القاهرة في 8 مارس /أ ش أ/ "الدولة لا تنسى أبناءها الشهداء".. شعار ترسخ في وجدان أسر شهداء مصر ممن قدموا أبناءهم وفلذات أكبادهم فداء للوطن من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية، إذ تحرص الدولة المصرية على تقديم كل سبل الرعاية والدعم لأبناء وأسر الشهداء، كما أنها لا تترك مناسبة وطنية إلا ويكون "الشهيد" عنوانا رئيسيا في الاحتفاليات من خلال استذكار بطولاتهم وتكريم أسمائهم ودعم أسرهم.
وتحتفل مصر كل عام بـ"يوم الشهيد" في التاسع من مارس؛ الذي يواكب ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة عام 1969؛ حينما كان في أقرب نقطة للعدو يدير تنفيذ العمليات الهجومية بين جنوده، وأثناء تبادل إطلاق النيران نال الشهادة؛ لذلك اُختير هذا اليوم لتتذكر فيه مصر والقوات المسلحة من ضحوا في سبيلها.
وفي هذا الإطار، يقول اللواء طيار دكتور هشام الحلبي مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية إن الشهداء كانوا على مر التاريخ المصري عنصرا أساسيا وحاسما في تحقيق النصر.
وأضاف الحلبي في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الدولة المصرية لا تنظر فقط بعين التكريم إلى شهدائها ممن ضحوا بأعز ما يملكون، وهي الروح، في سبيل الوطن، ولكن تنظر الدولة كذلك بعين التقدير والإجلال إلى أسرهم الذين لم يبخلوا بفلذات أكبادهم لتقديمهم فداء للوطن وترابه.
ونوه إلى أن الشعب المصري يقبل التضحيات في سبيل وطنه، مهما كانت طبيعة تلك التضحيات سواء تضحيات بالأموال أو الوقت أو الجهد أو أعز ما يملك الإنسان وهي "الروح".
ولفت إلى أن الدولة تحرص على الاحتفال بيوم الشهيد، وتكريم أسر الشهداء والمصابين وتوفير سبل الرعاية لهم؛ تقديرا للتضحيات الكبيرة التي قدموها للدفاع عن الوطن وحماية أرضه وترابه.
وأكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي أن "يوم الشهيد" يمثل حدثا عظيما في تاريخ الوطن، إذ يتزامن مع ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض الذي كان يشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وذلك خلال زيارته للجبهة لتفقد القوات المسلحة.
ونوه إلى أن استشهاد قائد بحجم الفريق عبدالمنعم رياض وسط الجنود والقوات يحمل العديد من المعاني ويؤكد على المشاركة الوجدانية والعمل على رفع الروح المعنوية للجنود.
وأشار إلى أن الاحتفال بيوم الشهيد يحمل في دلالاته احتفالا بالعمل البطولي بأن يكون واحد من قادة القوات المسلحة على الجبهة وسط القوات والجنود في ظل حرب مشتعلة، ويؤكد على مدى التفاني والإخلاص والولاء والانتماء الذي تتميز به القوات المسلحة المصرية.
وقال الحلبي إن الاحتفال يعد مناسبة عزيزة لتذكر بطولات وأمجاد القوات المسلحة وتحية أرواح الشهداء وتخليد بطولاتهم وتضحياتهم بالدماء التي ارتوت بها أرض الوطن.
وجدد التأكيد أن تضحيات رجال القوات المسلحة كانت كلمة السر في تحقيق التنمية الشاملة في كافة ربوع الوطن ، حيث القضاء على الإرهاب وبناء الجمهورية الجديدة، كما أن تضحياتهم تعد نبراسا نستلهم منه الفداء ومواصلة البناء والتنمية.
وتابع أن "يوم الشهيد" يعد فرصة لتوجيه رسالة إلى شباب مصر بأن يصطفوا خلف القيادة السياسية خاصة في تلك الفترة التي تتعدد فيها التحديات التي تواجه الدولة المصرية.
في السياق ذاته، يقول والد الشهيد جندي أبانوب رضا إن الدولة لم تبخل عن دعم ورعاية أى مصاب أو أسر الشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل الحفاظ على وطننا العزيز وصون أمنه وكرامته.
وأضاف والد الشهيد أبانوب رضا أن شهداء مصر يعتبرون درة التاج فوق الرؤوس نظير ما قدموه من غال ونفيس من أجل تراب الوطن، مثمنا حرص الدولة والقوات المسلحة على تكريم ورعاية الشهداء والمصابين في كافة المناسبات الوطنية.
وأشار إلى أن نيل الشهادة هو شرف يتمناه جميع المصريين في سبيل الدفاع عن وطنهم، وهو ما نراه جليا من حرص وتسابق أبطال القوات المسلحة لنيل شرف الشهادة فى سبيل الدفاع عن الوطن.
وتابع قائلا: "إن الأجيال الجديدة هم ثمرة المستقبل، والأمل في الغد، لذلك على هذه الأجيال ضرورة عدم الانسياق وراء الشائعات التي تستهدف الوطن وأن يصطفوا خلف القيادة السياسية في مواجهة أي مخاطر تحدق بالدولة متسلحين بسلاح الوعي الذي طالما نادى به الرئيس عبد الفتاح السيسي".
ودعا والد الشهيد أبانوب رضا، الأجيال الحالية إلى استلهام روح التضحية والفداء من كافة شهداء مصر على مدار تاريخها للحفاظ على الأرض والكرامة واستكمال ملحمة البناء نحو المستقبل الأفضل والتنمية الشاملة.
بدوره، أكد المهندس ياسر شيق الشهيد رقيب أول باسم عبد الله محمود أن الدولة المصرية لا تنسي أبدا أبناءها من الشهداء ممن ضحوا بدمهم في سبيل الوطن، حيث تحرص على تقديم كافة سبل الرعاية لأسر الشهداء، فضلا عن تكريمهم والاحتفاء بهم.
وقال المهندس ياسر إن الشعب المصري يمتلك عقيدة راسخة نحو حبه لوطنه وتعلقه بتراب بلده، لذلك لا يمكن أبدا أن يبخل هذا الشعب على وطنه بتقديم أغلى ما يملك في سبيل الزود عن مصرنا الغالية، مشيرا إلى أن تلك العقيدة هي "إيمان" راسخ بأن التضحية في سبيل الله والوطن هو واجب وشرف مقدس.
وأكد أن تكريم الدولة لأسر الشهداء يعكس نهجا إنسانيا اتخذته الدولة تجاه ممن ضحوا بأرواحهم فداءً لأمن الوطن واستقراره، منوها إلى أن هذا التكريم يعمق روح الانتماء للوطن ويعزز مفهوم الهوية الوطنية لدى كل مصري.
وحث الأجيال الحالية وخاصة الشباب على ضرورة التكاتف والاصطفاف خلف القيادة الوطنية في ظل هذه الظروف الحالية التي تحيط فيها التحديات بالوطن، داعيا إلى أهمية التحلي بالحكمة والصبر وعدم الانسياق وراء المعلومات المضللة والشائعات التي تهدف بالأساس إسقاط الوطن من خلال بث سمومها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من ناحيتها، أكدت الأستاذة نادية صبحي كريمة الشهيد صبحي أبو زيد (أحد شهداء حرب أكتوبر) أنه منذ تولي السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أصبح هناك اهتمام كبير وملحوظ بتكريم الشهداء ورعاية أسر الشهداء أكثر من أي وقت مضى.
وذكرت الأستاذة نادية صبحي أن الدولة المصرية حريصة على تقديم كل سبل الرعاية والدعم لأسر الشهداء، حيث إن الدولة لا تنسى من ضحوا بفلذات أكبادهم من أجل رفعة وتقدم الوطن.
وأشارت إلى أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا لأسر الشهداء وبشكل مستدام بشتى الطرق، حيث تم إنشاء صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية، والذي تتنوع مجالات عمله الخدمية بالتنسيق مع الوزارات المختلفة والأجهزة المعنية بالدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وذكرت أن الشعب المصري يُقدر الدور الثمين الذي تقوم به القوات المسلحة الباسلة في حماية أمن الوطن من كل التحديات والمخاطر، حيث يواصل جنود مصر وأبطالها تضحياتهم في سبيل مواجهة المخاطر التي تستهدف زعزعة أمن البلاد واستقرارها، ومصر لا تنسى شهداءها الأبرار، وأسرهم وذويهم دائمًا في قلب ووجدان الدولة المصرية التي تحرص على رد الجميل لأسر الشهداء على ما بذلوه فداء للوطن.
واختتمت كريمة الشهيد صبحي أبو زيد حديثها بالتضرع إلى الله بأن يحفظ مصر وقيادتها ويرحم شهداءها الذين بذلوا الدم للحفاظ على وحدة الوطن.
م ع ى/م ش ا
/أ ش أ/
"يوم 9 مارس ".. الدولة المصرية ترسخ قيم الوفاء والتكريم للشهداء وذويهم تقديرا لتضحياتهم
مصر/عام/عسكرى
You have unlimited quota for this service