القاهرة في 4 مارس /أ ش أ/ أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطي، أن القمة العربية الطارئة التي عقدت اليوم كانت ناجحة للغاية .. مشيرًا إلى أنها عقدت في أجواء إيجابية جدًا، حيث كانت المناقشات بناءة، وتم الاتفاق على جميع ما قدمته مصر بشأن غزة.
وأضاف عبدالعاطي، في مؤتمر صحفي، أن ما قدمته مصر أصبح بعد انتهاء القمة مخرجات عربية معتمدة، موضحا أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات للحصول على دعم من منظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي لهذه المخرجات، مشيرًا إلى أن مصر أعدت خطة مفصلة لإعادة إعمار قطاع غزة، تم إعدادها بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، وبناءً على دراسات وإحصائيات وبيانات مقدمة من البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأكد أن الخطة تم ترجمتها إلى الإنجليزية، وبعد إقرارها سيتم البدء في جهد مكثف للترويج لها دوليًا، موضحًا أنه سيتم التواصل مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وكافة القوى الدولية المختلفة لدعم تنفيذ الخطة.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الخطة تتضمن تصورًا شاملًا لبرامج التعافي المبكر السريع، في فترة تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة، وتهدف إلى توفير مساكن مؤقتة للفلسطينيين الذين يعيشون في العراء في غزة، إضافة إلى إزالة الركام والتعامل مع القنابل والصواريخ غير المنفجرة.
وأوضح أن المرحلة الأولى، المسماة بمرحلة التعافي المبكر، تتضمن أيضًا برامج للحماية الاجتماعية للشعب الفلسطيني، مشددًا على أن الهدف الأساسي هو توفير مساكن عاجلة للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأضاف الدكتور بدر عبدالعاطي أن المساكن المؤقتة سيكون لها أشكال مختلفة، منها منازل سابقة التجهيز، وخيام، وإعادة تأهيل للمنازل المتضررة جزئيًا، مشيرًا إلى أن هناك، وفق التقديرات، 330 ألف منزل مدمر، منهم حوالي 60 ألف منزل تعرضوا لتدمير جزئي، وسيتم إعادة إعمار هذه المنازل في وقت قصير وبتكلفة أقل.
وأوضح أن المرحلة الأولى من الخطة تشمل مرحلتين فرعيتين، تبدأ بإنشاء 200 ألف وحدة سكنية دائمة، بحيث يتم نقل الفلسطينيين من المساكن المؤقتة إلى مناطق إقامة دائمة. كما تشمل هذه المرحلة إزالة الركام، حيث يُقدّر وجود 50 مليون طن منه، 40 مليون طن بسبب تدمير المباني السكنية، و10 ملايين طن بسبب تدمير الطرق.
وأكد وزير الخارجية أن الخطة المصرية، استنادًا إلى تقارير وكالات دولية متخصصة، تتضمن ثلاثة طرق للتعامل مع الركام، وهي إعادة تدويره لاستخدامه في إنشاء مواد بناء، أو تشكيل كتل خرسانية لاستخدامها في البناء، أو ردم أجزاء من البحر لتوسعة قطاع غزة.
وأشار إلى أن هناك تقريرًا مفصلًا للتعامل مع القنابل والصواريخ غير المنفجرة، وفق جدول زمني محدد، موضحًا أن هذه المرحلة ستتضمن أيضًا استعادة الخدمات الأساسية، مثل المستشفيات، وتمهيد الطرق، ومراكز مياه الشرب والعلاج، إضافة إلى خدمات الصرف الصحي وغيرها.
وأوضح الدكتور بدر عبدالعاطي أن المرحلة الأولى ستستمر عامين بتكلفة 23 مليار دولار، بينما ستكلف المرحلة الأخيرة حوالي 30 مليار دولار، وتمتد لعامين ونصف .. مشيرًا إلى أن هذه المرحلة ستتضمن استعادة كاملة للخدمات الأساسية، وبناء 200 ألف وحدة سكنية إضافية، للتعامل مع الزيادة السكانية، حيث يُتوقع أن يصل عدد سكان القطاع إلى 3 ملايين نسمة.
وأكد أن الخطة تشمل أيضًا إنشاء ميناء للصيادين، وميناء تجاري، ومطار دولي، مشددًا على أن تنفيذ هذه المراحل الثلاث يتطلب توفر بيئة مواتية.
وأشار إلى أن مصر تبذل جهدًا صادقًا في التعامل مع القضايا الأمنية والحوكمة، بما في ذلك تحديد من سيدير قطاع غزة، ومن سيتولى الأمن فيه.
وشدد على أن أولوية المرحلة الحالية هي تثبيت وقف إطلاق النار، لأن غياب ذلك لن يخلق بيئة مناسبة لتحقيق التعافي المبكر أو تنفيذ إعادة الإعمار.
وأوضح أن هناك خطة لتنفيذ وقف إطلاق النار، وقد تم الاتفاق عليها، وعلى جميع الأطراف، خاصة إسرائيل، الالتزام بتعهداتها، مؤكدًا أنه لا يمكن السماح باستخدام سلاح التجويع كأداة للعقاب الجماعي.

ا س ع/م س ع
يتبع