• السفير عبدالله الرحبي سفير سلطنة عمان في القاهرة
    السفير عبدالله الرحبي سفير سلطنة عمان في القاهرة

في إطار تعزيز مكانة سلطنة عمان على الساحة الاقتصادية العالمية وترسيخ الانطباعات الإيجابية عنها محليًا وإقليميًا ودوليًا، تم مؤخرًا الإعلان عن إطلاق استراتيجية الهوية الترويجية ومكتب إدارتها، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات التنفيذية وبرنامج بناء القدرات المرتبط بها.

ومن شأن هذه المبادرات أن تعزز المزايا التنافسية لسلطنة عمان مقارنةً بالدول الأخرى في المنطقة، وتسهم في دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي.

كما ستسلط الضوء على مزايا السلطنة كمكان جاذب للاستثمار والزيارة والإقامة، وتعتبر هذه الخطوة محورية لضمان التكامل والاتساق بين الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالترويج لسلطنة عمان، مما يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة.

وقد استغرق تطوير المشروع أكثر من عام ،وحظي بمشاركة واسعة من العُمانيين والمقيمين لتدشينه، حيث شهد مشاركة كبيرة من الجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى الاستعانة بخبرات عالمية ومحلية متخصصة، كما أشركت مختلف شرائح المجتمع في عملية بلورة الهوية، وتم إجراء أبحاث على المستويين المحلي والدولي، شملت 5500 عينة من خارج سلطنة عمان ضمّت سياحًا ورجال أعمال وأصحاب مواهب، وتم تحليل 3.5 مليون كلمة مفتاحية رقمية باللغتين العربية والإنجليزية لفهم العالم كيف يرى سلطنة عمان، كما تم جمع آراء مختلف فئات المجتمع، من صنّاع قرار وطلاب ومواطنين، عبر مجموعات تركيز ومقابلات واستطلاعات ميدانية ورقمية، وتم استلهام أفضل الممارسات العالمية وتكييفها مع النهج العماني، بما ينسجم مع سياسات الحكومة والقطاع الخاص كشريك رئيسي.

وتم التركيز على تعزيز هوية سلطنة عمان عالميا عبر استراتيجيات متكاملة. وتحديد الأسواق المستهدفة بناءً على التوجهات الاقتصادية، والتركيز على استثمار جهود سلطنة عمان في حفظ السلام عبر تنظيم مؤتمرات دولية، إلى جانب إبراز التراث والفنون والثقافة من خلال مشاركات عالمية ، حيث إن الدراسات تظهر أن سلطنة عمان تحظى بسمعة إيجابية في دبلوماسيتها السياسية والاقتصادية، مجالات السياحة والاستثمار، واستقطاب المواهب، والمرحلة المقبلة تستدعي توسيع نطاق الترويج الإيجابي لجذب الاستثمارات والسياح والمواهب.

بناء القدرات لمواجهة التحديات الناشئة

يُعَدُّ إطلاق الاستراتيجية وبرنامج بناء القدرات، بمثابة انطلاقة جديدة لتحقيق سلطنة عمان مكانة مرموقة على الصعيد العالمي، وستعمل الجهات الحكومية والخاصة بتنسيق مشترك لضمان التنفيذ الفعّال للاستراتيجية وتحقيق أهدافها المستقبلية. كما يُبرز المشروع أهمية استخدام الجهات المعنية لشعار الهوية جنبًا إلى جنب مع شعاراتها الخاصة في الحملات الترويجية المختلفة، نظرًا لأن هذا المشروع يُعتبر مشروعًا وطنيًا، حيث يُعتبر الجميع شريكًا وله دور في تعزيز الترويج لسلطنة عمان.

ويعد إطلاق برنامج بناء القدرات أولى خطوات تحويل الاستراتيجية إلى واقع؛ حيث يستهدف أكثر من 600 مشارك من مختلف الجهات المعنية عبر ورش ميدانية وجلسات إلكترونية بغرض تعزيز مهارات تنفيذ الهوية بشكل فعال ومستدام منهم 80 مشاركًا من مختلف الجهات ، كما أنه سيتم تنفيذ أكثر من 60 مبادرة ضمن مشروع الهوية الترويجية خلال السنوات الخمس المقبلة؛ مما سيسهم في توحيد الرسائل الاتصالية، وزيادة المحتوى الرقمي عن السلطنة، والترويج لها بأفضل الأدوات والممارسات العالمية.

وبما أن بناء القدرات سيكون عنصرا محوريا لضمان استدامة الهوية الترويجية تم تطوير منصة رقمية تضم جميع المعلومات المتعلقة بالهوية الترويجية، إلى جانب إنشاء نظام ذكاء اصطناعي مخصص لسلطنة عمان، يحتوي على كافة البيانات الرسمية والتقارير والبحوث؛ لتوفير المعلومات للمؤسسات الحكومية والخاصة بسهولة.

وفي هذا الإطار دُشنت المنصة الإلكترونية لـ"صندوق أدوات الهوية الترويجية لسلطنة عمان"، والتي ستوفر لكافة الجهات المعنية إمكانية الوصول إلى دليل الهوية الترويجية، والمحتوى البصري، والأدوات الداعمة، بالإضافة إلى دليل ذكاء اصطناعي مُطوّر خصيصًا للمساعدة على ضمان توافق الأنشطة الترويجية مع الهوية. كما أطلِق الموقع الإلكتروني للهوية الترويجية الذي سيُخاطب الجمهور الدولي بسرديات ومواد بصرية تُساهم في تعزيز مكانة السلطنة عالميا.

مؤشرات قياس الأداء

ولمتابعة تأثير الاستراتيجية وتعزيز تكامل الجهود، تم تطوير نظام "مؤشرات الهوية الترويجية لسلطنة عُمان" وهو أداة تحليل رقمية تساعد في قياس الأداء وتقييم مدى نجاح الجهود الترويجية في الأسواق الدولية. وسيُرصد تطور الهوية عبر ثلاث مراحل رئيسية: التأسيس، النمو، والترسيخ.

وسيتم العمل على توحيد الرسائل الإعلامية لتعكس صورة متسقة عن سلطنة عمان، ليكون الإعلام شريكا أساسيا في المشروع، وبما أن تعزيز الوجود الرقمي العماني خارج سلطنة عمان يمثل تحديًا كبيرًا، فستتم معالجته عبر استراتيجيات جديدة للوصول إلى الأسواق المستهدفة.

وسيتم قياس أداء الهوية الترويجية بانتظام عبر لوحات متابعة رقمية (Dashboard)، وإجراء دراسات سنوية لمتابعة تطور صورة عمان عالميا، ومدى تأثير الاستثمار في الهوية على تحسين المؤشرات الدولية.