• إبتكارات الشباب ..أفكار خارج الصندوق للتصدى للتغيرات المناخية
    إبتكارات الشباب ..أفكار خارج الصندوق للتصدى للتغيرات المناخية

القاهرة في 29 أكتوبر /أ ش أ/ تقرير: هند سعيد
الشباب هم صمام الآمان وقوة الأوطان ولكن التغيرات المناخية التى يشهدها العالم أجمع لا تفرق بين أحد فقد أدى تغير المناخ إلى زيادة مستويات عدم اليقين بشأن مستقبلنا ومع ازدياد حدة آثاره بمرور الوقت، أصبح هناك شيء واحد مؤكد: سنترك الأرض لأطفال وشباب اليوم والأجيال القادمة.
يضم العالم 8ر1 مليار شاب تتراوح أعمارهم ما بين 10 و24 عاماً - أكبر جيل من الشباب عبر التاريخ، وكلما تزايد وعي الشباب بالتحديات والمخاطر التي تطرحها أزمة المناخ، كلما تزايد وعيهم بفرصة تحقيق التنمية المستدامة عبر حلول لتغير المناخ ، وليس الشباب مجرد ضحايا لتغير المناخ، فهُم أيضاً مساهمون مهمون في العمل المناخي إنهم وكلاء للتغيير ورواد أعمال ومبدعون، وهم يكثفون جهودهم ويستخدمون مهاراتهم لتسريع العمل المناخي، سواءً من خلال التعليم أو العلم أو التكنولوجيا.
وفي تقرير لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم سنرصد خلاله أهم الابتكارات التى يقدمها الشباب، يتحدون بها أثار التغيرات المناخية في محاولات لانقاذ مستقبلهم من ظلمات التغيرات المناخية .
يعتبر الشباب من أكثر الفئات تعرضاً للآثار البيئية وتغير المناخ ووسط هذه التحديات، يتولى العديد من الشباب عباءة القيادة المناخية بدافع من الرغبة في المشاركة بشكل هادف في العمل المناخي ، يتبنون مجموعة متنوعة من الأدوار في الحكومة والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والقطاع الخاص ويعملون على الاستجابة لأكبر تهديد للإنسانية.

إزرع طاقتك

تخيل توليد طاقة كهربائية متجددة من النباتات الحية لتنير حولك وتستخدم لتشغيل إنترنت الأشياء فتصبح العملية الزراعية كلها يمكن التحكم بها عن طريق تطبيق هاتف خلوى وبذلك يتم تمكين المرأة ومنع عمالة الاطفال دون السن القانوني في الزراعة.
هكذا تحدثت فاطمة أيمن السيد من محافظة بني سويف عن فكرة مشروعها "إزرع طاقتك"، مشيرة الى أن فكرة المشروع هى توليد الطاقة من النباتات عن طريق استخدام جهاز استشعار ذكي لرطوبة التربة وتم إدخال الفكرة ضمن نظام ذكي متكامل متعدد المهام لتحويل الزراعة إلى عملية ذكية ورقمية جزئيا يديرها إنترنت الأشياء، حيث يمكن للمرء أن يولد طاقة كهربائية وشبكة واى فاى غير محدودة من حقل أرز أو ذرة والتحكم في الري وجميع العمليات الزراعية ومتابعة اوضاع التربة الزراعية من درجة حرارة وملوحة عن طريق تطبيق جوال .
وأضافت فاطمة أن أسباب إختيارها للفكرة أن المشروع لايساهم بتوفير مصدر طاقة متجددة فحسب بل يزيد من المساحات الخضراء مما يساعد على زيادة امتصاص الغازات الدفيئة والتى بدورها تساهم فى الاحتباس الحراري فالمشروع يساهم في الحد من تغير المناخ وتعتبر المنتجات المستخدمة مستدامة ليس فقط لأنها تنتج كهرباء متجددة ولكن المواد المستخدمة خاملة مما يعنى أنها لا تذوب أو تتحلل فى التربة ولا تلوث الطبيعة وبالتالي لاتؤثر عليها سلبا بأى حال من الأحوال .
مثل هذه الفكرة التى عرضتها فاطمة ستساهم فى زيادة المساحات الخضراء التي تمتص المزيد من الغازات الدفيئة، توفير مصدر جديد للطاقة المتجددة دون الإضرار بالبيئة، تقليل استهلاك المياه في الزراعة وإعادة تدوير المياه المستخدمة، الحفاظ على النظام البيئي، زيادة خصوبة التربة وتنحية أثار الكربون و الاحتفاظ بالتربة ومنع انجرافها .

المجازر الخضراء

ابتكارات الشباب لا تقف عند هذا الحد، فهناك العديد من الأفكار التى احتضنتها مؤسسة أضواء المستقبل للتنمية، من خلال مسابقتها دائرة للابتكار الأخضر 2022، في مجالات إعادة تدوير الخشب والقماش والطاقة المتجددة، والتي تم اختيارها لتقديمها كقصص نجاح للشباب في قمة المناخ نوفمبر المقبل ..ومن هذه الابتكارات " المجازر الخضراء".
تقول ايمان توفيق نسيم من الفيوم إنه يوجد لدى المجازر ومصانع اللحوم الكثير من مخلفات الماشية اثناء الانتظار للذبح وأثناء عمليه الذبح والتقطيع تتمثل في الروث وبعض بقايا الدم وبعض أجزاء لاتصلح للاستخدام مما يمثل عبء على المؤسسة فى التخلص من النفايات أولا بأول ويعرض العاملين لبعض الامراض أثناء التعامل مع هذه النفايات وقد يضطر العامل للانقطاع عن العمل لتلقى العلاج اللازم مما يؤثر على الكفاءة الانتاجية للعامل ، بالاضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة والانبعاثات الضارة من المخلفات داخل المؤسسة وخارجها مما يؤثر على الصحة العامة عن طريق انتشار الحشرات التي تنقل الأمراض والناموس مما يكلف الدولة في مجال الرعاية الصحية لذلك فإن التخلص الآمن بيئيا من هذه المخلفات يكون بتحويلها إلى طاقة بديلة يمكن للمجزر الاعتماد عليها في إنتاج الغاز الطبيعي وتسمى هذه العمليه بإنتاج البايوجاز والذى يعتمد عليه في الحصول على الغاز الطبيعي وأيضا يستخدم في إنتاج الكهرباء عن طريق المولدات الكهربائية وفي عملية التبريد وفي الحصول على مياه ساخنة تستخدم في عمليات تنظيف اللحوم وهو آمن جدا بالنسبة للبيئة بل يقلل من الانبعاثات الضارة ويساعد في تقليل عملية الانبعاث الحرارى، كما يوفر عملية التكاليف المتغيرة بالنسبة للطاقه ويعمل على المساعدة في حل أزمة الطاقة فاستخدام تكنولوجيا البايوجاز يوفر مصدرا دائما للطاقة، أما المخلفات الناتجة من عملية إنتاج البايوجاز فهي سماد عضوي يغذي التربة الزراعيه ويزيد من خصوبتها بنسبة كبيرة.
وعن أسباب اختيارها هذه الفكرة، قالت إيمان إن الفكرة تساهم في التحول إلى الإنتاج الاخضر حفاظاً على سلامة العالم وتحقيق مبدأ التنمية المستدامة و تحقيق الكفاءه الإنتاجية وسلامة البيئة بإستخدام المخلفات والاعتماد الذاتى على الطاقة البديلة بتدوير المخلفات فلا يوجد أية مخلفات لا يمكن إعادة تدويرها والاستفادة منها.

الصحة العالمية

فاطمة وإيمان وأفكارهما فى مجال الطاقة المتجددة نابعة عن اقتناعهما بوجود أزمة ولابد من التعامل معها، وهو ما أيدته ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتورة نعيمة القصير، قائلة " سيضطر الشباب إلى التعايش مع أشد أثار تغير المناخ ولذلك لهم دور فعال ورئيسي في مواجهة تحديات اليوم والمستقبل و نعمل في منظمة الصحة العالمية مع الشباب وبالشباب ومن أجل الشباب لإعادة البناء بشكل أفضل وأكثر صحة وعدلا بعد جائحة كورونا خاصة وأن هناك 90 % يتنفسون هواء ملوثا والأغلبية أطفال وشباب ليس لهم أى ذنب وفى نفس الوقت من أكثر المتضررين.
وأضافت القصير أن العالم أجمع يشهد تأثير التغير وبما أن المراهقين والشباب يتأثرون بشكل خاص بالسياسات والقرارات المتخذة اليوم وسيضطرون إلى التعايش مع اثارها ، يجب خلق فرصة لإشراكهم في مناقشات المناخ وتعزيز دورهم في الدعوة والعمل من أجل المناخ، مشيرة إلى أنه من خلال العمل المناخي والصحي، تعمل المنظمة مع مختلف الجهات لتخفيف حدة تأثير تغير المناخ على صحة الإنسان ودعم قدرة المنشآت الصحية على الاستجابة للتغيرات المناخية لتوفير أفضل مستوى ممكن من الصحة لجميع من يعيش على أرض مصر والوصول إلى أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030".

استطلاع

أظهر استطلاع عالمي حديث، عمق القلق الذي يشعر به العديد من الشباب بشأن تغير المناخ إذ قال ما يقرب من 60 في المائة من الشباب الذين شاركوا في الاستطلاع، إنهم يشعرون بقلق شديد حيال التغير المناخي، وقال أكثر من 45 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، إن المشاعر التي تنتابهم حول التغيرات المناخية تؤثر على حياتهم اليومية.
ويعتقد ثلاثة أرباعهم أن المستقبل بات مخيفاً بالنسبة لهم، وأكثر من النصف (56 في المائة) يعتقدون أنه محكوم على البشرية بالفناء، وكشف ثلثاهم عن شعورهم بالحزن والخوف والقلق، كما شعر الكثيرون بالخوف والغضب واليأس والحزن والخجل، وكذلك بالأمل.

أفكار خارج الصندوق

آية حسان السيد سلامة من الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية تتبنى مشروع إعادة تدوير القماش تقوم فكرته على إعادة استخدام بقايا (هادر) أقمشة المصانع بأنواعها والمكملات بأنواعها المختلفة في عمل لوحات فنية جديدة ومفارش وحقائب ومشغولات يدوية متعددة عن طريق تجميعها وتركيبها بأشكال مختلفة على لوحة فنية أو مفرش أو عن طريق تجميعها وعمل وحدة فنية متكاملة كحقيبة كاملة من بقايا القماش وهذا يساهم في استغلال وإحياء الأقمشة بالشكل الأمثل مما يكسبها رونق مختلف ويضفي عليها قيمة فنية وجمالية عالية والحصول على منتج جديد كامل من هادر الأقمشة يمكن بيعه والحصول منه على مصدر دخل وعمل مشروع صغير ثم بالتدريج يتم التوسع في المشروع ويمكن تنفيذ لوحات تعبر عن التراث المصري يتم استخدامها في معارض دولية مما يساهم في تنشيط السياحة .
وعن الدراسة البيئية للمشروع ، تقول آية إنه يمكن من خلال تنفيذ هذا المشروع تجميل البيئة واستدامتها والحفاظ عليها من التلوث الذى ينتج عن حرق تلك المخلفات اوالقاؤها في أماكن متعددة وتنمية الوعي البيئي وتوسيع المدارك تجاه إعادة التدوير للعديد من المخلفات الصالحة للاستخدام مرة أخري .
أما الطالب عمر صلاح الدين من جامعة العلوم والتكنولوجيا فى مدينة زويل والذى حصد الجائزة الاولى فى مسابقة" دائرة للابتكار الاخضر"، يؤكد أنه عمل مع مجموعة من أصدقائه على مواجهة أكبر المشاكل التي تهدد عصرنا الحالي وهي التغير المناخى وارتفاع نسبة الانبعاثات الكربونية في المناخ والغلاف الجوى هذه المعضلة التى اجبرت دول العالم الى اللجوء لمصادر طاقة اخرى متجددة ونظيفة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، لذلك عزمنا على الاشتراك لوجود حل لهذه المشكلة من خلال تصنيع توربينات رياح ذات حجم صغير وكفاءة عالية والتى تعد سهلة التركيب لتتناسب مع جميع الاستخدامات وخاصة فى المزارع وبذلك يتحقق هدفنا فى توفير كهرباء كافية لتشغيل المزارع التى تجعلها مكتفية ذاتيا من الطاقة .
وذكر عمر أن أسباب إختياره للفكرة انها صديقة للبيئة حيث تعتمد على مواد قابلة لاعادة التدوير وتوفر فرص عمل للشباب والعاملين فى مجال الطاقة المتجددة، كما انها سهلة التركيب والاستخدام من قبل المستخدمين فى الريف المصرى من مزارعين واصحاب البيوت الخضراء ، وايضا مضادة للاتربة وبالتالى المدة الزمنية بين الصيانات ستكون طويلة وعمرها الافتراضى ٢٠ سنة .

مبعوثة المناخ

الدكتورة أمنية العمراني ، مبعوثة رئيس مؤتمر المناخ للشباب، تؤكد أن تغير المناخ يؤثر على الصحة وتسببت التغيرات المناخية فى حدوث الفيضانات وأعاصير والتى تؤدى للوفاة والطفل المولود حاليا سيعانى من كوارث تعادل 7 أضعاف السنوات الماضية كما يتسبب التلوث فى حدوث الوفاة للأشخاص فيما يتسبب الجفاف فى عدم زراعة بعض المحاصيل وذلك ما أوجب على العاملين بمجال تغير المناخ أن يطرحوا أفكارا مبتكرة ولذا وضعت مصر منصب مبعوث للشباب لتمثيل الشباب مع الرئاسة للتفاوض لتنفيذ الحلول والخطوات الفعالة لتخفيف انبعاثات الكربون ولوضع السبل للتكيف مع هذه التغيرات المناخية والانبعاثات الكربونية.
وقالت أمنية إن تنظيم مصر لمؤتمر قمة المناخ" cop 27" إنجاز لها وأفريقيا، وبالنسبة لتغيير المناخ، فإنه يؤثر على كل المجالات، ويجب التفكير في آليات لمواجهة هذه الظاهرة".
وأردفت: "كنت محظوظة بالعمل مع شباب من جهات مختلفة بالعالم، وهو ما ساعدني على أن أتقلد منصبا هو الأول من نوعه في التاريخ، وهذا الأمر إنجاز لنا جميعا كشباب العالم، لأننا جزء من تنظيم المؤتمر، بعدما لم يكن لنا دور في تنظيمه من قبل".
وأوضحت: "في هذا المؤتمر أصبح الشباب يتبادلون أطراف الحديث مع الوزراء وصناع القرار، وعندما يعودون إلى بلدهم يكونوا جزءً من المؤتمر، وسيكون للشباب المصري والأفريقي دورا هاما في القمة المقبلة، بالإضافة إلى صوت المرأة".

م ي م
أ ش أ