عمان في 15 مارس/أ ش أ/ تقرير/خالد العيسوي
أكد محللون سياسيون وخبراء أردنيون أن إشادة صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بالخطة العربية لإعادة الإعمار لقطاع غزة التي طرحتها مصر في القمة العربية الأخيرة وأيدتها الدول العربية والإسلامية، فضلا عن الدعم الأوروبي، وضعت الإدارة الأمريكية أمام مسئوليتها الدولية والإنسانية لقبول الخطة وتأييد الموقف المصري والأردني والعربي الرافض للتهجير، مشيرين إلى أن الإعلام الأمريكي تناول الخطة وتفاصيلها كرسالة للرأي العام الأمريكي والعالمي توضح دور مصر والأردن الإنساني بشأن سكان القطاع.
وقال الخبراء الأردنيون، في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن هذا التوجه الجديد في الإعلام الأمريكي جاء بناء على الموقف المصري والأردني والعربي الرافض للاقتراحات الأمريكية بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدين أن الموقف العربي الموحد وضع النقاط على الحروف بشأن استحالة تنفيذ أي اقتراحات لتهجير الفلسطينيين.
وأوضح محمود الطراونة مدير تحرير صحيفة الغد الأردنية، أن تناول الإعلام الأمريكي لمثل هذه القضايا هو تحرك لبناء رأي عام داخلي وخارجي بأن العرب جاهزون بخطة تعارض الرأي الأمريكي الداعي لتهجير الفلسطينيين من غزة بحجة إعمارها، مؤكدا أن هذه خطوة في الاتجاه الصحيح وفرصة يجب البناء عليها لاستمرار الرفض للتهجير وقبول الخطة المصرية المدعوة عربيا ودوليا.
وأشار الطراونة إلى أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية شرحت بشكل مفصل كافة خطوات الخطة المصرية العربية ووضعت الرأي العام الأمريكي في مواجهة ضد اقتراحات الإدارة الأمريكية، موضحا أن هذا موقف إيجابي يؤكد قدرة العالم العربي على توحيد صفه عند الأزمات ونجاح للجهود المصرية الأردنية على مدار أكثر من عام منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وشدد على ضرورة استمرار الضغط المصري والأردني والعربي وتوضيح حقوق الشعب الفلسطيني لكسب المزيد من التأييد للخطة المصرية العربية بشأن إعمار القطاع، مؤكدا أن مصر والأردن لعب دورا محوريا في وقف نزيف الدم الفلسطيني وعدم تصفية القضية الفلسطينية والحفاظ عليها.
بدورها، اعتبرت رزان السيد الصحفية بجريدة الأنباط الأردنية، أن استعراض صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الخطة العربية لإعادة الإعمار لقطاع غزة التي طرحتها مصر في القمة العربية الأخيرة وأيدتها الدول العربية والإسلامية، فضلا عن الدعم الأوروبي، انتصارا جديدا للجهود المصرية والأردنية والعربية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدة أن الصحيفة الأمريكية وضعت إدارة الرئيس دونالد ترامب أمام مسئوليتها الدولية وعدم قدرتها على رفض هذه الخطة المنقذة للموقف الراهن في غزة.
ولفتت السيد إلى أن الإدارة الأمريكية ستجد نفسها أمام خيارات صعبة لرفض الخطة المصرية العربية بشأن غزة، موضحة أن الصحيفة شرحت تفاصيل الخطة وما بها من إنقاذ للموقف الأمريكي الذي يرفضه العالم بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة.
ونوهت إلى أن الإعلام الأمريكي مؤثر في الداخل الأمريكي والعديد من الأمريكيين يعتمدون عليه من أجل فهم الأوضاع الداخلية والخارجية وبالتالي الخطة المصرية العربية بشأن غزة أصبحت الآن أمام الشعب الأمريكي بتفاصيلها، مشيرة إلى أن دعوة الصحيفة للإدارة الأمريكية بقبول الخطة إنجاز جديد لصالح العالم العربي كانت مصر والأردن رائدة فيه منذ اللحظة الأولى برفض مخططات التهجير.
ومن جانبها قالت الدكتورة ماجدة إبراهيم أستاذ علم الاجتماع عضو منتدى الأردن للسياسات، إن القانون الدولي والإنساني مع الحق الفلسطيني في الحياة وبقائه على أرضه وبالتالي لا توجد قوة قادرة على إخراجه من وطنه وهو ما وضعته الخطة المصرية العربية بشأن غزة في التفاصيل ووضعت الإدارة الأمريكية في مواجهة مع القوانين الدولية، مشيرة إلى أن اهتمام الإعلام الأمريكي وتحديدا صحيفة "واشنطن بوست" بالخطة المصرية العربية هو تحدي جديد أمام إدارة الرئيس ترامب ولن يستطيع أن يواجه.
وتابعت إبراهيم أن الإعلام الأمريكي جزء لا يتجزأ من المجتمع الأمريكي وصاحب دور حيوي في القرارات الأمريكية وما قامت به الصحيفة هو انتصار لإرادة العالم العربي والشعوب العربية، مشددة على ضرورة العمل على إبراز هذا الدور الإعلامي لوسائل الإعلام الأمريكية لتكون ورقة ضغط جديدة في وجه الإدارة الأمريكية باستحالة تنفيذ هذه المخططات.
وأضافت أن هذا الانتصار العربي يعود الفضل الأول والأخير فيه إلى الموقف المصري الأردني الرافض منذ اللحظة الأولى لظهور الاقتراحات الأمريكية والمحاولات الإسرائيلية لمخططات التهجير التي تتنافى مع القانون والأعراف الدولية والإنسانية، مؤكدة أنه على الشعب المصري والأردني أن يفخر بقيادته التي ساهمت تاريخيا وإنسانيا في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكدت "واشنطن بوست" - في افتتاحيتها - أن الخطة المصرية للتعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، المدعومة عربيا وإسلاميا وأوروبيا؛ تقدم نقطة انطلاق مفيدة للمحادثات حول مستقبل غزة وخارطة طريق واضحة لإعادة الإعمار، وتحدد تكلفة مالية وتستحق الدراسة الجادة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ونصحت الصحيفة، الإدارة الأمريكية بالتعامل بجدية مع الخطة العربية لغزة باعتبارها الخيار "العملي والعقلاني الوحيد" القابل للتطبيق على الأرض لاسيما بعد أن لقيت الخطة العربية دعما إسلاميا وأوروبيا يهيئ كل السبل لإنجاح تنفيذها.
وذكرت "واشنطن بوست" أن الدول العربية - إلى جانب معظم دول العالم - أدانت اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على غزة، وتهجير أكثر من مليوني فلسطيني بشكل دائم وتحويل القطاع المدمّر بفعل الحرب إلى "ريفييرا فاخرة" على البحر الأبيض المتوسط، وقد عزز ترامب هذه الفكرة بفيديو تم إعداده باستخدام الذكاء الاصطناعي يظهر غزة المستقبلية التي تحتوي على أشجار النخيل، وتمثال ذهبي له".

ن و ر
أ ش أ