جامعة الدول العربية وحلم الوحدة للعرب
في مثل هذا اليوم 22 مارس سنة 1945 تحل ذكرى تأسيس جامعة الدول العربية وهي منظمة إقليمية تضم دولًا عربية في آسيا وأفريقيا ، ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الإقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الإتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق السفر والعلاقات الإجتماعية والصحة، ويقع مقرها في القاهرة، وأمينها الحاليّ هو أحمد أبو الغيط. وعن فكرة تأسيسها ففي عام 1942 ألقى مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء المصري خطابًا في مجلس الشيوخ أعلن فيه سعى مصر إلى عقد مؤتمر للقادة العرب لبحث أمر الوحدة العربية وقد جاءت تصريحات الملك عبد الله الأول ملك الأردن متوافقة مع ما دعا إليه النحاس وجدير بالذكر أن وزير الخارجية البريطاني أنتوني إيدن كان قد أعلن فى بيان صدر عام 1941 عن تأييد حكومة بلاده لوجود وحدة عربية وإستعدادها لمعاونة العرب. وكان قد بدأ حراك حقيقي ، عندما دعت مصر في 5 سبتمبر 1942 كلا من السعودية ولبنان والعراق والأردن وسوريا واليمن لإيفاد مندوبين عنها لتبادل الرأي في موضوع الوحدة، وتشكلت من هؤلاء المندوبين، إضافةً إلى ممثل عن الفلسطينيين، لجنة تحضيرية عقدت إجتماعاتها على إمتداد أسبوعين في الإسكندرية، وبدأت مرحلة عرفت بإسم "مشاورات الوحدة العربية". بعد هذه التطورات، عاد وزير الخارجية البريطاني إيدن ليجدد بقوة ما سبق أن أكده في عام 1941 حيث أصدر بيانا ثانيًا في فبراير 1943 يؤكد فيه مساعدة بريطانيا لقيام الجامعة العربية. أعقب ذلك إجتماع مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء المصري مع كل من جميل مردم بك رئيس الوزراء السوري و بشارة الخوري رئيس الكتلة الوطنية في لبنان الذي أصبح رئيسًا للجمهورية اللبنانية فيما بعد. وهدف الإجتماع إلى إنشاء جامعة عربية تحتضن كافة الدول العربية وترعاهم، وقد بدأت تنتشر هذه الفكرة وتنمو، وبدأ العمل الجاد عليها مع تعدد الأفكار حول الصورة التي سوف يظهر بها هذا الكيان الوليد. في السابع من أكتوبر 1944 كانت الخطوة الكبيرة بالتوقيع على ما يعرف ببروتوكول الإسكندرية من قبل رؤساء حكومات مصر ولبنان وشرق الأردن وسوريا والعراق ونصت الوثيقة على عدد من المبادئ حول إنشاء وتسيير المنظمة التي ستجمع الدول العربية المستقلة، وهي المبادئ التي تضمنها ميثاق الجامعة فيما بعد. أقيمت مراسم التوقيع على البروتوكول بمقر إدارة جامعة فاروق الأول حينذاك " جامعة الإسكندرية حاليًا" ، وقد أرجأ وفدا السعودية واليمن التوقيع إلى ما بعد إطلاع حكومتيهما على نص البروتوكول، فوقعت السعودية على هذه الوثيقة في 3 يناير 1945 واليمن في 5 فبراير 1945. في 3 مارس 1945 إنتهت اللجنة السياسية الفرعية من أعمالها تلك اللجنة التي أوصى بروتوكول الإسكندرية بتشكيلها بعد أن عقدت 16 إجتماعًا بوزارة الخارجية المصرية بالإسكندرية . و في 22 مارس 1945 كان التوقيع على الصيغة النهائية لنص "ميثاق جامعة الدول العـربية" من قبل رؤساء حكومات خمس دول عربية هي مصرولبنان والعراق وشرق الأردن وسوريا، ثم وقعت السعودية فيما بعد على النسخة الأصلية. تألف الميثاق من 20 مادة حددت مقاصد الجامعة والمبادىء الأساسية لنظام عملها، وقد جرت مراسم التوقيع على هذه الوثيقة التاريخية في البهو الرئيسي لقصر الزعفران في القاهرة. وكان رأي اللجنة التحضيرية قد إنعقد على تسمية المنظمة الوليدة "جامعة الدول العربية"، بعد مناقشات مستفيضة لثلاث تسميات مقترحة، هم "التحالف العربي"، الإتحاد العربى ، الجامعة العربية وشهد يوم 22 مارس إختيار عبد الرحمن عزام أمينًا عامًا للجامعة ليكون أول أمين عام في تاريخ الجامعة العربية وتولى المنصب حتى عام 1952. الصورة من مركز التوثيق الفوتوغرافي أ. ش. أ إعداد / دنيــــا شرف
- مصر/جامعة الدول العربية/ذاكرة أ ش أ
Total Downloads (0)