• الرئيس عبد الفتاح السيسي
    الرئيس عبد الفتاح السيسي

الرئيس السيسي خلال لقاء مع أعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية الحربية:

- مصر تبنت مسارا دبلوماسيا وتفاوضيا تجاه حل أزمة سد النهضة
- ضرورة تعزيز الوعي وتوجيه الفكر المجتمعي لحماية الأمن القومي المصري
- مصر تقوم بإجراءات للاستفادة بكل قطرة مياه بشكل رشيد وجيد
- لن أسمح لأحد بالمساس بأمن مصر المائي
- الدولة المصرية تحرص على استغلال كافة الموارد المائية للحفاظ على الأمن المائي
- الدولة تبذل قصارى جهدها لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين والتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الاقتصادية
- مصر نفذت برنامجا للإصلاح الاقتصادي حقق إنجازات عظيمة.. ومكن مصر من تحمل الصدمات العالمية
- تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية أثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي ونحن جزء منه
-الدولة تعمل منذ 4 سنوات لتوفير التأمين الغذائي الشامل.. ولم يحدث نقص في أي سلعة
- الدولة جمدت الزيادة في أسعار الكهرباء للتخفيف من الأعباء عن المواطنين
- تعامل الدولة مع الأزمة الاقتصادية استهدف عدم زيادة الأسعار ودعم الفئات الأقل دخلا والأكثر تضررا
- مصر تسعى دائما إلى إحلال السلام والاستقرار في العالم عبر المسارات الدبلوماسية
- نعمل مع شركائنا لاستعادة السلام واستقرار الأوضاع في قطاع غزة


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، موقف مصر الثابت بشأن ملف سد النهضة وحماية أمن مصر المائي، مشددا على أهمية الوعي وتوجيه الفكر المجتمعي لحماية الأمن القومي المصري.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي مع أعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية الحربية والذي استمع خلاله الرئيس لآراء الطلبة واستفساراتهم تجاه مختلف القضايا والموضوعات واستعرض موقف مصر تجاه موضوعات السياسة الخارجية والقضايا المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط.
وقال الرئيس السيسي إن مصر تبنت مسارا دبلوماسيا وتفاوضيا تجاه أزمة سد النهضة بهدف إيجاد حل لتلك الأزمة، مشيرا إلى أننا نتوخى أمرين في تعاطينا مع أي أزمة، وهما الصبر والتفاوض، لافتا إلى أن مصر تقوم بإجراءات للاستفادة بكل قطرة مياه بشكل رشيد وجيد.
وأكد الرئيس السيسي: "نحن نتحرك في موضوع سد النهضة ولكن بهدوء وبتفاوض ودائما أقول (الأمور لا تحل بالصوت العالي .. الأمور تحل بالقدرة والعمل والصبر، فمياه مصر أمانة في رقبتنا كلنا وفي رقبتي ولن أسمح لأحد المساس بها إن شاء الله).
وأضاف الرئيس السيسي أن الهدف من محطات المعالجة الثلاثية المتطورة للصرف الزراعي يتمثل في تنقية المياه وإعادة استخدامها مرة أخرى للزراعة، مشيرا إلى أن الدولة شيدت حتى الآن محطتين رئيسيتين في سيناء، الأولى تبلغ سعتها نحو مليون متر مكعب يوميا، والثانية 5.6 مليون متر مكعب يوميا، وهناك محطتان جاري إنشاؤهما في إطار جهود الدولة المصرية لتعظيم الاستفادة من المياه الموجودة عندها وتدويرها للاستخدام أكثر من مرة، مشيرا إلى أنه ورغم التكاليف المرتفعة نقوم بتبطين الترع واتباع وسائل الزراعة الحديثة وغيرها.."
وتابع الرئيس: "الدولة المصرية تحرص على استغلال كافة الموارد المائية للحفاظ على أمنها المائي، لافتا إلى أن مصر ستكون من أول الدول التي تستفيد من المياه وتعمل على معالجتها".
وقال الرئيس السيسي، إن الدولة تبذل قصارى جهدها لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين والتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم، لافتا إلى أن مصر نفذت برنامجا للإصلاح الاقتصادي عام 2016، حقق إنجازات عظيمة، بفضل الله، ودعم المصريين وتضحياتهم، حيث زادت معدلات النمو الاقتصادي بنسب تتراوح بين 5 إلى 5.5%، وكان من المتوقع تحقيق معدل نمو يقدر بنحو 6% أو أكثر، مشيرا إلى أن أزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية أثرتا على العالم كله وخاصة فيما يتعلق بالأسعار وسلاسل الإمداد.
وأضاف أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته مصر مكنها من تحمل صدمة جائحة كورونا والتي استمرت عامين، حيث تبنت الدولة حزما من الإجراءات الاقتصادية لتخفيف الأعباء عن الموطنين الذين فقدوا وظائفهم، في عدد من القطاعات التي تأثرت بالجائحة، ومنها القطاع السياحي، مشددا على أن الدولة حرصت على استمرار مسارات العمل حتى لا يفقد ملايين المواطنين مصادر رزقهم، وأعمالهم.
وتابع الرئيس السيسي: "عندما انتهينا من كورونا وبدأت الأمور في التحسن، كان معدل النمو في مصر خلال الربع الأول من العام الحالي حوالي، 9%، وهو معدل نمو محترم، لافتا إلى أن "تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية أثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي ونحن جزء منه".
وقال الرئيس السيسي، إن الدولة نفذت حماية اجتماعية شاملة ومستهدفة، حيث استهدفت الدولة فئات معينة من الشعب وعملت كذلك على توفير السلع الأساسية في الأسواق، لتفادي ارتفاع أسعارها بشكل أكبر من المعدلات الطبيعية نتيجة ارتفاع الطلب.
وأكد الرئيس السيسي حرص الدولة على توفير احتياطي من السلع يكفي لمدة 6 شهور، منوها إلى أن الدولة تعمل منذ 4 سنوات لتوفير التأمين الغذائي الشامل من خلال إيجاد احتياطات من القمح والأرز والسكر والزيت، لافتا إلى أنه لم يحدث نقص في المعروض من أي سلعة عندما بدأت الأزمة العالمية في مارس، كما أن الدولة لم تفرض أي قيود على شراء أية كميات من السلع التي يحتجها المواطنون، وسنواصل ذلك النهج.
وفيما يتعلق بأسعار السلع، قال الرئيس السيسي إن الدولة لم تتجه إلى زيادة الأسعار رغم ارتفاعها عالميا، منوها إلى أن الدولة لم تقم بزيادة سعر القمح بالسوق المحلية رغم ارتفاع أسعار شرائه بالسوق العالمية، مدللا على ذلك بأن رغيف العيش الذي ارتفعت تكلفته من 60 قرشا إلى 80 قرشا حاليا، ما زال يباع للمواطن بـ5 قروش، موضحا أن الدولة تتحمل فرق التكلفة.
وأشار الرئيس إلى أن ذلك الأمر ينطبق أيضا على أسعار الغاز التي شهدت ارتفاعا ملحوظا بالسوق الدولية، حيث تعمل الحكومة على تزويد محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز بأسعار تقل 10 مرات عن مثيلاتها عالميا، منوها إلى أن الدولة جمدت الزيادة في أسعار الكهرباء للتخفيف من الأعباء عن المواطنين.
وتابع الرئيس السيسي أن أسعار المشتقات البترولية تقل عن مثيلاتها عالميا رغم الزيادة الأخيرة، لافتا إلى أن الدولة تتحمل فارق التكلفة للتخفيف من الضغوط عن كاهل المواطنين.
وقال الرئيس السيسي إن الدولة استهدفت حزمة جديدة من المواطنين ليستفيدوا من برنامج (تكافل وكرامة)، كما تمت زيادة 100 جنيه لكل بطاقة تموينية على حسب أعداد الأسر كدعم من الحكومة للمواطنين، لتحسين الأوضاع المعيشية.
وأضاف أن تعامل الدولة مع الأزمة الاقتصادية وتداعياتها استهدف عدم زيادة الأسعار على المواطنين رغم ارتفاعها عالميا، واستهداف الفئات الأقل دخلا والأكثر تضررا من خلال توفير الدعم لهم.
وتناول الرئيس السيسي في لقائه مع الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بالكلية الحربية جهود الدولة المصرية مشروعات الحماية الاجتماعية الخاصة بمبادرة تنمية الريف المصري (حياة كريمة)، حيث أكد الرئيس أن المرحلة الأولى للمبادرة سوف تمتد إلى نهاية العام، لافتا إلى أنه كان من المستهدف الانتهاء من تلك المرحلة قبل شهر يونيو أو يوليو الماضيين، قبل الأزمات العالمية، موضحا أن السبب لا يرجع إلى نقص التمويل، ولكن يعود إلى سلاسل التوريد التي كان لها تأثير كبير في كثير من الأشياء، مثل عمل محطات معالجة وأشغال تحتاج إلى بعض المنتجات، أو مستلزمات تأتي من الخارج.
وأكد الرئيس استمرار مبادرة حياة كريمة، والعمل بنفس النهج في جميع مناحي الدولة، مشيرًا إلى أن الدولة تحاول حوكمة الإجراءات من أجل مجابهة الظروف الحالية من مستلزمات إنتاج أو مشتقات بترولية.
كما أكد الرئيس السيسي أهمية الوعي وتوجيه الفكر المجتمعي لحماية الأمن القومي المصري.. وقال: "إن الوعي يتم بناؤه بأدوات كثيرة، منها أدوات تخص المجتمع وأخرى تخص الإنسان"، موضحا أن الأدوات التي تخص المجتمع تشمل الإعلام والتعليم ودور العبادة والأسرة، وهي العناصر التي تبني الشخصية كحاضنة كبيرة، ولو حدث أي خلل في عنصر أو عنصرين منها سيكون له انعكاس على تلك الشخصية، والوعي يشترك فيه الجميع، معربا عن ثقته في الشباب المصري بصفة عامة، وفي شباب الجيش بصفة خاصة.
وأكد الرئيس السيسي أن مصر تسعى دائما إلى إحلال السلام والاستقرار في العالم عبر المسارات الدبلوماسية.
وفيما يخص الأزمة الصينية، قال الرئيس السيسي إن السياسات المصرية قائمة على الاعتدال والتوازن وعدم التدخل في شئون الآخرين، والسعي دائما من أجل إحلال السلام والاستقرار في العالم، وتفضيل المسارات الدبلوماسية والسياسية عن أي مسارات أخرى.
وأضاف أن مصر لها موقف واضح ومعلن بشأن دعم سياسة (الصين الواحدة)، ونحن نحتاج أن يعم الاستقرار في العالم الذي يتأثر كثيرا بأي أزمة.
وعن الأزمة الروسية الأوكرانية، قال الرئيس السيسي: "نحن نحاول أن يكون دورنا إيجابيا ونشجع أن تحل هذه الأزمة بالمسار الدبلوماسي والسياسي ونزع فتيل أي أزمة.. وهذا خط عام لمصر، ويتم عمله أيضا فيما يخص قطاع غزة".
وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على نزع فتيل أي أزمة، لأن الاستقرار والسلام هو مسار نؤمن به.. مضيفا "أنا من الجيل الذي يعرف أهمية السلام".
وعن الوضع في قطاع غزة.. أوضح الرئيس السيسي أن دور مصر إيجابي، بشأن ما يحدث في قطاع غزة، وذلك من خلال الاتصالات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التهدئة وعدم التصعيد وحل كافة الخلافات بالحوار، وهو جهد نقوم به الآن من أجل حث الأطراف على عدم التصعيد.
وحث الرئيس السيسي الطلاب على أهمية التواصل مع المواطنين والتحدث معهم والاستماع إلى آرائهم، مشيرا إلى أنه تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في أي موقع سيعملون فيه.. مؤكدا أن القوات المسلحة تقوم بمهمة عظيمة تتعلق بحماية وطن بحجم ومساحة وعدد سكان مصر.
وأضاف أن مهام القوات المسلحة تتسم بالخصوصية وليست سهلة أو بسيطة، موضحا أن القوات المسلحة لم تترك شيئا في بناء الشخصية العسكرية المصرية أو تجهيزها لأي مهمة إلا ونفذته.
وأكد أن القوات المسلحة في تطوير مستمر.. لافتا إلى أهمية إعادة تقييم ما تم تنفيذه، وعدم التسليم بأن ما تم تنفيذه هو الصحيح المطلق، وإنما لا بد من الاختبار بشكل مستمر.