ذكرى وفاة بديع خيري رائد الكتابة المسرحية

في مثل هذا اليوم 1 فبراير 1966 تحل ذكرة وفاة الفنان بديع خيري ، ولد بحي المغربلين في وسط القاهرة في 17 أغسطس من عام 1893 وبدأ حياته مع التعليم في "الكتاب"، حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، مما ساعد على صقل موهبته اللغوية. كان منذ صغره يرتاد المسارح بإستمرار ويقرأ كثيرًا، فأصبح فصيحًا في اللغة العربية، وكان شاعرًا عظيمًا فقد صنع ثورة في عالم الزجل حين أصبح يكتب في القصيدة الواحدة عدة بحور شعرية بدلًا من النظام التقليدي الذي كان سائدًا. بدأ خيري كتابة الزجل في مرحلة مبكرة من حياته، قبل أن ينهي دراسته، وعندما أنهى دراسته تم تعيينه مدرسًا، ولكن كانت له إنشغالات فنية أخرى، فبدأ في كتابة المونولوج، ثم أخذه عشق المسرح، فقرر في البدء بكتابة المسرحيات، وقدم أولى مسرحياته تحت عنوان "أما حتة ورطة". وكان فنانًا متعدد المواهب منذ نعومة أظافره، فهو الزجال والكاتب المسرحي المرموق، والممثل والملحن، وبكل هذه المواهب شكل بديع خيري مع نجيب الريحاني أعظم ثنائي مسرحي في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وكان خيري بكل تأكيد هو السبب الرئيسي لسطوع النجم نجيب الريحاني وذلك عندما التقى معه لأول مرة عام 1918، وقبل شهور من قيام ثورة 1919، هو العام الفارق في حياة بديع خيري، وربما في تاريخ المسرح المصري ككل، حيث كانت أول تجربة فنية جمعتهما في رواية "على كيفك". وعن أسباب تميز ونبوغ الفنان بديع خيري فإنها تعود لمرحلة التأسيس ، فقد إهتم بموهبته من البداية إلى جانب دراسته في إحدى المدارس الأميرية بحي المغربلين ، كما أنه اختار مجالًا للعمل ساعد على زيادة معارفه، فعندما تخرج عام 1905 في معهد المعلمين، وعين مدرسًا للجغرافيا واللغة الإنجليزية، وساعده عمله ومعرفته باللغة على تفتيح مداركه لعشق الشعر وكتابته، ولذلك ليس غريبًا أن أول قصيدة لخيري قام بكتابتها في عمر الثالثة عشرة، وكانت باللغة العامية، وكتبها تحت إسم مستعار إختاره لنفسه هو "ابن النيل"، وإستمر "خيري" في كتابة القصائد بعدها في صحف "الأفكار" و"المؤيد" و"الوطن" و"مصر". لم يكن " بديع خيري " يتوقف عن التعلم ومحاولة تطوير نفسه، فقد انضم إلى جمعية التمثيل العصري، التي كانت تقام فيها الندوات والحلقات الدراسية حول المسرح الفرنسي، وفى عام 1912 تعرف بديع خيري على فنان الشعب سيد درويش، ثم بدأ في تأسيس فن الأوبريت الراقص في مصر، وكان أول عمل من هذا النوع الفني الجديد يحمل إسم "الجنيه المصري"، وفي عام 1917 قبل انشغاله بتجربته مع الريحاني، قام بتأسيس المسرح الأدبي، بالإضافة لتأليف بعض المسرحيات لفرقة عكاشة، ثم بدأ في الكتابة للسينما المصرية، فكان "بديع خيري" أول من كتب لها، سواء في عهد السينما الصامتة أو الناطقة، من خلال تأليفه للحوار والقصة والأغاني، وكان أول أفلامه الصامتة "المندوبان"، بينما كانت أبرز بداياته في السينما الناطقة في أفلام "العزيمة" و"إنتصار الشباب". كون بديع خيري فرقة مسرحية مع الفنان "سيد درويش في عام 1922، وخرجت للنور بمسرحية تحت عنوان "الطاحونة الحمراء" من تأليفه ، لكنه إضطر إلى العودة لمواصلة تجربته مع رفيقه الريحاني، بعد عودته من رحلة غير موفقة إلى الشام، حيث قدما معًا أوبريت "الليالي الملاح" في مارس عام 1923، وأوبريت "الشاطر حسن"، وبعد عودة الزعيم سعد زغلول وإفراج السلطات البريطانية عنه، قدم بديع خيري أوبريت "البرنسيس". في عام 1924 عرضت فرقة الريحاني من تأليف بديع خيري أوبريت "أيام العز" و"الفلوس" و"مجلس الأنس" و"لو كنت ملك"، وفي أواخر العام نفسه كتب خيري مسرحيته التاريخية "محمد علي وفتح السودان"، وحصل بها على الجائزة الثانية من وزارة الأشغال. بعد سفر رفيق عمره نجيب الريحاني وفرقته في جولة فنية إلى البرازيل عام 1924م، قرر خيري التوجه إلى كتابة المسرحيات للفنان علي الكسار، حيث كتب له مسرحية "الغول"، وفي أواخر نفس العام، أعادت منيرة المهدية تكوين فرقتها من جديد، فكتب لها خيري أوبريت "الغندورة" الذي عرض في بدايات عام 1925، نجح الأوبريت نجاحًا كبيرًا ولاقى استحسانًا من النقاد، فكتب لها خيري أوبريت "قمر الزمان"، ثم أوبريتات "حورية هانم" و"الحيلة". في عام 1926، واصل علي الكسار الإستفادة من إبداعات "خيري" فقدم من تأليفه مسرحية "الوارث"، وفي تلك المرحلة كان بديع خيري يستعين في كتابة المسرحيات بتقنية خيال الظل، في صنع الحبكة الدرامية لمسرحياته، ورسم بعض مشاهدها، وظهر ذلك في مسرحيات "ليلة جنان" و"علشان بوسة"، كما وظف فن الأراجوز أيضًا في مسرحياته، والتي كتبها للسخرية من الشخصيات الأجنبية المحتلة داخل المجتمع المصري. رحل الفنان بديع خيري بعد أن ترك الكثير من الإبداعات الفنية مع الرواد "الريحاني" و"علي الكسار"، ساهمت في إعلاء اسم مصر في الساحة الثقافية والفنية العربية، على مدار عقود طويلة. أنجب الفنان "بديع خيرى"، الممثل عادل خيري، (بطل المسرحية الشهيرة إلا خمسة)، كما أنه جد للفنانة عطية عادل خيري، مخرجة الرسوم المتحركة. الصورة من مركز التوثيق الفوتوغرافي أ. ش. أ إعداد / دنيــــا شرف
  • ذكرى وفاة بديع خيري رائد الكتابة المسرحية
    بديع خيري - كاتب وشاعر مصري
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD