• دول القوقاز تسترجع ذكريات انتصارها على النازية على ايقاع الحرب بين روسيا و أوكرانيا
    دول القوقاز تسترجع ذكريات انتصارها على النازية على ايقاع الحرب بين روسيا و أوكرانيا

باكو في 11 مايو/ أ ش أ/ كتب..أحمد كمال

على اصداء حرب لم ينقشع غبارها و دخلت شهرها الثالث بين روسيا و اوكرانيا ، تأتى الذكرى السابعة و السبعون للانتصار على النازية لتذكر دروسا من الماضى تؤكد قيم التكاتف و الوحدة بين شعوب العالم لمواجها التحديات الصعبة و تعيد الى الاذهان ذكريات النصر و الفخار . ففى التاسع من الشهر الجارى احتفلت روسيا بذكرى يوم النصر الـ 77 على النازيون الغزاة فى الحرب العالمية الثانية ، و توازيا مع احتفالات موسكو تحتفل ايضا دول القوقاز التى كانت تشكل فيما عرف فى السابق بالاتحاد السوفيتى بذكرى اشتراكها فى يوم النصر و بإسهاماتها فى تحقيقه – ابان الحقبة السوفيتية - وهى اسهامات قلما يذكرها كتاب التاريخ برغم سخائها الذى قدمت الجانب الاكبر منه شعوب روسيا واذرييجان و كازخستان و تركمانستان .
فى الثانى و العشرين من يونيو 1941 بدأ الغزو النازى لاراضى الاتحاد السوفيتى وكان غزوا مباغتا لنحو 200 مليون من سكان روسيا و جمهوريات القوقاز المجازرة التى كان الاتحاد السوفيتى يتكون منها " و اخذت الهجمات النازية الاسم الكودى " عملية باباروسا " .
كانت ضريبة الدماء فادحة ، فمن بين 75 مليون قتيل فى الحرب العالمية الثانية كان نصيب الاتحاد السوفيتى بما فى ذلك روسيا و بلدان القوقاز 27 مليون قتيل ، و قدمت دول القوقاز مجتمعة 21 مليون قتيل فى ساحات القتال فى الفترة من 1941 و حتى 1945 من اجمالى 27 مليون قتيل فى الحرب من ابناء الاتحاد السوفياتى السابق و استنزفت الحرب من دول القوقاز و روسيا 192 مليار دولار من مواردها الاقتصادية .
لا شك ان المقتالين الروس كان اسهامهم الى جانب قوات دول القوقاز السوفيتية هو حائط الصد فى معارك ستالين جراد التى دارت رحاها بين عامى 1942 و 1943 و تحطمت على وقعها احلام قوات هتلر فى احتلال هذا الجزء من العالم ، ففى تلك المعركة وحدها فقد الروس و القوقازيون مليونى قتيل وهو ما جعل معارك ستالين جراد اكبر معارك دامية تسجلها صفحات التاريخ الحديث .
وفى شرق جبال الاورال استطاعت قوات دول القوقاز السوفيتية الدفاع عن المجمعات الصناعية العسكرية من ضربات النازيين الجوية و ادخال القوات النازية الغازية فى معركة استنزاف طويله الى ان تحقق النصر الحاسم الذى غير مسار الحرب فى ستالينجراد .
اذربيجان .. قدمت اذربيجان نفطا و كيماويات و حاصلات زراعية و مواد اولية لخدمة المجهود الحربى – السوفيتى – لصد هجوم النازيين ابان الحرب العالمية الثانية وكان لها اسهاما بارزا فى تحقيق انتصار الاتحاد السوفيتى على النازيون الغزاة وكتابة السطور الاخيرة لانتهاء الحرب ، حشدت اذربيجان وحدها 700 الف مقاتل على خطوط القتال الأمامية لقى نصفهم تقريبا مصرعه اثناء القتال ، و كانت قطاعات عديدة من الفرق السوفيتية تتألف بكاملها من مقاتلين اذربيجان من بينهم الفرقة 416 السوفيتية التى دخلت برلين عاصمة النازى – انذاك – ساطرين بدمائهم سنوات دفاع طويلة ضد الهجمات النازية من العام 1941 و حتى العام 1945 ، و حصل 123 من القادة العسكريين الاذربيجانيين على ميداليات البطولة و الشرف من ستالين .
الى جانب المقاتلين قدمت اذرييجان 90 فى المائة من وقود المركبات القتالية للجيش السوفياتى فى مواجهة قوات النازى الغازية بما فى ذلك الجازولين الذى زود المدرعات السوفيتية بنحو 22 مليون طن من جملة 75 مليون طن من محروقات الوقود التى حصلت عليها قوات ستالين .
و ابتكر عالم الكيمياء الاذربيجانى يوسف ماداليين 38 نوعا جديدا من امزجة الوقود القتالية استخدمت فى انتاج عبوات كوكتيل المولوتوف الحارقة التى انتجت المصانع الاذربيجانية منها 10 الاف عبوة ، و ابتكر العالم الاذربيجانى نفسه وقودا للطائرات المقاتلة يعرف بمزيج / بى – 78 / باجمالى مليون طن اسهم فى رفع كفاءة السلاح الجوى السوفياتى ابان الحرب و حقق تفوقه على مقاتلات النازى ، و كتبت عنوان النصر فى معارك / فولول بالو / التى اضعفت زخم تقدم جحافل النازيين صوب منطقة جبال القوقاز فكان ذلك مفتاح النصر فى معارك ستالينجراد الشهيرة التى دحر فيها الجيش السوفياتى قوات هتلر .
قدمت اذرييجان 130 نوعا من الاسلحة القتالية من انتاج مصانعها ابان الحرب وهى المصانع التى لم تتوقف انشطتها برغم وطأة القتال ، وفى المرافىء الاذربيجانية كان يتم اصلاح البوارج السوفيتية المعطوبة ، كما قدم المزارعون الاذرييجانيون من حقولهم 500 الف طن من القطن لخدمة المجهود الحربى ، و استقبلت المشافى الاذربيجانية فى باكو و غيرها من المدن 5ر1 مليون مصاب من القوات السوفيتية تم اخلاؤهم من جبهات القتال .

كازخستان .. دفعت كازخستان 20 فى المائة من مواطنيها القادرين على حمل السلاح الى ميادين قتال النازى لصد تقدمهم بما اجماليه مليونا و 196 الف مقاتل ، ولقى 601 الفا و 939 كازخستانى مصرعم فى ساحات القتال ضد الغزاة النازيون وهو ما يعادل 12 فى المائة من تعداد سكان كازخستان .
الفرقة 316 من قوات ستالين التى نجحت فى الدفاع عن العاصمة موسكو تشكلت بجملتها من مقاتلين كازخاستان و تم تذخير و تعبئة تلك الفرقة فى المأتى عاصمة الدولة انذاك ، كذلك كانت الفرقة 107 الكازخستانية للمقذوفات الفضل فى تدمير 70 مدرعة نازية غازية على اطراف موسكو .
و بدءا من العام 1941 و تحسبا لما هو اسوأ فى خضم الحرب العالمية الثانية نقلت روسيا و اوكرانيا و روسيا البيضاء ( بيلاروسيا ) عدد غير قليل من مصانعها و خطوط انتاجها العسكرية الى الاراضى الكازخستانية بلغ 300 مصنع هربا من احتمالات تطور هجمات النازى و استهداف تلك المصانع التى كانت نتتج 90 فى المائة من احتياجات القوات السوفيتية من طلقات الرصاص من مختلف الاعيرة و المقذوفات بأنواعها التى كانت تسع من كل عشر طلقات يتم انتاجها فى المصانع الكازخستانية ، كذلك كان لكازخستان دورا هاما فى انتاج الافلام الدعائية و التسجيلية و الدرامية لمسارات القتال التى وثقت لاهم المعارك و مجريات الحرب و نضال شعوب القوقاز فى التصدى للنازيين الغزاه .
تركمانستان .. كان هذا البلد احد 15 جمهورية يتشكل منها الاتحاد السوفيتى السابق ابان الحرب الحرب العالمية الثانية ، و استوعبت معاهدها و مؤسساتها التعليمية الطلبة من الجامعات و المدارس الروسية التى استهدفها النازيون بالقصف الجوى ، وفى الفترة من 1941 و حتى العام 1945 نقلت جامعات روسية عديدة مقارها و مختبراتها الى الاراضى التركمانية بما فى ذلك جامعة موسكو ، و استوعبت المعاهد التركمانية عشرات الالاف من الدارسين الروس ، و تم توجيه النشاط الاقتصادى للتركمانيين بما يخدم الجهود الحربية السوفيتية للدفاع فى مواجهة الغزاة النازيون .
بالنظر الى تركيب السكان التركمان انذاك و انشطتهم الاقتصادية كان اسهامهم فى الزراعة هو الدعم الرئيس للجهد الحربى السوفيتى ابان الحرب اذ فضل ستالين بقاء 93 فى المائة من السكان البالغين التركمان يعملون فى حقولهم لانتاج الغذاء للمقاتلين و ايصال ما يسد رمقهم فى ساحات القتال ، كما اسهمت تركمانستان فى توفير المواد التعدينية الاولية لخدمة الجهد الحربى السوفياتى و الصناعات العسكرية .
س.ع
أ ش أ