زكريا محى الدين .. الصندوق الأسود
في 15 مايو 2012 ،توفي أحد أبرز الضباط الأحرار ، ورجل المهام الصعبة ، زكريا محي الدين أول رئيس للمخابرات العامة. ولد محي الدين في 5 يوليو 1918 بكفر شكر في محافظة القليوبية ، وكان والده عبد المجيد محي الدين عمدة الكفر ،تلقّى تعليمه الأولي في كتاب بكفر شكر، ثم انتقل بعدها لمدرسة العباسية الابتدائية، ليكمل تعليمة الثانوي في مدرسة فؤاد الأول. التحق بالمدرسة الحربية في 6 أكتوبر عام 1936، ليتخرج برتبة ملازم ثاني في 6 فبراير 1938 ،تم تعيينه في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية ،ثم انتقل إلى منقباد عام1939 ، ليلتقي هناك بجمال عبد الناصر، ثم سافر إلى السودان عام 1940 . تخرج محيي الدين في كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين، فأبلى بلاءً حسناً في المجدل وعراق وسويدان والفالوجة ودير سنيد وبيت جبريل ، وتطوّع أثناء حرب فلسطين ومعه صلاح سالم بتنفيذ مهمة الإتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها. وحصل على وسام محمد علي الذهبي للبسالة والتميز في مهامه في فلسطين، عمل بعد عودته للقاهرة مدرسا في الكلية الحربية ومدرسا لمادة التكتيك في كلية أركان الحرب حتى قيام ثورة 23 يوليه عام 1952. انضم زكريا محيي الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام ثورة يوليو بحوالي ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر،و شارك في وضع خطة التحرك للقوات وكان المسئول على عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية ، أثناء تواجد الملك فاروق الأول بالإسكندرية. وبعد نجاح الثروة تولى عدة مناصب منها : منصب مدير المخابرات الحربية عامي1952 -1953 ، ثم عُيّن وزير داخلية عام 1953، إلى أن أُسند إليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 1955إنشاء المخابرات العامة المصرية ، ثم عُيّن وزير داخلية الوحدة مع سوريا 1958، وفي26 مارس 1960 تم تعيينه رئيس اللجنة العليا للسد العالي . وفي عام 1961عينه جمال عبد الناصر نائبًا لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيرًا للداخلية للمرة الثانية .وفي عام 1965 أصدر جمال عبد الناصر قراراً بتعينه رئيسًا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية. شهد زكريا محيي الدين، مؤتمر باندونج وجميع مؤتمرات القمة العربية والأفريقية ودول عدم الانحياز. ورأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في مؤتمر رؤساء الحكومات العربية في يناير ومايو 1965 ،وفي أبريل 1965 رأس وفد الجمهورية العربية المتحدة في الاحتفال بذكرى مرور عشر سنوات على المؤتمر الآسيوي ـ الأفريقي الأول. وفي 9 يونيو 1967 عقب هزيمة يونيو أسند الرئيس جمال عبد الناصر الحكم إليه عندما تنحى ، ولكن الشعب خرج في مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر في الحكم، و في 11 يونيو عاد جمال عبد الناصر رئيسًا. وفي عام 1968، استقال زكريا محيي الدين منهيًا عمله السياسي ، والتزم الصمت والكتمان فلم يكتب مذكراته ولم يجب على أي أسئلة تتعلق بعمله حتى للمقربين منه. عرف عن زكريا محي الدين لدى الرأي العام بالقبضة القوية والصارمة نظرًا للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديراً لجهاز المخابرات العامة، كما كان رئيساً لرابطة الصداقة المصرية-اليونانية .وحصل على 18 وساما وقلادة من دول العالم. الصور من مركز التوثيق الفوتوغرافي أ ش أ إعداد / شيماء حسين
- مصر/زكريا محي الدين/ذاكرة أ ش أ
Total Downloads (0)