• الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومدير معهد البحوث والدراسات العربية
    الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومدير معهد البحوث والدراسات العربية

القاهرة في 9 ديسمبر /أ ش أ/ أكد الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومدير معهد البحوث والدراسات العربية أن عقد القمة العربية الصينية "تأتي في ظل رغبة الدول العربية في التعاون مع كافة القوي الكبرى الفاعلة في النظام الدولي.
وقال كمال- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الجمعة/، عقب اختتام القمة العربية الصينية، في الرياض بالمملكة العربية السعودية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي- إن الدول العربية ترغب في الاحتفاظ بحرية الاختيار فى التعاون مع القوى الكبرى المختلفة، استنادا للمصالح الوطنية لكل دولة.
وأضاف أن الدول العربية لديها الحرص على التعاون مع الجميع والاستفادة من كل القوى، حيث عقدت قمة عربية أمريكية منذ شهور قليلة، بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعقدت قمة عربية صينية، اليوم، بحضور الرئيس الصيني شي جين بينح.
وأشار إلى أن البيان الختامي للقمة جاء متوازنا، وأكد على أهمية الشراكة العربية الصينية، مضيفا أن الحكمة تقتضي من الدول العربية، وهي تقيم الشراكة مع الصين، أن لا تقوض علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي تظل شريكا استراتيجيا وأمنيا للعديد من الدول العربية.
وأكد أن الدول العربية ترى أن معركة التنافس الأمريكي الصيني ليست معركتها، وأن تصعيد هذا التنافس يضر بالجميع، ويجب أن تستفيد الدول العربية من التنافس الأمريكي الصيني على المصالح في المنطقة، وأن تطوع هذا التنافس في صالحها وليس العكس.
وقال إن العلاقات العربية الصينية تنطلق من عدد من المصالح المادية الواضحة، فبعد أن انخفضت أهمية وحجم الصادرات النفطية العربية للأسواق الأمريكية، أصبحت الصين هي المستورد الأول للنفط العربي، كما أصبحت شريكا تجاريا رئيسيا للعديد من الدول العربية، ومستثمرا كبيرا فيها، والكثير من الدول العربية أصبحت جزءا من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
وأضاف أن القمة العربية الصينية عقدت في ظل عدد من التحديات التي تواجهها الصين، ومنها تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي، وتفاقم تداعيات جائحة كورونا في ظل استمرار تطبيق سياسة عدم السماح بحالة واحدة من العدوى، وما تفرضه من قيود على النشاط الاقتصادي، وما ينتج عنه من عدد من الاضطرابات الداخلية، وهذا ما يشير إلى رغبة صينية لتقوية الشراكة مع الدول العربية لمواجهة هذه التحديات.
وأشار إلى أن وزارة الخارجية الصينية أصدرت بمناسبة القمة وثيقة بعنوان "التعاون الصيني العربي في العصر الجديد"، أكدت فيها احترام الصين والدول العربية لمبادئ السيادة والاستقلال وسلامة الأراضي وعدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وقال إن القمة العربية الصينية لا تستند فقط إلى المبادئ المشتركة بين الجانبين العربي والصيني وتنوع مجالات التعاون بينهما، ولكن لها دلالة رمزية وقيمية، وفي نفس الوقت تعكس المصالح المادية المتنامية بين الطرفين.

أ د ه/ع م ق
/أ ش أ/