عروسة المولد

منذ أكثر من ألف عامٍ، وما أن يبدأ شهر ربيع الأول معلناً إقتراب المولد النبوي الشريف تتزين شوارع مصر إحتفالاً بقدومه، وتنتشر الساحات والسرادقات التي تبيع الحلوى وعرائس المولد الشهيرة. وتعدُّ حلوى المولد السّمة العامة للمولد النبوي في مصر، إذ تتفنن متاجر الحلوى في عرض أشكال وأنواع من حلوى المولد الشهيرة. تطوّرت صناعة حلوى المولد بمرور الزمن، إذ بدأت بشكل يدوي بسيط حتى وصلت إلى المصانع الكبرى، ورغم ذلك ظلّت بعض الورش باقية، وتعمل بشكل يدوي وبصورة موسمية في فترة ما قبل المولد النبوي الشريف لعرضها في السرادقات والمحال البسيطة. ويعدُّ شارع باب البحر الكائن بمنطقة وسط القاهرة هو معقل صناعة حلوى المولد في العاصمة، حيث يضم كثيراً من المصانع المهتمة بصناعة تلك الحلوى، إضافة إلى ورش متخصصة في صناعة العروسة الحلاوة التقليدية و كانت تُصنع العرائس بشكل يدوي تماماً، وكانت تحتاج إلى وقت ومجهود كبيرين جداً". لكن الأن تطورت صناعة حلوى المولد كثيراً عن السابق،حيث تُصنع حالياً بشكل مميكن، وبإشتراطات صحية وتغليف معين، ويدوّن عليها تاريخ الإنتاج. وتعد عروسة المولد أو العروسة الحلاوة إحدى مفردات التراث الشعبي المصري، وتعاقبت عليها الأجيال وبإختلاف طبيعة العصر طور المصريون فيها، وعن مراحل صناعتها والإختلاف الذي طرأ عليها ومنافسة نظيرتها البلاستيك. أما عن مراحل صناعة العروسة يُسخّن السكر ليصل إلى مرحلة الغليان حتى يمكن تشكيله، فالسكر بالأساس مادة صلبة، ويتحوّل إلى سائل بالغليان، ثم يصب في القوالب الخشبية المخصصة لذلك، التي تأخذ شكل العروسة والحصان". "ثم تترك مدة بسيطة حتى تجفّ، ويفك القالب لتخرج العروسة أو الحصان في الشكل النهائي وتدخل المرحلة الأخيرة، وهي التزيين بالأوراق الملونة، لتكون العروسة جاهزة للبيع. انتشرت العروسة البلاستيك في السنوات الأخيرة ونافست لفترة، لكن العروسة الحلاوة تحمل روح المولد، وهي مستمرة لما يقرب من الألف عام. تعددت الروايات عن أصل عروسة المولد وبداية ظهورها، ولا توجد رواية قاطعة تجزم بالأمر، إلا أن المتفق عليه هو أنها تعود إلى العصر الفاطمي، فقيل إن الخليفة الفاطمي كان يخرج في موكب يوم المولد النبوي الشريف، وكان ديوان الحلوى التابع للخليفة يصنع كميات كبيرة من الحلوى، وتوزّع على الناس والجنود، وابتدعوا وقتها صناعة قوالب من الحلوى على شكل العروسة والحصان لتوزيعها على الأطفال، إضافة إلى إقامة الولائم في يوم المولد النبوي والأيام التي تسبقه. وترتبط عادة حلوى المولد بفلسفة حب العطاء عند المصريين، خاصة فى المناسبات الدينية، فكانوا يتصدقون بإعطاء الحلوى للمساكين فى ذكرى المولد النبوى، ومازال التقليد موجودا لدى عدد كبير من العائلات المصرية ومع إختلاف الروايات تظل حقيقة واضحة وأكيدة، أن عروسة المولد ليست لعبة للأطفال، وهدية العريس لعروسه، لكنها شاهد تاريخى على تغير الحقب والثقافة الشعبية عبر العصور، فنجد صناعتها بدأت بالسكر والماء والنشاء، وبيعها لتؤكل، وأصبحت الآن للزينة فقط، وتٌصنع من البلاستيك كما يدل إختلاف مظهرها وملابسها على إختلاف الزمن والثقافات أما الحصان الحلاوه فقد إعتبره المصريون رمز الفروسية، والرجولة، وروح القتال وكان يُصنع على شكل حصان يمتطيه فارس شاهرا سيفه، وهو شكل يثير روح الفروسية والبطولة لدى الأطفال والكبار. بالرغم من كل سبل التطور ستظل لعروسة المولد فرحتها عند الأطفال . الصورة من مركز التوثيق الفوتوغرافي أ. ش. أ إعداد / ريم زايد
  • عروسة المولد
    عروسة المولد
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD