القاهرة في 15 مارس/أ ش أ/حوار/ محمد المعبدي
وصف الكاتب والمفكر البارز حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، المشهد الثقافي المصري بـ "المطمئن" ، مشيرا إلى أن هناك مؤسسات ثقافية فعالة سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي.
وقال النمنم - في مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - :"المشهد الثقافي بشكل عام مطمئن ، لدينا مؤسسات رسمية سواء كانت تابعة لوزارة الثقافة أو بعض المؤسسات القومية التي اعتبرها مؤسسات ثقافية ولدينا النشاط الأهلي أو المجتمع المدني في الجمعيات الثقافية أو في دور النشر ومن ثم فإن المشهد مطمئن".
وأضاف: " ليس لدينا تراجع في المشهد الثقافي، ففي شهر مايو سنة 1947 تم تنظيم معرض الكتاب وكان معرضا كبيرا ونظمته وزارة المعارف العمومية وقتها ، وكانت مناسبة المعرض أن المصريين شعروا أن معرض الكتاب تطور لأنه في عام 1946 صدر 450 عنوانا في مصر ، وكان حدثا جللا على مستوى مصر والوطن العربي، وحاليا تستطيع أي دار نشر قوية أن تصدر هذه العناوين وحدها، فالأعمال الإبداعية وحالة الترجمة في مصر سنويا عالية".
وأردف بالقول: "إن هناك سرعة في إيقاع الحياة الثقافية سنة 1994 كتبت تحقيقا في مجلة المصور عن حركة النشر في مصر وكان عدد أعضاء اتحاد الناشرين أقل من 100 ، والآن تجاوز الآلفين وهناك قيد انتظار العضوية أكثر من ألف وفي حالة ترجمة هذه الأرقام تستطيع أن تعرف أين أنت ثقافيا واقتصاديا؟".
واعتبر أن هناك محاولات لتجديد الخطاب الثقافي من قبل الأجيال الجديدة لأنه لو لم يتم تجديده سيكون خطابا ميتا فمثلا في القرن العشرين لعبت الصحافة المصرية دورا في تطوير المقال ولغة المقال وكتابته والأدب المصري لعب دورا عندما قدم الرواية بهذا الشكل للعالم العربي وقدم القصة القصيرة والمسرح، فالأشكال الأدبية والموضوعات التي يتناولها الشباب هي شكل من أشكال التجديد.
وأشار إلى أن المراكز الثقافية في العالم العربي كانت محدودة وتتمثل في القاهرة ودمشق وبغداد وبيروت، والآن أصبح لدول الخليج وشمال إفريقيا أنشطتها الثقافية ، مشيرا إلى ما تشهده حالة الثقافة المصرية من تفاعل وحيوية.
وفيما يتعلق بالإنتاج الثقافي والأدبي..قال النمنم :"الشباب يقبلون على القراءة بشكل جيد جدا، فلو عدنا إلى أرقام الإصدارات والتوزيع نجد أن هناك إقبالا كبيرا من الشباب على الأعمال الأدبية ففي الماضي كان عندما يصدر عمل أدبي وينجح تتم طباعة نسخة ثانية بعد عامين أو ثلاثة ولكن الآن ممكن في شهر واحد تصدر عدة طبعات" ، لافتا إلى أن هناك إقبالا كبيرا من الشباب والجديد فيما يتعلق بهذا الجيل أنه بسبب انتشار المدارس الأجنبية أصبحت هناك قراءة باللغات الأجنبية وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لم تكن حركة القراءة باللغات الأجنبية بنفس القوة.
وحول دور الثقافة والمثقفين في محاربة الفكر المتطرف، قال النمنم : "من حارب الفكر المتطرف هم الثقافة والمثقفون، وفي وقت من الأوقات في سبعينيات القرن الماضي من تصدى للفكر المتطرف والمتطرفين هم المثقفون، فالمثقفون المصريون في هذا الأمر يحصلون على وسام امتياز وأبرز مثال على ذلك اغتيال فرج فودة والتنكيل بنصر حامد أبوزيد، ومحاولة اغتيال الأديب نجيب محفوظ، والصحفي الكبير المرحوم مكرم محمد أحمد وعندما ترجع إلى قوائم الاغتيال التي كانت تعدها جماعات الإرهاب تجد أن عدد المثقفين بها كبير ومن مختلف الأجيال وأن ما يتردد عن عدم محاربة المثقفين للفكر المتطرف به ظلم وتجن شديد".
وشدد على أن منظومة الأخلاق لم تتراجع، فمثلا القاعدة التي تقول إن الكذب رذيلة لا يستطيع أحد في أي وقت من الأوقات يقول إنها ليست رذيلة، والسرقة كذلك ولكن ما يتراجع أو يختلف السلوكيات والذي جد علينا في عصرنا أن المجتمع أصبح مكشوفا فكل سلبية تظهر بشكل واضح.
وحول دور الجامعات في التصدي للفكر المتطرف، قال النمنم "أصبحت الجامعات منتشرة بشكل كبير في مصر سواء حكومية أو خاصة وأصبح لدينا عدد كبير منها، تلعب الجامعات دورا تنويريا كبيرا لطلابها، ومصر استطاعت عبور العديد من الأزمات لأنها لديها تاريخ طويل من مؤسسات الدولة العميقة ومن بينها الجامعات فهذه المؤسسات هي التي تحفظ توازن المجتمع وتعمل حركة تنوير والتنوير لا يشمل فقط الجانب الثقافي ولكن يشمل عدة جوانب أخرى مثل الإيمان بفكرة الدولة، ومفهومها ".
وبشأن نجاح الدولة المصرية في محاربة جذور الإرهاب ، قال النمنم إن الفكر الأصولي والمتطرف موجود في كل العالم بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية نفسها لأن فيه ظرف عالمي ساعد على هذا وكان موجودا في مصر ونجحت مصر في مواجهته" ، معتبرا أن " التطرف يأتي لأسباب عقائدية وثقافية وفكرية وأن الفقر و الجهل والبطالة أسباب مساعدة وليست رئيسية.
وبشأن الدور المصري في القضية الفلسطينية، أكد النمنم، أن صلابة الموقف المصري هي التي منعت تصفية القضية الفلسطينية .. وقال "لولا الموقف المصري كانت القضية الفلسطينية تمت تصفيتها والدولة المصرية لعبت دورا ضخما جدا في حماية القضية الفلسطينية.
وأوضح النمنم أن القمة العربية الطارئة التي عقدت في بدايات شهر مارس الجاري ، تبنت مشروع مصر لإعادة إعمار غزة وهو ما يعد انتصارا سياسيا كبيرا ، مشيرا إلى أن مصر رفضت بشكل واضح وجلي تهجير الفلسطينيين من أراضيهم حماية للقضية الفلسطينية من التصفية ودعما لها.
م ش ا
أ ش أ
حلمي النمنم لـ(أ ش أ) : المشهد الثقافي المصري "مطمئن" .. والشباب يلعبون دورا في تجديد الخطاب الثقافي
مصر/عام/فن و ثقافة
You have unlimited quota for this service