القاهرة في 17 أكتوبر /أ ش أ/ حصل الزميل أسامة زايد نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية على درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية دار العلوم جامعة القاهرة، حيث كانت دراسته بعنوان: "الأخرويات بين الحضارة المصرية القديمة والفكر الإسلامي".
وتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من الدكتور عبدالراضي محمد عبدالمحسن عميد كلية دار العلوم السابق ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية مشرفًا، والدكتور طارق سيد توفيق الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة مشرفًا مشاركًا، والدكتور عبد الحميد عبد المنعم مدكور أستاذ الفلسفة الإسلامية بالكلية وأمين عام مجمع اللغة العربية مناقشًا داخليًّا، والدكتور محمد شحاتة إبراهيم الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر مناقشًا خارجيًّا.
وتناولت الدراسة معتقدات المصريين القدماء حول العالم الآخر ومراحل تطورها ومقارنتها مع العقيدة الإسلامية وبيان أوجه الاتفاق والاختلاف بين أول الحضارات وآخر الرسالات السماوية وتطرقت إلى فلسفة الموت وأنواعه واستعدادات المصريين القدماء إلى هذا العالم و مسألة تلقين الميت والتي تعد فلسفة لاهوتية مصرية خالصة سبقت بها كافة الرسالات السماوية.
كما كشفت الدراسة عن مدى علاقة الإنسان بمعبوده وسعيه الدؤوب إلى إرضائه وكذلك علاقة الإنسان مع أخيه والمجتمع في ضرورة إقامة العدل، للحفاظ على النظام الكوني واتباع قواعد السلوك القويم.
كما تطرقت الدراسة إلى القيم والمبادئ الأخلاقية والرقي والنضوج الفكر لدي المصري القديم والتي تناولتها- كتب الآداب والحكم والأمثال- فيما عرف بمسألة محاكمة الموتي والميزان وأنَّ الحياة الدنيا ماهي إلا صراع بين الخير والشر وسوف يأتي يوم للحساب يقتص فيه الإله من الظالم وترد الحقوق إلى أصحابها، مما يبرهن علي عمق الفكر الديني وثرائه وتنوعه وإيمانه الثابت.
وتوصلت الدراسة إلى نتائج وتوصيات أبرزها، أنَّ إيمان المصري القديم بالحياة الآخرة كان نتيجة لمنبع إلهي وأنَّ التحريف في العقائد يرجع إلى الهوي وظلال النفس وعبث الكهنة في الحفاظ على مكانتهم ومكاسبهم المالية والمادية، فضلًا عن تدخل الملوك واختلاط الدين بالسياسة في فرض الوصاية على الأفراد والشعوب في معتقداتهم الدينية.
وذكرت الدراسة أنه كان للرسل والأنبياء الذين زاروا مصر، ومن نشأ وترعرع بها أثر بالغ في هداية المصريين القدماء إلى معرفة الله تعالى والكشف عن أسرار الوجود والحكمة من الحياة الدنيا التي هي مقدمة للحياة الآخرة الخالدة السرمدية.
وتابعت أنه: "لولا اعتقاد المصريين القدماء بالحياة الآخرة ما وصل إلينا شيء عن الآثار والتماثيل والأهرامات الضخمة التي تحكي لنا تاريخ الحضارة المصرية القديمة فهي في الأصل لم تكن من مظاهر الحياة الدينا وزينتها بل كان هدفها إيمانيًا في عودة الروح إلى الميت".
ولفتت إلى ظهور العديد من الكتابات التوحيدية الخالصة التي ظهرت في العصر الحجري الحديث والمعارف الروحية والميتافيزقية التي يستحيل أن يتوصل إليها العقل البشري لأنَّه قاصر في معرفة الأمور الغيبية ولا بد من وجود وحي إلهي كما في متون الأهرام وكتاب الموتي وكذلك الكتابات التي تتحدث عن البعث والحساب والميزان.
وفتحت الدراسة الباب أمام الباحثين في مجال مقارنة الأديان بتناول جوانب أخرى في الحضارة المصرية القديمة ومقارنتها بالعقيدة الإسلامية كالضمير والأخلاق والسلوك الإنساني والأسرة والنظم الاجتماعية والسياسية والثقافية والأدبية والقانونية وغيرها، وضرورة اهتمام الجامعات والمعاهد العليا بتعلم اللغة المصرية القديمة في محاولة جادة لإعادة كتابة تاريخ الحضارة المصرية القديمة بعيدًا عن الكتابات الغربية التي تخضع إلى الماديات والهوى.
م و س/س.ع
/أ ش أ/
الزميل أسامة زايد يحصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى
مصر/رسالة دكتوراه/منوعات
You have unlimited quota for this service