-
دبا.. لؤلؤة عمان الجاذبة للسياحة وتمتاز بكثرة مواقعها الأثرية
مسندم في 24 فبراير/أ ش أ/ كتب: محمد المعبدي
ولاية دبا عمان..لؤلؤة سلطنة عمان الجاذبة للسياحة والتي تتميز بكثرة مواقعها الأثرية وشهرتها المدوية بسبب الأحداث التي شهدتها على مدار تاريخها.
وقال باحث ومؤرخ في تاريخ منطقة دبا عمر بن علي محمد الفحل الشيحي، لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى سلطنة عمان، إن دبا عمان هي إحدى ولايات محافظة مسندم وتطل على بحر عُمان، وتعتبر من أشهر المدن العمانية المعروفة منذ أيام الجاهلية ويوجد بها سوق وميناء دبا وهو من أشهر أسواق العرب التي كانت معروفة في ذلك الوقت.
وأضاف أن ولاية دبا ذكرتها المخطوطات الإغريقية والكتب العربية القديمة حيث كان يأتي إليها التجار من البلدان المختلفة حول العالم مثل الهند والسند والصين، وكانت المركز التجاري والإداري لمملكة مجان وكان لها علاقة تجارية قديمة عند الحضارات المجاورة لها مثل حضارات بلاد الرافدين، والحضارة المصرية القديمة، ويرجع بعض المؤرخين أمثال الأصمعي تسميتها بهذا الاسم إلى الجراد الزاحف للتعبيرعن كثرة الأشخاص الموجودين بها وأيضاً بحسب كتاب /تاريخ الطبيعة/ للمؤرخ بلينيوس؛ فإن اسم دبا جاء من شعب عربي يدعى بــ الدبائيين من قبيلة مضر العربية والذين أسسوا مدينة تحمل اسمهم في رأس ماكا (رأس مسندم)، وتبلغ مساحة ولاية دبا 37 كم2 تقريبا.
وأشار الشيحي إلى أن دبا تطل على مضيق هرمز وتقع من الشرق على بحر عمان، بينما تقع ولاية بخا وخصب على الجهة الغربية، كما أنها تعد من أكبر مدنها، حيث يبلغ عدد القرى الموجودة بها 114 قرية منتشرة بين الجبال والبحار والسهول.
ولفت إلى أن دبا كانت أحد أسواق العرب في الجاهلية وفي فترة من فترات التاريخ عاصمة عمان، وقبل الغزو البرتغالي للمنطقة كانت دبا تابعة لمملكة هرمز العربية وعندما جاء البرتغاليون رمموا حصن سيبة البيعة وجعلوها مقرا لسلطتهم، وعندما غادروا المنطقة نهائيا بعد أن أجبرهم الإمام سلطان بن سيف اليعربي، أمر القائد روي فيريرا بهدم الحصن، وفي نهاية القرن الـ18 أي تقريباً في تاريخ 1790م أعاد الشيخ سليمان بن محمد بو الخير بن قيبل الشحي بناء الحصن وظل شامخا إلى القرن العشرين، وبعدها تم هدم الحصن وأعيد بناؤه في بداية تسعينيات القرن الماضي بأمر من السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله على نفس الرسم البرتغالي الموجود بالأرشيف البرتغالي للحصن.
وأكد أن دبا تمتاز بتنوع التضاريس المختلفة، حيث تتمتع بسهول وبحار زرقاء اللون وغنية بالشعاب المرجانية والدلافين والكائنات البحرية الأخرى، كما توجد بها جبال وخلجان كبيرة مثل خور الميم وخور زغي وخور حفة وخور معلى، مما يجعل تلك المعالم عوامل جذب للسياحة في تلك المدينة، ويقصدها العديد من السياح لجمالها وهدوئها الساحر، وتشتهر أيضاً بوجود كثبان رملية تسمى /السحمة البيضاء/ بمنطقة السوت، وبها وديان مثل وادي الخب ووادي البدي، علاوة على ذلك تتوافر عيون مياه جارية منها عين ماء السقطة وعين حفة وعين تب الخطيب وعين سبطان.
ونوه بأن دبا تمتاز بكثرة مواقعها الأثرية التاريخية مثل موقع الحاجر الذي كانت توجد به مساكن قديمًا مبنية من الحجارة والطين، وهناك منطقة سبطان الأثرية الواقعة بالقرب من المنطقة الواصلة بين ولايتي دبا وخصب، وتمتاز بوجود ميناء الصيد بها الذي يتوافر به أنواع كثيرة من الأسماك مثل الشعري والكنعد والسهوة، كما توجد بها مربعة البيعة وحصن الحاجر وحصن الغزاير وحوالي 11 قلعة موزعة على جميع مناطق الولاية، ومقبرة أمير الجيش، وأبراج سبطان التي تقع بسبطان الجبلية وبرج الخطمة الذي يقع بمنطقة الطوية وقلعة القليعة الواقعة في مدينة القليعة وأبراج حوسر الواقعة بمنتصف طريق وادي خب الشامسي.
وتعتبر صخرة دبا من أكثر مواقع الغوص الواقعة بخليج عُمان على عمق يبلغ حوالي 15 متراً، وتشتهر بوجود الكثير من الكائنات البحرية مثل فرس البحر وقرش الحوت وأسماك القرش ذي الزعانف السوداء والسلاحف البحرية والأسماك الببغائية وأسماك المهرج.
وتتوافر الكثير من الخدمات والمشروعات التنموية في دبا عمان، حيث تم إنشاء 3 مدارس للبنين والبنات في مجال التعليم، وتتسع تلك المدارس لحوالي 1041 طالبا وطالبة، وفي مجال الصحة تم إنشاء عدد من الوحدات العلاجية التخصصية، بينما في قطاع الطرق تم عمل شبكة طرق حديثة تمتد لقرى الولاية المختلفة مثل الطريق الجبلي دبا- خصب، وهناك مجموعة من المشاريع التي تم افتتاحها مؤخرا مثل مشروع تحلية المياه ومشروع سد التغذية الجوفية، وتشتهر دبا عمان بخلجان التي تتواجد بها الأسماك بكثرة، ما يجعل سكانها يعملون في حرفة الصيد، كما تتوافر بها حرفة الرعي وتربية المواشي والزراعة مثل زراعة الحمضيات والتمور والفواكه، كما توجد بها صناعات تقليدية مثل صناعة النسيج وصناعة السفن الصغيرة والقوارب والسعفيات والحدادة.
م س د/ن ه ل
أ ش أ