(إعادة مطلوبة)
القاهرة في أول فبراير/أ ش أ/ أكد الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة أنه بدون حل القضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام ولا استقرار في المنطقة، لأن لب الصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الخارجية في الندوة التي عقدت مساء اليوم /السبت/ بعنوان "رؤية استراتيجية لعلاقات مصر الخارجية" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وقال الوزير عبدالعاطي- خلال الندوة التي أدارها الكاتب الصحفي عماد الدين حسين والدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية - إن السياسة الخارجية هي امتداد للسياسة الداخلية، والسياسة الخارجية يصنعها رئيس الجمهورية وهو اختصاص دستوري واضح.
وأعرب الوزير عن سعادته بالمشاركة في الندوة موجها الشكر لوزير الثقافة ورئيس الهيئة العامة للكتاب والدولة المصرية على تنظيم معرض الكتاب الذي كان دوما مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة.
واستعرض الدكتور عبدالعاطي تاريخ دعم مصر للقضية الفلسطينية، حتى قبل نكبة 48 لأنها ترتبط بالأمن القومي المصري، مضيفا أن هذا الدعم سيتواصل حتى يتم التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ولاسيما ما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح الوزير أن ما حدث في السابع من أكتوبر كان زلزالا ومصر منذ اليوم الأول تحاول احتواء ما حدث.. مسلطا الضوء على الخسائر في الأرواح حيث يناهز عدد الضحايا ما يقرب من 50 ألف شهيد بخلاف ما يقرب من مائة ألف جريح.
وحيا وزير الخارجية مجدداً صمود الشعب الفلسطيني العظيم المتشبث بأرضه.. لافتا إلى مشاهد عودة الأشقاء الفلسطينيين إلى شمال القطاع والتي تعد رسالة أن هذا الشعب متمسك بأرضه، وأن ما حدث في الماضي لن يتكرر.
وقال وزير الخارجية والهجرة، إن مشاهد عودة سكان قطاع غزة إلى الشمال ربما لا نراها سوى خلال الحج وهو ما يعكس تمسك هذا الشعب بأرضه.
وسلط الدكتور عبدالعاطي الضوء على دعم مصر التاريخي للقضية الفلسطينية.. مشدداً على أنه لا توجد دولة بالمنطقة والعالم قدمت للقضية الفلسطينية ما قدمته مصر، فمصر أياديها بيضاء ولا تتآمر وتتعامل بشرف.
كما أشار إلى الجهود التي قام بها المفاوض المصري على مدار 15 شهراً من المفاوضات المستمرة وحتى تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بالتنسيق مع الشقيقة قطر والولايات المتحدة الأمريكية.. مؤكدا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كان لها دور محوري فى التوصل إلى هذا الاتفاق.
وأكد وزير الخارجية على أهمية الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.. لافتا إلى أن مصر تعمل مع قطر والولايات المتحدة على استدامة وقف إطلاق النار، ورغم كل الصعوبات والتحديات، فإن المفاوض المصري يواصل الدأب بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة بهدف وقف عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين.
كما أبرز الدكتور عبدالعاطي جهود مصر الداعمة للأشقاء الفلسطينيين والمتعلقة بالإغاثة.. مذكراً بأن العالم مجتمع قدم 30 بالمائة من إجمالي المساعدات إلى غزة ومصر قدمت 70 بالمائة من المساعدات التي دخلت إلى القطاع.. معربا عن الأمل في سرعة إعادة تأهيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني للعمل على إدخال المزيد من المساعدات.
وأشار في هذا الصدد إلى استضافة مصر لمؤتمر الاستجابة الانسانية لغزة في ديسمبر الماضي وتم تعبئة موارد، كما يتم حالياً التنسيق لحشد المزيد من المساعدات.
وقال الدكتور عبدالعاطي إن مصر ستنظم بالتعاون مع الأمم المتحدة مؤتمراً لحشد الدعم لإعادة إعمار غزة.
وشدد وزير الخارجية على أنه لابد من كسر حلقة العنف من خلال وجود أفق سياسي وجدول سياسي وخارطة طريق تقود لإقامة الدولة الفلسطينية.
وحول العلاقات بين مصر والولايات المتحدة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وصف وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدرعبدالعاطي، هذه العلاقات بأنها "وثيقة واستراتيجية وراسخة وتمتد إلى أربعة عقود وتقوم على مبادىء محددة وهى المصالح المشتركة والاحترام المتبادل"، لافتا إلى أن مصر دولة إقليمية كبرى والولايات المتحدة دولة عالمية كبرى وهناك مصالح مشتركة تربط بين البلدين ليس فقط على المستوى الثنائي ولكن أيضا الرؤية الاقليمية بل والعالمية، مشيرا إلى أن جولة الحوار الاستراتيجى بين البلدين عقدت في سبتمبر الماضي بحضور وزيري الخارجية .
وأشار الدكتور عبدالعاطي، إلى الاتصال الهاتفى الذي تلقاه اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدا أن هذا الاتصال يعكس العلاقات الوثيقة والطابع الاستراتيجي لها.
وأوضح أن هذه العلاقات متشابكة ومركبة وتتضمن الشق الاقتصادي والسياسي والاستثماري والإقليمي والدولي، وهى علاقات تتجاوز الأفراد وتؤكد على دور المؤسسات ، وتتجاوز الإطار الإقليمي وتتخطاه إلى الإطار الدولي.
وأعرب وزير الخارجية، عن ثقته الكاملة في أن هذه العلاقات قوية ومتينة ذات بعد استراتيجي، مشيرا إلى أن المبدأ الأساسي الذي أرساه الرئيس السيسي خلال حفل إفطار العائلة المصرية هو مبدأ "الإتزان الإستراتيجي".
وقال الوزير "إن لدينا علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة ولدينا شراكات استراتيجية مع الهند والبرازيل وروسيا والصين".
وفيما يخص سوريا.. أكد الدكتور بدر عبدالعاطي، أننا نقف تماما إلى جانب الشعب السوري الشقيق، هذا الشعب العظيم الذي عانى الكثير على مدى السنوات الماضية وبالتالي من حقه أن يتمتع بحقوقه وحريته وأن يعيش في وطن آمن وحياة كريمة.
وأضاف أنه من هذا المنطلق، لايمكن أن نكون بعيدين عن الشأن السوري وبالتالي هناك انخراط مصري واتصالات مصرية مستمرة مع الإدارة الانتقالية وأيضا مع كل المعارضة السياسية السورية التي ناضلت وناهضت النظام السابق منذ 2011.. لافتا إلى أن مصر تنخرط وتتفاعل مع جميع الأطراف سواء كان المجتمع المدني أو المعارضة السياسية أو السلطة الانتقالية.
وأكد الوزير أننا لا نملك التدخل في شأن الشعب السوري الذي له الحق في أن يقرر مستقبله وما يريده، ونحن فقط من واقع المسئولية والعروبة ومن واقع كون البلدين كانا "الجمهورية العربية المتحدة"، فنقدم النصح والرأي.. والرأي الذي نقوله والنصح الذي نقدمه من التجارب التي مرت بها المنطقة، والتجربة الوحيدة التي نجحت في عمليات التحول في المنطقة هي التجربة المصرية في عام 2013 بعد الثورة المجيدة في 30 يونيو، وأيضا التجربة التونسية.. وبالتالي التجارب التي تتلحف بالدين كلها فشلت ولم تنجح، ونحن نقدم النصح ونقول إن سوريا مثل لبنان دولة متنوعة طائفيا وإثنيا وعرقيا ودينيا، وبالتالي أي عملية انتقال حتى يكتب لها النجاح لابد أن تعكس هذا التنوع.
وفيما يخص تركيا.. قال وزير الخارجية إن تركيا دولة مهمة وصديقة، وتعلم تماما أولوياتنا وشواغلنا وخطوطنا الحمراء واللقاءات مستمرة.. مشيرا إلى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة الثمانية النامية بالقاهرة.. كاشفاً عن زيارات قريبة جداً على المستوى الوزاري.
وسلط الضوء على العلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين والتشاور السياسي والتنسيق، وهناك الوضع في ليبيا وغزة والقرن الإفريقي.
وأكد الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة، أن مصر تعتز بانتمائها الإفريقي وقدمت دعما كاملا لحركات التحرر الإفريقية ولدينا علاقات متميزة مع الأشقاء في إفريقيا.. ونتآلم لما يحدث في دول الجوار، ومصر الآن في لحظة فارقة فلدينا حدود ملتهبة.
وقال إن الصومال دولة عزيزة وعلاقتنا بها تمتد عبر التاريخ ونثق ثقة كاملة في القيادة السياسية ومؤسسات الدولة الثابتة، مشددا على أنه وبرغم التحديات فمصر هي الركيزة الأساسية للاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى أنه قد قام بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة بورسودان مرتين ولقاء رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان، مؤكدا على أن السودان دولة شقيقة وموقفنا واضح، فمصر تنحاز إلى جانب الدولة الوطنية السودانية وليس إلى أشخاص ونرفض التدخل الخارجي في كل الأزمات بالمنطقة، ونحن نعمل على 3 مسارات في السودان تشمل النفاذ الكامل للمساعدات، ونثمن في هذا الإطار دور المجلس السيادي السوداني بوجود مراكز إنسانية وفتح معابر لمسارات المساعدات.
وأضاف أن المسار الثاني يتعلق بوقف إطلاق النار، والثالث يتعلق بوجود عملية سياسية شاملة لا تقصي أحدا، مؤكدا على دعم مصر للسودان والدولة الوطنية ومؤسساتها.
وفيما يتعلق بالقرن الإفريقي، أكد الوزير عبدالعاطي أن مصر لا تتعدى ولا تتدخل في شئون أحد وأي تواجد مصري في الصومال هو بطلب من الصومال وموافقة مجلس السلم والأمن الإفريقي، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي أكد أننا لا نذهب للصومال للاحتكاك بأحد وإنما من أجل دعم الدولة الصومالية ومواجهة الإرهاب، ونحن لن نقبل بأي مساس بوحدة وسلامة الصومال.
ومن ناحية أخرى وفيما يخص المياه والأمن المائي، قال وزير الخارجية والهجرة، إن قضية المياه وجودية وشديدة الأهمية ولا تفريط فيها ونؤكد دائما على حق كل دول حوض النيل في التنمية وحق مصر والسودان في الحياة، ونحن ندعم الأشقاء في الحق في التنمية، لافتا إلى أن مصر أطلقت آليتين، الأولى لتنفيذ مشروعات تنموية، والآلية الثانية تتمثل في الوكالة المصرية لضمان الصادرات والاستثمار وهي مدعومة من وزارة المالية.
وحرص وزير الخارجية خلال الندوة على توجيه رسائل مفعومة بالأمل في المستقبل لشباب مصر الذين شاركوا بكثافة في الندوة، بضرورة التفاؤل والثقة بالله والنفس والنظر للمستقبل بعين كلها تفاؤل .. فهم من سيتسلمون الراية لذلك لابد من البعد عن أي طاقة سلبية، فمصر بلد عظيم، موضحا أن الرئيس السيسي يقول دائما إن مصر غنية بمواردها البشرية.
وأكد أن رأس مال الدولة هو الشباب .. وبالتالي عليهم تطوير الذات وصقل مهاراتهم وألا يتخلوا عن طموحهم وأحلامهم حتى تتحول هذه الأحلام إلى حقيقة تستفيد منها الدولة المصرية.
وأضاف أن معرض الكتاب وندواته الثقافية والفكرية كان دوما مصدر إلهام له شخصيا ولجيله ولأجيال أخرى، وظل المعرض رافدا مهما لإثراء عقول شباب مصر وفكرهم.
وردا على سؤال حول العقلية المطلوبة لمن يمثل مصر في الخارج.. قال وزير الخارجية إنه لا مجال للواسطة في امتحانات وزارة الخارجية، مناشدا الشباب بعدم الاستماع لأي شائعات تستهدف إحباطهم، مشيرا إلى أنه جاء شخصيا من أسرة بسيطة في صعيد مصر وصقل مهاراته وخاض اختبار وزارة الخارجية ونجح فيه وكان الأول على دفعته.
وأضاف أنه من المهم على المتقدمين للاختبارات أن يجمعوا في مهاراتهم بين المضمون وتعلم اللغات.
ومن ناحية أخرى وفيما يخص تمثيل المرأة في العمل الدبلوماسي.. قال إن الخارجية المصرية لديها واحدة من أعلى نسب تمثيل المرأة في العمل الدبلوماسي على مستوى العالم وتفوق في ذلك حتى بعض الدول الاسكندنافية.
وتطرق إلى الدور الاقتصادي الذي تلعبه وزارة الخارجية عبر دبلوماسييها وقطاعها الاقتصادي، مؤكدا أن مستقبل مصر في القارة الإفريقية ولدينا سمعة كبيرة للشركات في القارة، حيث تساهم بمشروعات ضخمة في العديد من دول القارة، منوها في ذلك بمشروعات شركة المقاولين العرب ومساهمة شركات مصرية في مشروعات تنموية ضخمة.
وفي ختام الندوة.. رحب الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بوزير الخارجية، مثمناً حرصه على المشاركة وعرض سياسة مصر الخارجية على رواد المعرض وما يكسبه ذلك من زخم لفعالياته.
وقال إن الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تعد فارقة خاصة وأنها شهدت تعاوناً كبيراً مع وزارة الخارجية في تنظيم عدد من الندوات في إطار المحور الثقافي لوزارة الخارجية خلال المعرض.
وشهدت الندوة حضور العديد من مساعدي وزير الخارجية والسفراء والدبلوماسيين المصريين والسفراء الأجانب المعتمدين بالقاهرة، ودبلوماسيين عرب وأفارقة إلى جانب حشد كبير من رواد المعرض بينهم عدد كبير من شباب مصر الذين حرصوا في نهاية الندوة على التقاط صور تذكارية مع وزير الخارجية، مؤكدين بوطنية وحماس إلتفافهم حول القيادة السياسية وخيارات سياسة مصر الخارجية في هذا المنعطف الخطير من تاريخ مصر والمنطقة والعالم.
ف س ع/س ا م
/أ ش أ/
وزير الخارجية: بدون حل القضية الفلسطينية لا سلام ولا استقرار في المنطقة
مصر/وزير الخارجية/معرض الكتاب/ندوة/سياسة
You have unlimited quota for this service