• "غني يا سمسمية .. لرصاص البندقية".. آلة المقاومة "تعزف" في اليونسكو

جاء النجاح المصري في إضافة آلة السمسمية إلى القائمة العالمية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، تتويجًا لجهود طويلة في هذا الصدد، لتزين تلك الآلة التي اشتهرت بألحان المقاومة والكفاح في مدن القناة - القائمة.
القرار اتخذته اليونسكو، اليوم "الخميس"، خلال اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي الذي عُقد في باراجواي.
وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، في بيان له، إن تسجيل آلة السمسمية يرفع عدد العناصر التراثية المصرية المسجلة لدى اليونسكو إلى 10 عناصر، مما يعكس ثراء التراث المصري وأهميته على المستوى العالمي.
وأوضح أن آلة السمسمية تعد رمزًا ثقافيًا حيًا يعبر عن الهوية المصرية، حيث ارتبطت بالأفراح والمناسبات الوطنية، وخاصة في منطقة قناة السويس، وتحمل في طياتها معاني الكفاح والبهجة.
وأضاف الوزير أن آلة السمسمية أصبحت مصدر إلهام لجيل جديد من الأطفال الذين يتعلمون فنونها على أيدي الفنانين المهرة، مما يضمن استمرار هذا التراث عبر الأجيال القادمة.
وأكد الدكتور هنو أن لجنة صياغة ملف السمسمية استغرقت عامين من العمل المتواصل بقيادة الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون ومقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة.
والسمسمية هي آلة وترية مصرية محلية لها جذورها في مصر القديمة، وتستخدم السمسمية في نوع موسيقي مصري من الموسيقى الشعبية يعرف باسم موسيقى السواحلي، والتي تعتمد على الآلات الموسيقية القديمة.
ربما جرى إدخال السمسمية إلى الساحل الشمالي للبلاد من وادي النيل في القرن التاسع عشر بواسطة عمال مصريين في قناة السويس، كما أنها تستخدم في أنواع أخرى من الموسيقى المصرية.
تشمل الفرق الموسيقية المصرية المعروفة التي تتميز بالسمسمية كأداة رئيسية فرقة الطنبورة التي تستخدم آلات مصرية قديمة أخرى.
وعادة ما تستخدم السمسمية لمصاحبة رقصة مصرية تسمى البامبوتية، وكذلك بين مجموعات الموسيقيين المعروفة باسم الصباجية في مدينتي بورسعيد والإسماعيلية.
وتطورت الآلة إلى أن اتخذت شكلها الحالي، وهي عبارة عن علبة من الخشب أو قصعة أو طبق صاج مشدود عليه جلد رقيق ولها ذراعان متباعدان يسميا المداد يربطمها ذراع ثالث على هيئة قاعدة المثلث تسمى حمالة، ويتم ربط الأجزاء بخيوط قوية من أعصاب الطور وتزين بالخرز والنقوش والدلايات ويكثر استخدامها في الزار.
وقد لعبت آلة السمسمية دورًا بارزًا في فترة الحرب مع إسرائيل، حيث كانت الأداة الأولى، والأكثر تأثيرا في الحرب الإعلامية؛ واستخدمها سكان القناة البسطاء لتأجيج مشاعر الوطنية والمقاومة.
ومن أشهر الأغاني التي عزفت خلال الفترة "غني يا سمسمية" وتقول كلماتها: غني يا سمسمية، لرصاص البندقية، ولكل إيد قوية حاضنة زنودها المدافع، غني للمدافع وللي وراها بيدافع، ووصي عبد الشافع، يضرب في الطلقة مية".