القاهرة في 4 مارس /أ ش أ/ كتبت: ماهيتاب عبد الرؤوف
رسالة واضحة بعثت بها إلى العالم أجمع "قمة القاهرة"، الأهم في تاريخ القمم العربية وفي تاريخ القضية الفلسطينية، مفادها بأن تهجير شعب فلسطين من أرضه "خط أحمر" للعرب، وبأن خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة دون إخراج السكان من وطنهم هي خطة عربية تحظى بدعم وإجماع الدول العربية.
وأجمع دبلوماسيون - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - على أن القمة العربية غير العادية التي عقدت اليوم /الثلاثاء/،؛ أثبتت أن العرب من المحيط إلى الخليج متحدون أكثر من أي وقت مضى على التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، ومتجهون نحو الإسراع في الدفع نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعازمون على التصدي لأي مخطط من شأنه تفريغ أرض فلسطين من أهلها.
وفي هذا الإطار، قال السفير ياسر عثمان سفير مصر السابق لدى كل من المغرب وفلسطين مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "قمة القاهرة" تشكل إنجازاً كبيراً للسياسة الخارجية المصرية ولدبلوماسيتها التي تنطلق من إيمان راسخ بدور مصر المركزي في دعم ومساندة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
ونوه إلى أن مصر قد استجابت - في الوقت المناسب وفي هذا الظرف المفصلي - للخطر المحدق الذي يواجه القضية الفلسطينية ويهدد بتصفيتها، حيث استطاعت مصر خلق موقف عربي موحد خلف خطتها بشأن إعادة إعمار قطاع غزة بهدف إجهاض مخططات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وأضاف أن تلك القمة غير العادية؛ جاءت استكمالاً للجهود المصرية المضنية لوقف العدوان علي قطاع غزة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بهدف حماية الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال السفير أيمن مشرفة سفير مصر السابق لدى كل من تونس والجزائر مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن نتائج القمة العربية غير العادية، خرجت بإجماع عربي غير مسبوق على رفض التهجير؛ سواء كان قسرياً أو اختيارياً أو تحت أي مسمى، بجانب التأكيد على ضرورة استمرار وقف اطلاق النار في إطار تسوية سياسية لحل الدولتين وفقاً للمقرارات الدولية ذات الصلة، والانسحاب الإسرائيلي لحدود الرابع من يونيو 1967، ورفض محاولات تهويد القدس باعتبار أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، مسلطاً الضوء - في هذا السياق - على تأكيد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة أن القدس "ليست مجرد مدينة بل هي رمز لهويتنا وقضيتنا".
وشدد على أن اعتماد الدول العربية، الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة؛ يمثل الأمل الوحيد لشعب القطاع، وذلك في ضوء خطة زمنية على مرحلتين تقدر بـ 5 سنوات، لافتاً إلى أهمية التضامن العربي والدولي لدعم تلك الخطة المصرية.
وأثنى على قرار إسناد إدارة القطاع للجنة إدارية فلسطينية غير فصائلية، لمدة 6 أشهر، من الكفاءات المستقلة؛ للخروج من الأزمة الراهنة حيث تتيح تلك اللجنة للجهود العربية والدولية لإعادة الإعمار أن تؤتي بثمارها.
ونوه بأن قمة القاهرة الطارئة قد أثبتت للعالم أجمع استمرار تمسك العرب بخيار السلام في إطار المبادرة العربية "الأرض مقابل السلام"، مبرزا أهمية المؤتمر الذي ستستضيفه مصر الشهر المقبل لإعادة إعمار غزة، لافتاً إلى أن الدبلوماسية المصرية لا تدخر جهداً لشرح أبعاد الخطة المصرية لإعادة الإعمار للمجتمع الدولي، علاوة على حشد التأييد الدولي لتوفير التمويل اللازم لإنجاح الجهود المصرية من أجل إعادة بناء قطاع غزة.
من جهته، أكد السفير الدكتور يوسف أحمد الشرقاوي، سفير مصر السابق لدى اليمن، أن قرارت "قمة القاهرة" الإستثنائية، التي عقدت بناء على دعوة السيد الرئيس السيسي، جاءت في توقيت بالغ الخطورة للحفاظ على الوجود العربي وإحباط مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من وطنه وعملية "إعادة هندسة" منطقة الشرق الأوسط .
وأضاف أن تلك القمة الطارئة وجّهت رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها بأن القضية الفلسطينية لاتزال القضية العربية المركزية والأولى، وبأن العرب اجتمعوا واتحدوا على رفض أي محاولة لإخراج الفلسطينيين من أرضهم، ولن يقبلوا سوى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
وأثنى على دعم الدول العربية لخطة مصر لإعادة إعمار غزة بمشاركة أبناء القطاع، مشدداً على أهمية تنفيذ تلك الخطة بدعم عربي ودولي من قبل الدول الغربية والآسيوية المحبة للعدل والسلام بجانب الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد عملاً عربياً مشتركاً لتمويل مشاريع التنمية والبنية التحتية لتوفير المنازل الملائمة للفلسطينيين وإعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وبناء مستشفيات، مع تشجيع وتحفيز الاقتصاد المحلي.
ونوه "الشرقاوي" إلى ضرورة دعم جهود إعادة بناء مؤسسات الأمن الفلسطينية و تعزيز الحوار بين الأطراف الفلسطينية لتحقيق الاستقرار وحل مسألة الانقسام الداخلي، لافتاً إلى أن "قمة القاهرة" أكدت أن إعادة إعمار غزة هي مسؤولية عربية مشتركة ستساهم في بناء مستقبل أفضل لأهالي غزة، وأن مصر كانت وستظل صمام أمان القضية الفلسطينية وحائط صد أمام مخططات اليمين المتطرف في إسرائيل الساعي إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأبرز نجاح مصر في تشكيل قوة عربية صلبة داخل جامعة الدول العربية؛ للتصدي للمخططات "الصهيونية وغيرها"، مؤكداً أن الأمة العربية في حاجة ماسة إلى تضامنها خاصة في الوقت الحالي، بالنظر إلى الخطر الذي يحدق بالوطن العربي بسبب المؤامرات الرامية إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط وإعاده تشكيل جغرافيا الأرض العربية.
ونبه "الشرقاوي" إلى أنه ليست هناك دولة عربية بعيدة عن هذا التهديد؛ لذلك لابد من دفع العمل العربي المشترك والتحركات الدبلوماسية العربية والإفريقية والإسلامية بالتعاون مع الدول الأوروبية الحرة والمحبة للسلام، وكذلك المنظمات الدولية من أجل رفض سياسة الأمر الواقع التي تقوم بها "حكومة تل أبيب" والبدء في اتخاذ خطوات إضافية لـ "محاكمة قادة إسرائيل" أمام المحاكم الدولية، علاوة على تضافر الجهود من أجل تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية لكل شعوب المنطقة.
ك ف
/أ ش أ/
من المحيط إلى الخليج.. العرب قالوا كلمتهم "لا لتهجير شعب فلسطين ونعم لخطة مصر لإعمار غزة"
مصر/القمة العربية/دبلوماسيون/سياسة
You have unlimited quota for this service