القاهرة في 28 يناير /أ ش أ/ أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الدبلوماسي هو خط الدفاع الأول لبلاده خارجيا، كما يعد عاملا أساسيا لدرء المخاطر عنها، ووسيلة لنقل تجربته العملية لغيره من الأجيال الجديدة من الدبلوماسيين.
جاء ذلك في ندوة بعنوان "كتابات دبلوماسية" ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الـ 54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي تتواصل فعالياته حتى 6 فبراير المقبل.
وقال أبو الغيط إن كتاباته كانت محاولة للتأريخ، فضلا عن رؤية شخصية للأوضاع والملاحظات الذي عاصرها خلال 46 سنة من خدمة الدولة المصرية، حيث عاصر خلالها جولات كبيرة من العمل ولاحظ غياب المعلومة عن الناس فضلا عن التغييب والتجهيل إلى جانب أن الإعلام أحيانا لا يعكس الواقع بأي حال من الأحوال، لذلك جاءت خطوته لوضع النقط فوق الحروف من خلال تسجيل شهادته وملاحظاته وخبراته في كتابين.
ولفت إلى أن أحد أهداف الكتابة ليس فقط التصحيح، لكنها تجارب تعبر عن المسؤولية تجاه الدبلوماسيين الجدد، لاسيما مع طبيعة العمل التي باتت تتجاوز 15 ساعة يوميا أحيانا، بهدف خدمة دولته، بالشكل المطلوب منه.
وأوضح أن الدبلوماسي يعمل في مواقع حساسة جدا، لكن بصفة عامة فإن فكرة كتابة الدبلوماسي لتجربته لما هو قادم بعده هو أمر مهم لكي تدرك الأجيال الجديدة من الدبلوماسيين معنى خدمة البلد ومعنى الإخلاص لها.
من جهته قال وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي إن الريادة المصرية في المقام الأول هي فكرية وحضارية، ومن الطبيعي أن يكون العمل الفكري جزءا ثريا في الحضارة
وتابع إنه كانت مترددا قبل اتخاذه قرار الكتابة، لكن ما دفعه هو الظرف السياسي وقتما كان وزيرا للخارجية في 2013، والأحداث التي شهدتها مصر في تلك الحقبة.
وأكد أنه سعى للتركيز على الأحداث أيام فترة توليه وزارة الخارجية، لافتا إلى أن الدافع الرئيسي لقراره الثاني - وهو الكتابة بالإنجليزية - كان وضع الرؤية المصرية تجاة مختلف القضايا والمواقف امام القارى الأجنبي.
وقال فهمي إن "أقل ما يمكن أن نقدمه للدبلوماسيين الجدد، وحتى المواطنين، هو وضع تجاربنا أمامه وتعويض العجز عن الثقافة المصرية لدى الأجانب أيضا".
وذكر أن الدبلوماسية جزء من العمل العام فهي أمانة ومسؤولية؛ فالدبلوماسي قراره يؤثر على مستقبل الغير ويجب عليه تحمل عمل الخارج وضغوطه لنجاح مهمته.
وشدد على أن الدبلوماسي يكون شعاره الأساسي خلال فترة عمله هو مصلحة مصر في الخارج.. موضحا إن المعلومة التي يحصل عليها الدبلوماسي يكون لها وزن وثقل في اتخاذ القرار السياسي.
وفي السياق، أكد الدكتور مصطفى الفقي الدبلوماسي الأسبق ومدير مكتبة الاسكندرية السابق أنه كتب أكثر من 40 كتابا ما بين العمل السياسي والإعلامي والبرلماني والأكاديمي، معربا عن اعتزازه لوضع تجربته أمام الشباب سواء كانوا دبلوماسيين أو غيرهم.
وقال الفقي إن التاريخ عندما يمتزج بالثقافة يفتح أمام المؤلف آفاقا غير محدودة للإبداع، مضيفا أن الدبلوماسي المثقف أفضل من الدبلوماسي العادي.
وأوضح أن إدارته لمكتبة الإسكندرية كانت تجربة ثقافية وعلمية ضخمة فهي منظمة عالمية على أرض مصرية.
بدوره أعرب السفير محمد توفيق سفير مصر الأسبق في واشنطن عن شكره لهيئة الكتاب والمعرض على تنظيم هذه الندوة المهمة.. وقال إن قوة مصر هي قوة فكرية وذهنية، وتأثير الدولة نابع في الأساس من قوتها الثقافية.
وأضاف توفيق أن التاريخ هو جزء أساسي من اهتمامي ولكن ليس التاريخ الرسمي بل الشعبي المتمثل في فن الرواية، وأكد أن الدبلوماسي هو صوت مصر في الخارج وممثل الدولة أمام جهات الخارجية.
وتابع إن الدبلوماسي عندما يخاطب مجتمعا مختلفا عليه أن يستوعب سردية المجتمع الذي يعمل فيه حتى يكون قادرا على إيصال رسالته الصحيحة عن المجتمع الذي يعمل فيه.
ولفت إلى أن هناك مشكلة حقيقية في العالم العربي ومصر تتمثل في مخاطبة الخارج، خاصة الغرب، كما أن هناك مشكلة في التفرقة بين الخطاب الموجه للدخل والموجه للخارج، منبها إلى ضرورة عدم الخلط بين الخطابين لأن الخلط بينهما يعني فقدان القدرة في مخاطبة العالم .
أ ع د - ك ف
/أ ش أ/
أبو الغيط: الدبلوماسي خط الدفاع الأول لبلاده خارجيا وعامل أساسي لدرء المخاطر عنها
مصر/الدبلوماسية/معر ض الكتاب/سياسة
You have unlimited quota for this service