1815 هو أكبر البراكين التي سجلها الإنسان في تاريخه ، وتصنفه بعض الإحصائيات في المركز الثاني من حيث ارتفاع الإنفجار والحمم المقذوفة ،  ويشار إلى أن صوت انفجار البركان قد سمع آنذاك في جزيرة سومطرة التى تبعد حوالى  1930 كيلومتر عن مركز البركان ، ووصلت حممه إلى مواقع بعيدة في جزر مختلفة ، وقد حصد البركان حياة نحو 88 ألف شخص .
وحجبت الغازات المنبعثة من ذلك البركان ضوء الشمس عن القارة الاوروبية وخاصة أسبانيا التى انخفضت فيها درجات الحرارة الى أكثر من 20  درجة تحت الصفر خلال فترة الصيف وهو ما دفع علماء الجيولوجيا الى تسمية  عام تفجر ذلك البركان " بعام بلا صيف".
ويأتي بركان تشانجبيشان (بيتوشان) الذي اندلع في شمال شرق الصين عام 1000 قبل الميلاد كثاني أقوى البراكين على مدار التاريخ ، وقد وصلت مقذوفات هذا البركان إلى شمال اليابان على بعد نحو 1200 كيلومتر ، وبلغ قطر فوهة البركان نحو 5ر4 كيلومتر فيما بلغ عمقها كيلومترا واحدا ، وقد تحولت الفوهة إلى بحيرة ممتلئة بالماء في الوقت الحالي يزورها السياح لروعة المنظر هناك.
انفجارات بركانية
أما بركان جبل تيرا بجزيرة سانتوريني القديمة في اليونان عام 1610 قبل الميلاد فله قصة مختلفة ، حيث يرجح البعض أن انفجارات البركان تعادل انفجار المئات من القنابل الذرية ، ما يجعلها الإنفجارات الأعنف في تاريخ البشرية ، ويعتقد البعض أن البركان أدى لإنهيار ثقافة سكان الجزيرة آنذاك ومحوها بعد أن تسبب فيما يطلق عليه اليوم موجات المد العاتية "تسونامي" وانخفاض كبير في درجات الحرارة بفعل الكميات الضخمة من ثاني أكسيد الكبريت التي أطلقها البركان في الغلاف الجوي ، مما أدى إلى تغير جذري في المناخ آنذاك.
تدمير حضارة المايا
وقبل 450 عاما من مولد السيد المسيح ، اندلع بركان إلوبانجو في السلفادور ، واندفعت مقذوفاته لتغطي مساحات واسعة في وسط وغرب البلاد ، وتدمر مدنا كاملة لحضارة المايا القديمة مما دفع السكان آنذاك لمغادة السلفادور إلى جواتيمالا ، وقد تحولت فوهة البركان بعد ذلك إلى أكبر بحيرات السلفادور حجما.
ويعد البركان الذي اندلع عام 50 قبل الميلاد في جزيرة أمبريم في جمهورية فانواتو بجنوب غرب المحيط الهادي من أقوى البراكين التي عرفتها البشرية ، حيث وصل اتساع فوهة البركان إلى نحو 12 كيلومتر ، وغطت مقذوفاته الجزيرة ، ويعد البركان واحدا من أنشط البراكين في الفترة الحالية ، فقد اندلع ما يقرب من خمسين مرة منذ عام 1774 ، ويمثل خطورة كبيرة للمناطق المجاورة له.