نيويورك في 4 فبراير /أ ش أ/ سارة مصطفى
سلطت تقارير غربية وأجنبية الضوء على الموقف العربي الرافض للخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة ونقلهم إلى دول مجاورة.
فمن جانبها، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية - في تقرير لها - أن مجموعة واسعة من الدول العربية رفضت الفكرة التي طرحها ترامب لتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، مؤكدة في بيان مشترك أن مثل هذه الخطة تخاطر بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن البيان - الذي وقعته مصر والأردن والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى - حذر من أن أي خطة تشجع على "نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم" من شأنها أن تهدد الاستقرار في المنطقة و"تقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها".
وأشارت إلى أن البيان الذي أصدرته الدول العربية كان عرضا ملحوظا للوحدة من جميع أنحاء العالم العربي، كما وقعت الإمارات العربية المتحدة وقطر والسلطة الفلسطينية والأمين العام لجامعة الدول العربية على البيان، الذي جاء بعد اجتماع لوزراء الخارجية في القاهرة.
وأوضحت أن ترامب كان قد اقترح في الأيام الأخيرة، في مناسبات عدة أنه يجب تهجير المزيد من سكان غزة، فيما وجه اليمين المتطرف في إسرائيل دعوات مماثلة للفلسطينيين لمغادرة المنطقة، وقال "إن الفلسطينيين قد يكونوا في الأردن ومصر "مؤقتا أو على الأمد البعيد".. ولم يكن واضحا من تعليقات ترامب ما إذا كان يقترح أن يغادر سكان غزة بالكامل - أكثر من مليوني شخص.
وأوضحت (نيويورك تايمز) أن مصر والأردن رفضتا على الفور دعوة ترامب. ولدى كلا البلدين معاهدات سلام طويلة الأمد مع إسرائيل ويدعمان الدولة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى الاتصال الذي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من ترامب السبت الماضي والذي تطرق إلى وقف إطلاق النار في غزة، حيث تم التأكيد على الحاجة لاستقرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والمضي قدما في تنفيذه والدعوة إلى إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة.. وأبرزت الصحيفة تأكيد الرئيس السيسي أهمية التوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط.
وأكدت الصحيفة أن الغضب واسع النطاق إزاء الحرب - التي قتلت عشرات الآلاف من الناس وأحدثت دمارا واسع النطاق وتسببت في تشريد السكان - أدى إلى تجدد الاهتمام بقضية الدولة الفلسطينية.. مضيفة أن مصر والأردن شريكان مهمان للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولطالما نظرت الحكومة الأمريكية إلى استقرارهما باعتباره محوريا للمنطقة الأوسع نطاقا.
وبدورها، اهتمت صحيفة /ذا هيندو/ الهندية بالبيان المشترك لوزراء الخارجية العرب، قائلة "إنه أعرب عن الرفض لمقترح الرئيس الأمريكي بتهجير سكان غزة، مؤكدين دعمهم للحقوق الفلسطينية".
وقالت الصحيفة إن البيان أكد "رفض المشاركين (أي محاولات) للمساس بحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف سواء من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الإخلاء أو ضم الأراضي أو إخلاء الأرض من أصحابها.. بأي شكل أو تحت أي ظرف أو مبرر".
وسلطت الصحيفة الضوء على رفض الرئيس السيسي، فكرة ترامب وتأكيده أن المصريين سينزلون إلى الشوارع للتعبير عن استنكارهم وأن "تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه".
وأشارت إلى أن البيان سلط الضوء على التأثير المدمر للحرب الإسرائيلية في غزة، والتي أسفرت بدعم من الولايات المتحدة عن مقتل وإصابة أكثر من 159 ألف فلسطيني - معظمهم من الأطفال والنساء - وأكثر من 14 ألف مفقود منذ 7 أكتوبر 2023.
وفي السياق ذاته أبرز تقرير لموقع /أر بي سي/ الأوكراني رفض الدول العربية لفكرة ترامب لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة، مشيرا إلى أن العديد من الدول العربية وكذلك جامعة الدول العربية، لم تدعم اقتراح ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.. وأضاف أنه في يوم السبت الماضي، انضمت السعودية والإمارات وقطر والسلطة الفلسطينية إلى مواقف الأردن ومصر ودعمتها.
وذكر موقع /بالستنيان كرونيكال/ المعني بالشئون الفلسطينية أن دبلوماسيين من الدول العربية عقدوا اجتماعا في القاهرة وأصدروا بيانا مفصلا وصفوا فيه فكرة ترامب بأنها تهديد للاستقرار الإقليمي من شأنه تصعيد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، كما يرفض البيان المشترك أي محاولات لتقسيم قطاع غزة، ويدعم العمل على ضمان قدرة السلطة الفلسطينية على أداء واجباتها في غزة، وكذلك في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وفي ماليزيا.. ذكر موقع /ذا ماليزيان ريزيرف/ في مقال بعنوان "الدول العربية ترفض فكرة ترامب بشأن نقل الفلسطينيين"، أن عدة دول عربية بالإضافة إلى جامعة الدول العربية رفضت اقتراح الرئيس الأمريكي بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
وقال التقرير "إنه في بيان مطول صادر عن هذه الدول قال المشاركون، إن فكرة ترامب تهدد الاستقرار الإقليمي وتخاطر بتوسيع الصراع بين إسرائيل وحماس، في أعقاب اجتماع للدبلوماسيين العرب في القاهرة".
وأضاف أن البيان رفض بشكل مشترك أي محاولة لتقسيم قطاع غزة، وبدلا من ذلك أيد "العمل على تمكين السلطة الفلسطينية من تحمل واجباتها" هناك جنبا إلى جنب مع الضفة الغربية، والقدس الشرقية.
سار / همس
/أ ش أ/
الرفض العربي لمخطط التهجير يلقى أصداء واسعة في الإعلام العالمي
الولايات المتحدة/غزة/إعلام عالمي/سياسة
You have unlimited quota for this service