توفيق الحكيم " رائد المسرح الذهني "

في يوم 9أكتوبر1898 ولد رائد الرواية وفن الكتابة المسرحية العربية ،الأديب توفيق الحكيم الذي يعتبر من أهم الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، ووصفه النقاد بأنه "رائد المسرح الذهني"، ألف أكثر من 100 مسرحية و62 كتابًا. وهو أول مؤلف إبداعي استلهم موضوعاته من التراث المصري عبر عصوره المختلفة، ، كما أنه استمد قضاياه المسرحية والروائية من الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي المعاصر له. اتسم أسلوب الحكيم بقدر كبير من العمق والوعي دون تعقيد أو غموض والمزج بين الرمزية والواقعية بشكل فريد يتميز بالخيال ،كذلك تميز أسلوبه بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات والقدرة الفائقة علي التصوير. وأشار النقاد إلى أن كتابات توفيق مرت بثلاث مراحل، اتسمت الأولى بشيء من الاضطراب، وفيها كتب قصة "عصفور من الشرق"، و"عودة الروح". أما الثانية فقد تمكن فيها من الأداة اللغوية، وفيها كتب "شهرزاد"، و"الخروج من الجنة وفي المرحلة الثالثة اتسم بتطور الكتابة الفنية، التي عكست قدرته علي صياغة الأفكار والمعاني بصورة جيدة، وكتب فيها مسرحيات "سر المنتحرة"، "نهر الجنون". تبنى الحكيم عددًا من القضايا القومية والاجتماعية وحرص على تأكيدها في كتاباته، فقد عنى ببناء الشخصية القومية، واهتم بتنمية الشعور الوطني ونشر العدل الاجتماعي وترسيخ الديمقراطية وتأكيد مبدأ الحرية والمساواة. وهوالذى أنشأ المسرح الذهني وكانت مسرحية أهل الكهف عام 1933هى بذرة ذلك التيار واعتبرت حدثًا هامًا في الدراما العربية . "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غيرالمطبعة " تلك كلمات رائد الكتابة المسرحية العربية توفيق الحكيم ولد توفيق إسماعيل الحكيم بالإسكندرية ،لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء ، ولأم تركية أرستقراطية ،إلتحق بمدرسة بدمنهور ثم إنتقل إلى البحيرة ثم إلى القاهرة فى المرحلة الثانوية وكان في تلك الفترة يتردد على مسرح جورج أبيض، وشعر بانجذاب إلى الفن المسرحي . وشارك مع أعمامه فى ثورة 1919 وقبض عليه واعتقل بسجن القلعة واستطاع والده نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه ،واستكمل دراسته عام 1920 وحصل على شهادة البكالوريا عام 1921، ثم إلتحق بـ كلية الحقوق بناء على رغبة والده ليتخرج منها عام 1925،ثم عمل محاميا متدربا بمكتب أحد المحامين المشهورين، ، ثم تمكن والده من إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس للحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق للتدريس في إحدى الجامعات المصرية الناشئة ولكنه إنصرف عن دراسة القانون، واهتم بـ الأدب المسرحي والقصص،و اطلع على الأدب العالمي وبخاصة اليوناني والفرنسي، ، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة ، فاتجه إلى الأدب المسرحي والروائي ،وانصرف عن دراسة القانون، فاستدعاه والده إلى مصرعام 1927 ليعمل وكيلا للنائب العام عام1930في المحاكم المختلطة بالإسكندرية . وفي عام1934 عمل مفتشاً للتحقيقات فى وزارة المعارف ، ثم مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم نقل إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي واستقال عام1944، وعاد إلى الوظيفة الحكومية مرة أخرى فى عام 1954كمدير لدار الكتب المصرية وفي نفس العام انتخب عضوًا عاملاً بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوًا متفرغًا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة وفي عام 1959عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس. ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب ،ثم مستشارًا بجريدة الأهرام ثم عضوًا بمجلس إدارتها في عام 1971. ونال العديد من الجوائز منها : قلادة الجمهورية عام1957 وجائزة الدولة في الآداب عام 1960 و قلادة النيل عام 1975 والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام1975 . توفي يوم 26يوليو 1987. الصور من مركز التوثيق الفوتوغرافى أ ش أ إعداد / شيماء حسين
  • توفيق الحكيم " رائد المسرح الذهني "
    الأديب الكبير ..توفيق الحكيم
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD