• "الملسوقة " على رأس موائد التونسيين في رمضان

تونس في 8 أبريل /أ ش أ/ تقرير.. مروة صبحي

يتميز شهر رمضان المعظم بالعديد من الطقوسٍ الخاصة به، والتي لا تقتصر على الدينية منها فقط وإنما تمتد لتشمل طقوسا تختلف من دولة إلى أخرى .. ومن بين تلك الطقوس التي لا تخلو منها أغلب البيوت خلال الشهر الكريم هي الطبخ وعاداته التي تتميز بها كل دولة عن الأخرى سواء في وجبة الإفطار أو السحور.
ومما لا شك فيه أن المطبخ يشكل جزءا وموروثا من ثقافة شعوب العالم بشكل عام والشعوب العربية بشكل خاص، وهو عنصر مشكل لهويتها عن غيرها من الدول ويعكس ثقافة البلدان وتاريخها، ولكل دولة مطبخها الخاص بها والذي يعكس ثقافات وعادات شعوبها.
ويعد الوطن العربي منطقة غنية بالأكلات الشعبية المختلفة التي يشتهر بها كل بلد وتعتبر واحدة من عوامل الجذب السياحي والتي لا تقتصر فقط على الطعم والمذاق بل تعتبر بمثابة عادات وتقاليد تعكس تاريخ وحضارة المنطقة العربية.
ومن أشهر المطابخ العربية المطبخ التونسي والذي يصنف أنه من المطابخ العريقة والغنية بالمقبلات والحلويات التي تتسم برونقها ومذاقها المختلف ، والأكلات التونسية لها ثقافة وتاريخ في أصول الطهي حيث تشتهر بتنوع أطباقها الشهية اللذيذة التي تقدمها المائدة التونسية في رمضان وهو خلاصة ثقافات عديدة.
ويعتمد المطبخ التونسي في الأساس على الهريسة، والتوابل، وزيت الزيتون والفلفل الأحمر الحار وطحين القمح واللحم الضأن، كما يعد الخبز عنصرا أساسيا في المطبخ التونسي، إذ أنه يكون مصاحبًا لجميع الأطباق بشكل أساسي تقريبا.
 كما أنه لا يغيب عن أي طاولة تونسية طيلة شهر رمضان المعظم ما تسمى بـ"الملسوقة" وهي أشهر الأكلات التونسية في الشهر الفضيل.
وتقول مونيا العبروقي مدرسة لغة عربية، أن الملسوقة هي عبارة عن ورق رقيق جدًا من العجين الذي يتم حشوه بالبيض والتونة أو اللحم والبطاطا المطبوخة والكثير من النكهات، ثم يتم قليه في الزّيت ويقدم بعدها في أطباق تزين وتميز السفرات التونسية دون عن غيرها.
وأضافت أنه إذا تجولت بأسواق تونس في شهر مضان الكريم لن تجدها تخلو بأي حال من الأحوال من المسلوقة، حيث يصطف الكثير من البائعين على جانبي الأسواق لبيعها كونها تعد مصدر رزق لهم اعتمادا على أنها مطلب شعبي لا تخلو منه أغلب موائد الطعام في البيوت التونسية.
وأوضحت العبروقي، أنه أيضا من بين أشهر الأكلات التونسية ما تسمى بـ"المسفوف" والتي غالبا ما يتناولها التونسيون في وجبة السحور وهي تتكون أساسا من الكسكسي والذي يعتبر من أشهى الأكلات التونسية التي يكثر استهلاكها في شهر رمضان وتتكون من حبوب الدقيق التي يتم طهيها بطريقة معينة تعتمد في مكونتها على الزيت مصاحبا للتوابل والملح وأي من أنواع اللحوم أو الدجاج.
ومن التقاليد والعادات الموروثة في المجتمع التونسي ويحرص التونسيون دائما على إحيائها في ليلة النصف من رمضان أو ما تسمى هناك بـ "ليلة النص"، ألا وهي إعداد طبق الكسكسي لدى كل الأسر بمختلف طبقاتها الاجتماعية وأيا كان مكونتها، ولكن الأهم أن يكون طبق الكسكسي هو الطبق الرئيسي لسحور ليلة النصف الذي تتجمع حوله العائلة ويكون إما بلحم الضأن، أو الدجاج.
ويقول أيمن بو عبيد صاحب محل بقالة، إن من أشهر الحلويات التونسية التي دائما ما يشتهي الشعب التونسي أكلها والاستمتاع بمذاقها الخاص خلال شهر رمضان الكريم، ما تسمى بـ"وذنين القاضي" والتي تتسم بكونها مقرمشة وخفيفة ومذاقها مميز ورائع رغم بساطة مكوناتها وسهولة طريقة تحضيرها.
ولفت إلى أنها سميت بهذا الاسم بسبب تشكيل العجينة قبل القلي لتأخذ شكل أذن كبيرة، وفي رواية أخرى على شكل عِمَّة القاضي لأنها كانت تقدم لأصحاب المقامات في المناسبات والمجالس، كما يطلق عليها أسم "دبلة" إذا تم تشكيلها بحجم صغير لتبدو مثل الخاتم.
وأضاف بوعبيد، أنه من بين أشهر وألذ الحلويات التونسية التي يفضل الكثير من الناس تناولها، ما تسمى بـ"المخارق" والتي تعد من أشهر الحلويات والتي تشتهر بها تحديدا ولاية باجة وهى حلوى مصنوعة من السميد والزبدة والزيت.
وتعد "المخارق والزلابية" ثنائي الحلويات الأشهر في تونس، وفي باجة تحديدا، ورغم اختلافهما في المذاق واللون، فإن المتجه نحو المدينة لا يشتري نوعا واحد فقط بل يجمع الاثنين معا، وتكون الزلابية ذهبية اللون في شكل حلزوني دائري مقرمش ذي مذاق سكري، أما المخارق فهي صلبة نوعا ما وتتميز بلونها البني اللامع، وعادة ما تكون دائرية.

مرو/ف س ع
/أ ش أ/