• الرئيس عبد الفتاح السيسي
    الرئيس عبد الفتاح السيسي

(إعادة مطلوبة)

السيسي خلال جلسة "تعزيز الأمن الغذائي وتعزيز النظم الغذائية" بالقمة الأمريكية الإفريقية:

- ضرورة توافر إرادة سياسية لصياغة أطر قانونية لضبط مسار التعاون بين الدول التي تتشارك الموارد المائية
- مراعاة تأثير الأزمات الدولية على اقتصاد إفريقيا لاسيما الدين الخارجي
- ضرورة وضع آليات لتخفيف عبء الديون عبر الإعفاء أو المُبادلة أو السداد المُيسر
- مصر مستعدة لمشاركة تجربتها التنموية مع أشقائها الأفارقة، لاسيما إجراءات تعزيز الأمن الغذائي
- أدعو الولايات المتحدة إلى استثمار ثقلها الاقتصادي لتعزيز آليات الاستجابة لأزمة الغذاء
- على المؤسسات التمويلية الدولية مسئولية تجاه تيسير حصول الدول النامية على تمويل مستدام
- أدعو المؤسسات التمويلية الدولية لتيسير شروط الإقراض لتتلائم مع طبيعة اقتصاداتنا
- آمل تبني اجتماع القمة الأمريكية الإفريقية رؤية مصر لتعزيز الأمن الغذائي


واشنطن في 15 ديسمبر /أ ش أ/ أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم /الخميس/ أن هناك ارتباطا وثيقا بين الأمنين الغذائي والمائي، وأن مصر تنظر لهذا الرابط باعتباره أمناً قومياً؛ بما يحتم توافر الإرادة السياسية لصياغة أطر قانونية لضبط مسار التعاون بين الدول التي تتشارك الموارد المائية؛ وبما يسهم في تحقيق التنمية دون إلحاق ضرر ذي شأن.
كما أكد الرئيس السيسي - خلال كلمة بجلسة (تعزيز الأمن الغذائي وتعزيز النظم الغذائية) ضمن أعمال قمة القادة بين الولايات المتحدة وإفريقيا المنعقدة لليوم الثالث والأخيرة في العاصمة الأمريكية واشنطن - ضرورة مراعاة تأثير الأزمات الدولية على اقتصاديات دولنا، لاسيما الدين الخارجي؛ وهو ما يفرض وضع آليات لتخفيف عبء الديون عبر الإعفاء أو المُبادلة أو السداد المُيسر.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي "كُنا قبل أيام قليلة نتناقش في قمة المناخ بشرم الشيخ، أحد أخطر التحديات التي تواجهنا، ونجتمع اليوم لنتناول قضية أخرى لا تقل خطورة ألا وهي قضية الغذاء".
وأضاف الرئيس السيسي - في كلمته خلال جلسة تعزيز الأمن الغذائي وتعزيز النظم الغذائية، ضمن أعمال اليوم الثالث والأخيرة لقمة القادة بين الولايات المتحدة وإفريقيا المنعقدة في العاصمة الأمريكية واشنطن - "إذا كان الجهد الذي بذلناه قد كُلل في شرم الشيخ بالتوصل لنتائج مُقدرة لصالح مساعينا لمواجهة تغير المناخ؛ فإنه يؤسفني القول بأننا لم نكن على ذات القدر من التوفيق في القضاء على الجوع حول العالم؛ إذ تشير التقارير الدولية إلى أن معدلات الجوع بدأت في التزايد خلال السنوات الثلاث الماضية بعد ثباتها منذ عام 2015".
ولفت الرئيس إلى الإحصاءات الدولية التي تضع العالم أمام مسئولياته، إذ تُشير إلى زيادة عدد من يعانون من ضعف الأمن الغذائي حول العالم إلى 800 مليون شخص عام 2022 بزيادة 150 مليونا عن عام 2019، نبه إلى أن إفريقيا تُعد مصدراً لما يزيد عن ثلث هذا الرقم.
وتساءل الرئيس "كيف لقارة كإفريقيا ألا تنتج غذائها؟ وكيف لأمة لا تنتج غذائها أن تجني ثماراً للتنمية الاقتصادية، أو تؤمن استقراراً لبناء المستقبل؟".
واستعرض الرئيس السيسي، رؤية مصر لتعزيز الأمن الغذائي في قارة إفريقيا، مؤكدا أهمية تكثيف الاستثمارات الزراعية الموجّهة إلى إفريقيا لتطوير القدرات الإنتاجية والتخزينية لدولها عبر توطين التكنولوجيا الحديثة بشروط مُيسرة.
وشدد على ضرورة الحفاظ على انفتاح حركة التجارة العالمية، وتوفر اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية إطاراً؛ لتعزيز التكامل بين دول القارة، معربا عن أمله في دعم الدول الكبرى لدول القارة لتعظيم الاستفادة منها بالاستثمار في البنية التحتية والمشروعات الزراعية.
وأكد وجود ارتباط وثيق بين الأمنين الغذائي والمائي، وأن مصر تنظر لهذا الرابط باعتباره أمناً قومياً؛ بما يحتم توافر الإرادة السياسية لصياغة أطر قانونية لضبط مسار التعاون بين الدول التي تتشارك الموارد المائية وبما يسهم في تحقيق التنمية دون إلحاق ضرر ذي شأن، منبها الرئيس السيسي إلى أن تحقيق الأمن الغذائي يرتبط بجهود التكيّف المناخي.
وأشار إلى مخرجات قمة المناخ التي استضافتها شرم الشيخ؛ حيث أطلقت مصر عدداً من المبادرات في مجال تمويل التكيف، منها إنشاء مركز القاهرة للتعلم والتميز حول التكيف والصمود بالتعاون مع الجانب الأمريكي، بالإضافة لمبادرة "الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام" (فاست) مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو).
ولفت إلى أنه جرى - خلال قمة المناخ بشرم الشيخ - إيلاء أهمية خاصة لمحور الوفاء بالالتزامات بالتأكيد على التزام الدول المتقدمة بتوفير تمويل 100 مليار دولار سنوياً لمواجهة تغير المناخ، كما نجح المؤتمر في إنشاء - ولأول مرة - صندوق لتمويل الدول النامية لتجاوز خسائر وأضرار تغير المناخ، معربا عن تطلعه إلى بدء مسار تفعيل الصندوق بما في ذلك هيكله التمويلي.
وأكد الرئيس السيسي أن الدول الإفريقية أعدت مبادرات طموحة؛ إسهاماً في الجهود الدولية للتعامل مع الأزمة، منها تخصيص بنك التنمية الأفريقي 1,5 مليار دولار لدعم شراء السلع الاستراتيجية، وإطلاق الاتحاد الإفريقي لمبادرة "فارم" مع فرنسا، وللمنصة الالكترونية "أتيكس" مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا لشراء المنتجات الاستراتيجية بأسعار مخفضة.
وأبدى الرئيس استعداد مصر لمشاركة تجربتها مع أشقائها الأفارقة، بما في ذلك الإجراءات التي تم اتخاذها لتعزيز أمن مصر الغذائي، منها إطلاق مبادرة المليون ونصف مليون فدان لزيادة الرقعة الزراعية، والمشروع القومي للصوامع؛ والذي أدى لزيادة القدرة التخزينية للحبوب بأكثر من الضعف.
وقال إن مصر لم تغفل عن أن يتم تنفيذ ذلك بالسبل الأكثر كفاءة في استخدام المياه، عبر صياغة خطة 2050 لتطوير قدرات تحلية مياه، بجانب كون مصر من أكبر الدول التي تقوم بعمليات المعالجة للمياه.
وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره للرئيس الأمريكي جو بايدن، على حُسن الاستضافة، وعلى تنظيم هذا المحفل الهام (القمة الأمريكية الإفريقية)؛ والذي يأتي في وقت يمر به العالم بلحظة استثنائية تشهد ظروفاً غاية في الدقة، وبعد مرور ثمانية أعوام على انعقاد النسخة الأولى لهذا المُلتقي، وهي الفترة التي شهدت تغيرات كبرى وتحديات عديدة، وبما يحمل دلالة واضحة على تجديد العزم على تطوير الشراكة بين إفريقيا والولايات المُتحدة الأمريكية، "بما يساعدنا على إيجاد حلول ترفع عن شعوبنا عبء الأزمات المُتتالية، وتُسهم في تأمين مستقبل أفضل لهم".
كما أثنى الرئيس السيسي - خلال جلسة تعزيز الأمن الغذائي وتعزيز النظم الغذائية المنعقدة ضمن أعمال اليوم الثالث والأخير لقمة القادة بين الولايات المتحدة وإفريقيا بالعاصمة الأمريكية واشنطن - على دعوة الرئيس بايدن لهذه القمة، والتي تعبر عن الاهتمام بالإنصات لصوت إفريقيا.
ودعا الرئيس السيسي، الولايات المتحدة إلى استثمار ثقلها الاقتصادي لتعزيز آليات الاستجابة لأزمة الغذاء، لاسيما التحالف العالمي للأمن الغذائي التابع لمجموعة السبع، ومجموعة الاستجابة للأزمات العالمية حول الغذاء والطاقة والتمويل التابعة للأمم المُتحدة.
كما طالب، الولايات المتحدة إلى استثمار ثقلها الاقتصادي، لتخفيف أعباء الديون عن الدول الأكثر تضرراً، إذ وصلت معدلات ديون الدول النامية لمستويات خطيرة جاوزت 250 % من إيراداتها، ويتطلب الأمر إجراءات عاجلة ومنها إعفاء الدول النامية من نسب مُقدرة من ديونها، واستمرار تفعيل مبادرة مجموعة العشرين لتعليق الديون، بجانب صياغة آليات لتحويل الديون إلى استثمارات.
وأكد على مسئولية المؤسسات التمويلية الدولية، تجاه تيسير حصول الدول النامية على تمويل مستدام، وتيسير شروط الإقراض لتتلائم مع طبيعة اقتصاداتنا، وصياغة برامج طارئة لتحفيز النمو وخلق شبكة ضمان اجتماعي للحفاظ على التماسك المجتمعي لدولنا. وشدد على ضرورة وضع آليات لتيسير حركة لزيادة المعروض وخفض الأسعار.
واختتم الرئيس كلمته أمام قادة الولايات المتحدة وإفريقيا، بالإعراب عن أمله أن يتبني اجتماع القمة الأمريكية الإفريقية بواشنطن، هذه الرؤية وتتم ترجمتها إلى مبادرات قابلة للتنفيذ؛ استجابة لطموحات شعوب إفريقيا؛ وتعزيزاً للعلاقات بين القارة الإفريقية والولايات المتحدة.
ك ف
/أ ش أ/