أكد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة دعمهم للأمن المائي المصري، ولحل دبلوماسي حول أزمة سد النهضة الأثيوبي يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في سلام وازدهار المنطقة، مشيرين إلى ضرورة التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد في أجل زمني معقول كما نص عليه البيان الرئاسي لرئيس مجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر 2021، ووفقاً للقانون الدولي.
جاء ذلك في البيان الختامي لـ(قمة جدة للأمن والتنمية) لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة الصادر اليوم /السبت/.
وذكر البيان أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية عقدوا، بدعوة كريمة من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عقد، قمة مشتركة في مدينة جدة لتأكيد شراكتهم التاريخية وتعميق تعاونهم المشترك في جميع المجالات.
وأكد القادة، بحسب البيان، رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية.
ورحبوا بتأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الاستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط، والتزام الولايات المتحدة الدائم بأمن شركاء الولايات المتحدة والدفاع عن أراضيهم، وإدراكها للدور المركزي للمنطقة في ربط المحيطين الهندي والهادئ بأوروبا وإفريقيا والأمريكيتين.
وأشار البيان إلى أن بايدن جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعمل لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط.. وفي هذا الإطار، أكد القادة ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مشيرين إلى أهمية المبادرة العربية وضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وعلى الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية في هذا السياق.
وشددوا على أهمية دعم الاقتصاد الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا).. وأشاد بايدن بالأدوار المهمة في عملية السلام لمصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي ودعمها للشعب الفلسطيني ومؤسساته.
وجدد القادة عزمهم على تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة بين دولهم بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، والتصدي الجماعي لتحديات المناخ من خلال تسريع الطموحات البيئية ودعم الابتكار والشراكات بما فيها باستخدام نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتطوير مصادر متجددة للطاقة، مشيدين باتفاقيات الربط الكهربائي بين السعودية والعراق، وبين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق، وبين السعودية وكل من مصر والأردن، والربط الكهربائي بين مصر والأردن والعراق.
وأشادوا كذلك بمبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" اللتين أعلنهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، معربين عن تطلعهم للمساهمة الإيجابية الفاعلة من الجميع في سبيل نجاح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الـ27 الذي تستضيفه مصر، ومؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الـ28 الذي تستضيفه الإمارات، والمعرض الدولي للبستنة 2023 الذي تستضيفه قطر بعنوان "صحراء خضراء.. بيئة أفضل 2023 - 2024".
وشدد القادة على أهمية تحقيق أمن الطاقة واستقرار أسواق الطاقة مع العمل على تعزيز الاستثمار في التقنيات والمشاريع التي تهدف إلى خفض الانبعاثات وإزالة الكربون بما يتوافق مع الالتزامات الوطنية، منوهين بجهود (أوبك +) الهادفة إلى استقرار أسواق النفط وبما يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين ويدعم النمو الاقتصادي، وبقرار (أوبك +) زيادة الإنتاج لشهري يوليو وأغسطس، مشيدين بالدور القيادي للسعودية في تحقيق التوافق بين أعضاء (أوبك +).
وجدد القادة دعمهم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولهدف منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، ودعوتهم لإيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع دول المنطقة لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليمياً ودوليا.
كما جدد القادة إدانتهم القوية للإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، وعزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية من جميع الأفراد والكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها، معربين عن إدانتهم للهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية ومنشآت الطاقة في السعودية والإمارات، وضد السفن التجارية المبحرة في ممرات التجارة الدولية الحيوية بمضيق هرمز وباب المندب، مشددين على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها قرار مجلس الأمن 2624.
وبشأن الأوضاع في عدد من الدول العربي، أكد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره ونمائه ورفاهه، ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب، مرحبين بالدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة.
كما رحبوا بالهدنة في اليمن وبتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقا لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن، ومنها قرار مجلس الأمن 2216، داعين جميع الأطراف اليمنية إلى اغتنام الفرصة والبدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة، مؤكدين أهمية استمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والدعم الاقتصادي والتنموي للشعب اليمني، وضمان وصولها لجميع أنحاء اليمن.
وبشأن سوريا، أكد القادة ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة هناك بما يحفظ وحدة البلاد وسيادتها ويلبي تطلعات شعبها، وبما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، مشددين على أهمية توفير الدعم اللازم للاجئين السوريين وللدول التي تستضيفهم ووصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق سوريا.
وأعرب القادة عن دعمهم لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي، منوهين بانعقاد الانتخابات البرلمانية بتمكين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.. داعين جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية.
وأشادوا بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان.
وفي السياق، نوه القادة بمبادرات الكويت الرامية إلى بناء العمل المشترك بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي وبإعلان قطر الأخير عن دعمها المباشر لمرتبات الجيش اللبناني، فيما أكدت الولايات المتحدة عزمها تطوير برنامج مماثل لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.. كما رحبوا بالدعم الذي قدمته العراق للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية في مجالات الطاقة والإغاثة الإنسانية.
ودعا القادة جميع أصدقاء لبنان إلى الانضمام للجهود الرامية لضمان أمنه واستقراره، موضحين أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.
وحول الأزمة الليبية، جدد القادة دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرارين 2570 و2571، وضرورة عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية جنبا إلى جنب في أقرب وقت وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء، وكذلك دعمهم لتوحيد المؤسسات العسكرية بإشراف الأمم المتحدة.، معربين عن تقديرهم لاستضافة مصر للحوار الدستوري الليبي بما يدعم العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة.
وأخيرا حول الأوضاع في السودان، أكد القادة دعمهم لجهود تحقيق الاستقرار في السودان واستكمال وإنجاح المرحلة الانتقالية وتشجيع التوافق بين الأطراف السودانية، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية.
وفيما يخص الأزمة في أوكرانيا، جدد القادة التأكيد على ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي بما فيها ميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول وسلامة أراضيها والالتزام بعدم استخدام القوة أو التهديد بها، داعيين المجتمع الدولي وجميع الدول إلى مضاعفة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي وإنهاء المعاناة الإنسانية ودعم اللاجئين والنازحين والمتضررين من الأزمة وتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية ودعم الأمن الغذائي للدول المتضررة.
وعن الوضع في أفغانستان، شدد القادة على أهمية استمرار وتكثيف الجهود في سبيل دعم وصول المساعدات الإنسانية لأفغانستان، وللتعامل مع خطر الإرهابيين المتواجدين في أفغانستان، والسعي لحصول الشعب الأفغاني بجميع أطيافه على حقوقهم وحرياتهم الأساسية، وخاصة في التعليم والرعاية الصحية وفقاً لأعلى المعايير الممكنة وحق العمل خاصةً للنساء.. ولفتوا إلى تقديرهم لدور قطر في مساندة أمن الشعب الأفغاني واستقراره.
وأعربوا، في ختام البيان، عن ترحيبهم باستعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022، مجددين دعمهم لكل ما من شأنه نجاحه، مؤكدين التزامهم بانعقاد اجتماعهم مجدداً في المستقبل.
البيان الختامي لـ"قمة جدة" يؤكد دعم الأمن المائي المصري والحل الدبلوماسي لأزمة سد النهضة
السعودية/قمة جدة/بيان ختامي/مصر
You have unlimited quota for this service