• سلطنة عُـمان .. جوهرة الخليج وتجـربة فريدة تجمع بين الطبيعة والتنوع الثقافي والأصالة وعبق التاريخ
    سلطنة عُـمان .. جوهرة الخليج وتجـربة فريدة تجمع بين الطبيعة والتنوع الثقافي والأصالة وعبق التاريخ

مسقط في 18 فبراير/أ ش أ/ تقرير/محمد المعبدي
ما أن تطأ قدم الزائر أرض سلطنة عُمان حتى يستقبله أهلها بابتساماتهم وكرم ضيافتهم، ويجد الود والترحيب في كل مكان، حيث يتمتع الشعب العماني بحسن المعاملة وكرم الضيافة ودماثة الخلق والمحبة الصادقة من القلب لكل الناس وخاصة المصريين، فيشعر منذ اللحظة الأولى بترحيب صادق يلامس القلب، ويجدهم دائمًا مستعدين لتقديم المساعدة والإجابة على أسئلته بكل ود وصبر، والتعامل معه بما يجعله يشعر وكأنه في بلده.
وتتميز سلطنة عمان بتنوع جغرافي قلما تجده في بلد واحد، فعندما تزورها تتاح لك الفرصة لمشاهدة السهل والجبل والبحر والوادي والشلالات، وبعض الولايات تتميز ببهائها وجمالها في فترة سقوط الأمطار، مثل مسندم والبريمي والظاهرة.
وعندما تتجول في الأسواق التقليدية التي تتلألأ فيها الأقمشة الملونة والتوابل العطرية تشعر بعبق التقاليد والأصالة التي تمتد عبر العصور، فضلا عن حالة الإنبهار التي تشعر بها بسبب التنوع الطبيعي بين الجبال الشاهقة والشواطىء الذهبية والسهول والبحار والرمال والصحاري، في ظل جهود ضخمة لتوفير تجربة سياحية تحترم الهوية الثقافية للبلاد.
وما يلفت نظر الزائر هو أسلوب الفن المعماري العماني الذي تتميز به المباني العمانية من ألوان متناسقة، وأن الأماكن السياحية تتوفر في معظمها كافة الخدمات المتمددة، فلا يوجد في سلطنة عمان منطقة محرومة من المرافق الخدمية والطرق والتعليم والصحة، فضلا عن التخطيط السليم والتحضر الذي تشهده كافة المناطق والمحافظات في سلطنة عمان.
"طبيعة خلابة"
وبالإضافة إلى الطراز المعماري المتميز، يوجد أيضا التنوع الكبير في التضاريس ومن أهم المعالم في مسقط، شاطئ القرم وقصر العلم وقلعتا الجلالي والميراني وسوق مطرح الذي يجسد الأصالة العمانية، وما أن تزوره حتى تشم فيه عبق البخور واللبان الذي يميز سلطنة عمان عن غيرها، ففي هذا السوق تجد الكثير من التنوع في المعروض التراثي العماني وكذلك التنوع الكبير في زواره، كونه مزارا أساسيا للسياح عند زيارة السلطنة .
ويلاحظ الزائر الشموخ العماني في بناء القلاع والحصون، وخاصة حصن خصب وكذلك بطولاتهم في طرد الاحتلال البرتغالي عن سلطنة عمان والخليج العربي وصولًا إلى إفريقيا، وتتوفر في كل هذه الأماكن السياحية الخدمات الجيدة .
كما تتميز الطرق بالرحابة والسعة، وتتوفر كل المقومات المشجعة للسياحة من فنادق متنوعة وطرق نظيفة وواسعة، وتتميز بالانسيابية والتزام السائقين بأنظمة السير، وكذلك توفر الأمن والأمان، فقلما تجد دورية الشرطة في الشوارع إلا ما ندر، وهذا يؤكد أن سلطنة عمان بلد أمن وأمان، فسلطنة عمان دولة عريقة ذات تاريخ وحضارة قديمة متوارثة ضاربة في أعماق التاريخ الإنساني الخالد.
وإلى جانب هذا الإرث يتمتع هذا البلد بتنوع جغرافي فريد ومقومات سياحية رائعة ذات جذب سياحي يتشوق الناس لرؤيتها من حيث الطبيعة وتعدد المناخ المختلف من منطقة لأخرى، فثمة مناطق تكتسي بالخضرة والأجواء الجميلة والبعض معتدلة في البرودة صيفًا، فعمان ساحرة بطبيعتها الجبلية التي تذهل العقول حيث سخر الإنسان العماني هذه الصخور وجعلها تخدم البلاد في ربط بعض المحافظات ببعضها بالطرق العصرية الحديثة.
والزائر لسلطنة عمان ، يجد في كل محافظة قصة تاريخية تختلف عن المحافظات الأخرى وتترابط معها في تناغم إنساني خالد.
أما حكاية بحر عمان وبحر العرب، فهي أيضًا شكل آخر من أشكال السياحة الجاذبة، إلى جانب الشعب العماني الطيب الذي يحافظ على تاريخه وإرثه القديم، بدءًا من لبس الخنجر الذي يشكل جزءًا من أناقة الرجل العماني، وكذلك تمسك الشعب العماني بعاداته وتقاليده وموروثه الثقافي، ويظهر ذلك في الرقصات الشعبية العمانية التي تعد نوعًا من الإبداع القديم الذي يحافظ عليه الجميع، وجعلوها مواسم ثابتة في تاريخهم، كما يتميز الشعب العماني بالمأكولات الشعبية التي تتميز بها محافظات عمان، ومنها الشواء العماني والعرسية.
"التراث والطبيعة"
وتقدم سلطنة عمان مزيجًا رائعًا بين التراث القديم والطبيعة وتتميز بعناصر جذب طبيعية، كالسواحل والبحار والجبال والعيون الساخنة، والتعمق في الثقافة العمانية متعة في حد ذاتها، فعندما تزور السلطنة تكتشف جوهرة خفية في قلب الخليج.
وأكثر ما يثير إعجابك هو التوازن الرائع بين الحداثة والتراث، حيث يمكنك استكشاف القلاع العريقة ثم التوجه إلى أسواق مليئة بالروائح الزكية والحرف اليدوية الجميلة، مما يؤكد أن عمان ليست مجرد وجهة سياحية؛ إنها تجربة يبقى أثرها في القلب طويلا.
وتحرص سلطنة عمان على الحفاظ على المكونات البيئية من أجل استدامتها وتوفير صحة طيبة للجميع، فضلا عن انتشار النظافة العامة في مختلف المحافظات؛ حيث الشوارع نظيفة وسلال وصناديق المهملات منتشرة في الطرقات.
والنظافة العامة علامة بارزة في عمان، وخاصة في الأسواق الشعبية، فضلا عن احترام الشعب العماني للقوانين وحبه لتطبيق النظام والتقيد بالقانون، مما يجعل حركة الشارع العام تنساب بصورة منتظمة دون الميل للمخالفات أو الخروج عن المسار.
وعند زيارة التجمعات الثقافية والتراثية وخاصة حصن خصب سوف يذهل الزائر بالإرث العماني الخالد وجذوره التاريخية العميقة، ويكتشف أن المتاحف العمانية تحكي عراقة العماني وعلاقته مع الشرق والغرب في رحلات التجارة القديمة، واعتزازه بالحرف التقليدية مثل حرفة الصيد وصناعة السفن.
م س د/م ش ا
أ ش أ