• الرئيس السيسي يوجه الحكومة بدراسة تقنين أوضاع المصانع غير المرخصة
    الرئيس السيسي يوجه الحكومة بدراسة تقنين أوضاع المصانع غير المرخصة

الرئيس السيسي تعقيبا على كلمة وزيرة الصناعة والتجارة خلال افتتاح المشروعات القومية في الصعيد :
- نريد حركة بناء وتقنين أوضاع وليس رصد مخالفات وقضايا
- الدولة أقامت 13 مجمعا صناعيا كاملة المرافق لتوفير الجهد والوقت على المستثمرين
- سنضاعف عدد المشروعات لخلق المزيد من فرص العمل
- التركيز على استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتعظيم العائد
- نستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الصناعية بمعايير وجودة عالمية
- الدولة لا تسعى للربح وإنما توفير فرص إنتاج وعمل وتحقيق دخل للمواطنين

قنا في 25 ديسمبر /أ ش أ/ وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكومة برصد حجم المصانع غير المرخصة؛ تميهدا لمعالجة أوضاعها وتقنينها، وقال موجها حديثه إلى وزير الداخلية محمود توفيق، ووزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، "نريد حركة بناء وليست رصد مخالفات وقضايا".
وأكد الرئيس السيسي - في تعقيبه على كلمة وزيرة الصناعة والتجارة نيفين جامع، خلال افتتاحه اليوم /السبت/ عددا من المشروعات القومية الكبرى في عدد من محافظات صعيد مصر، من مدينة (قوص) في محافظة قنا - أن الدولة تسعى إلى مساندة المخالفين لتصحيح مسارهم، والدعوة لمبادرة تهدف إلى التعاون والعمل معا في تصويب أوضاعهم؛ ودمجها في المنظومة الصناعية؛ بما يتناسب مع المعايير المطلوبة.
وأضاف الرئيس السيسي أن الدولة تريد أن تعطي للمستثمرين أماكن خالصة الترخيص وبها جميع المرافق الأساسية وتمويل منخفض التكلفة، مع مساعدتهم في عمليات التسويق؛ لتحقيق النجاح، حيث أن الدولة لديها خريطة بالمشروعات المطلوبة وحجم الطلب على المنتجات والخدمات.
وقال الرئيس السيسي إن وزارة الداخلية تضبط تقريبا يوميا عشرات المصانع التي تعمل بدون تراخيص، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها، مشيرا إلى أنه وجه بتقنين أوضاع تلك المصانع المخالفة، بدلا من اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.
وأضاف الرئيس أنه بعد حصر المصانع غير المرخصة؛ سيتم نقلها إلى أقرب مجمع صناعي سواء كان الفيوم أو بني سويف، وإعطائها الأوراق المطلوبة لتفادي وقوعها تحت طائلة القانون.
وشدد الرئيس على أن الدولة لديها حكومة بناء، وليس حكومة للحساب، مطالبا بتقديم الدعم اللازم لكل من يحاولون العمل والتصنيع داخل مصر.
وأوضح الرئيس أن الدولة أقامت 13 مجمعا صناعيا، وقامت باتخاذ كل الإجراءات لتوفير الوقت والجهد للمستثمرين، حيث قامت الحكومة بإمدادهم بالمرافق والبنى التحتية والأمن الصناعي ومعالجة المياه والصرف وذلك لتسهيل عمل المستثمرين، وستقوم أيضا بمساعدتهم على تسويق منتجاتهم داخليا وخارجيا.
وقال إن الدولة لديها قدرات وإمكانيات لإقامة أضعاف هذا العدد من المجمعات الصناعية، حيث إن ما يشغل الحكومة بعد إتمام الإنشاءات والمرافق، هو دفع المصانع للبدء فورا في عمليات الإنتاج الفعلي.
ودعا الرئيس السيسي، الدولة والحكومة إلى التعلم من التجارب السابقة، وساق مثالا بمدينة الروبيكي ومدينة الأثاث بدمياط ومدينة النسيج، مشيرا إلى أنه ربما تكون الأمور جيدة نظريا فقط ولكن عند التنفيذ يتطلب الأمر الكثير من الوقت.
ولفت إلى أن مدينة الروبيكي كانت فكرة مخططا لها منذ عام 2004، لكن بدأت حيز التنفيذ والإنتاج قبل عامين فقط.
وعقّب الرئيس السيسي، على ما طرحته وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، من إنشاء 825 ألف مشروع بقيمة 16 مليار جنيه بما يعادل 20 ألف جنيه للمشروع الواحد، وقال إن الدولة يمكنها مضاعفة عدد المشروعات، إذا ما كان سيترتب عليها خلق فرص عمل جديدة.
وساق الرئيس السيسي مثالا بإنشاء محطات وقود من شأنها أن تخلق تجمعات حولها؛ فلننشئ المزيد منها حتى لو لم تكن تحقق عائدا ماديا مباشرا.
وأضاف الرئيس أنه عند طلبه في السابق، نقل السكان من منطقة مجرى العيون قامت الدولة بصرف 9ر3 مليار جنيه لمعالجة "التربة" بالإضافة إلى إقامة وحدات سكنية مجانية للعاملين بالمدابغ عند نقلهم إلى مدينة الروبيكي، التي تأخر إقامتها نحو 20 عاما، وهو ما كان له أثر كبير على البلد والبيئة.
ولفت الرئيس السيسي إلى أنه عند افتتاح مشروعات في توشكى خلال أيام، "سنرى لماذ لم ننجح منذ 20 عاما، ونجحنا الآن؟"، مشددا على أن تجربة الروبيكي لم تنجح إلا بتدخل الدولة.
وأوضح أن الدولة قامت بنقل المواطنين على نفقتها بتوفير مبلغ 100 مليون جنيه لهذا الغرض، لأن الدولة لديها مصلحة في تحقيق التقدم وإتاحة الفرصة للمواطنين؛ للعمل وتحقيق دخل، داعيا إلى التركيز على العمل خلال الفترة القادمة بتكنولوجيا متقدمة لتعظيم العائد، لافتا إلى أن ما يجري من إقامة مرافق للمناطق الصناعية؛ يتم أيضا بالنسبة للمساكن التي يتم إقامتها؛ شاملة الكهرباء والغاز والمياه.
وأكد الرئيس أن الدولة تعمل على تهيئة الأجواء للمستثمر لكي يبدأ العمل فورا، مشددا على أهمية انخراط المواطنين في إقامة مشروعات والاعتماد على أنفسهم لمنحهم مزيدا من الثقة ، قائلا "لا نريد إعطاء الفرد سمكة لكن تعليمه الصيد".
وقال الرئيس السيسي إن العمل اليدوي له تكلفته في حين أن العمل الالكتروني يوفر الوقت والجهد ويقلل الهدر؛ لذا تقيم الدولة المجازر الآلية للحفاظ على الجلود من الهدر، مؤكدا أن الدولة تستهدف حاليا تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الصناعية والملابس، وبنفس المعايير والجودة العالمية، من أجل توفير فرص العمل، والعملة الصعبة وزيادة الناتج المحلي.
وأضاف أن انتقال صناع الآثاث من دمياط إلى مدينة الآثاث الجديدة لم يكن بالسرعة المطلوبة لأن عندما لم نوفر للناس المنشآت والمستلزمات اللازمة كان يضطرون للذهاب لأماكن بعيدة لإحضار مستلزماتهم .
وأوضح أن منتج دمياط من الآثاث جيد ولكن نحتاج لأن ننافس داخل وخارج مصر ، وبالتالي على المنتج أن يطور من نفسه بمساعدة الدولة من خلال توفير التدريب وخلافه.
وأضاف أن الدولة عندما تنشئ مناطق صناعية جديدة لا تهدف إلى تحقيق ربح مباشر، وساق مثالا بأن الـ 13 مجمعا صناعيا التي جرت إقامتها بتكلفة 10 مليارات جنيه، حال وضعها في البنك لحققت عائدا قدره مليار جنيه سنويا، في حين أن الإيجارات لا تحقق هذا العائد؛ وبالتالي الدولة لا تسعى للربح وإنما لتوفير فرص إنتاج وعمل وتحقيق دخل للمواطنين.
وطالب الرئيس بتقييم ما جرت إقامته من مشروعات وحجم المشروعات التي تعمل بالفعل ورصد ما بها من عقبات ومشكلات للعمل على حلها، مشيرا إلى أنه سيجرى إتاحة الدعم الفني لهذه المشروعات من خلال إقامة المدارس والمراكز الاستشارية، وسيقوم المحافظون بتنظيم عملية انتقال المواطنين إلى المناطق الصناعية الجديدة.
وأعرب الرئيس السيسي عن شكره لكل من ساهم في إقامة هذه المناطق الصناعية الجديدة، مؤكدا أن من يعمل أكثر ستساعده الدولة أكثر.
وقال الرئيس السيسي إن تكلفة إقامة مرافق لـ 24 منطقة صناعية تبلغ 6 مليارات جنيه، مؤكدا أهمية توفير برامج تدريبية فنية للعاملين بتلك المناطق، وتيسير الحركة والتمويل للمواطنين، مع أهمية طرح أفكار للعمل طبقا لطبيعة كل محافظة، مضيفا "إذا كانت الدولة قامت بدفع 6 مليارات جنيه، لإقامة مرافق لتلك المجمعات في حين أنها كانت من الممكن أن تقيم 5 مجمعات صناعية أخرى بنفس المبلغ ، بدون تلك المرافق ، لكن الدولة حريصة على تقديم كافة التسهيلات للمستثمرين".
وأوضح الرئيس أنه وجه بمنح المستثمر جميع الامتيازات، حتى يحصل على تمويل منخفض التكلفة، ثم مساعدته في تسويق منتجاته، مؤكدا أن تلك الإجراءات تحقق النجاح المطلوب، مشيرا إلى أن الدولة على دراية أكثر بخريطة البلاد الاستثمارية والاحتياجات المطلوبة، سواء كانت مشروعات قابلة للتنفيذ أو حجم الطلب عليها، منبها إلى أنه يمكن أن يتم تنفيذ مشروعات لا يكون حجم الطلب عليها كبيرا؛ "لذلك نحن بحاجة إلى تقييم المسار".
وطالب الرئيس السيسي، بتقييم حجم عائدات إقامة 825 ألف مشروع خلال الفترة من عام 2014 وحتى 2021 ، وحجم التشغيل لها ، ليس بهدف فرض ضرائب لأن حجم التشغيل لها متواضع ، بل للتأكد من أن هذا المسار يحقق ما نهدف إليه وما إذا كنا بحاجة إلى تطويره .
وقال الرئيس "يمكن أن تزيد الدولة التمويل من 16 مليار جنيه إلى مبلغ يتراوح ما بين 30 أو 50 مليار جنيه طالما أن هذه المشروعات وفرت خلال السنوات السبع الماضية ما يقرب من مليون فرصة عمل (بما يعني 5 ملايين فرد)".
وتابع الرئيس قائلا :" إذا أثبت تقييم تلك المشروعات تحقيقها للنجاح المرجو منها وأصبح لها مساهماتها وقادرة على تمويل نفسها دون صعوبات ، سيزيد التمويل من 16 مليار جنيه إلى 30 مليار جنيه"، مضيفا أن الدولة قامت بتنفيذ تلك المشروعات وإنهاء الاجراءات والتراخيص حتى يتم تسهيل العمل للمواطنين ثم بعد ذلك يتم تسويق الانتاج ، مؤكدا أن الهدف الأساسي للدولة أصبح التشغيل والعمل الجاد لايجاد فرص عمل للقضاء على الفقر والتغلب على مشكلة البطالة .
ووجه الرئيس تساؤلا إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي حول تكلفة معالجة التربة ونقل العاملين بمجرى العيون إلى مدينة الروبيكي ، وأجاب مدبولي " 3 أو 4 مليارات جنيه" ، فيما أجاب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور عاصم الجزار بالقول " أنفقنا 3.9 مليار جنيه لمعالجة التربة بالإضافة إلى 1007 وحدات سكنية للعاملين في النشاط بالمجان في مدينة بدر ".
وبدورها، قالت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع إن الوزارة أنشأت 100 مصنع للجلود بعضها قارب على الانتهاء فضلا عن ورش صغيرة وتم توفير معارض لرفع مستوى المصنعين ، مؤكدة أن الروبيكي مدينة متكاملة والدولة سهلت ويسرت كل الأمور لتقنين أوضاعها.
وقال الرئيس السيسي إن الروبيكي نموذج جيد لمن يعمل في الصناعة ، وهو محاولة لتقديم تجربة قابلة للنجاح في ظل التطور الذي حدث ليس فقط في مصر ولكن في العالم.
وأضاف الرئيس إن الصناعات البسيطة لن تحقق الثراء للمواطنين لكن العمل بالتكنولوجيا المتقدمة ستزيد دخل الفرد إلى مابين 10 آلاف أو 20 ألف جنيه في اليوم الواحد .
ووجه الرئيس السيسي تساؤلا إلى اللواء أركان حرب إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن توقيت إنهاء باقي المنشآت ، فأجاب الفار قائلا إنه جرى الانتهاء من 100"هنجر" بالمنشآت الإدارية والفنية ، في حين طلبت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع إقامة 17 هنجرا آخر ، وبالفعل بدأ العمل فيها وسيتم الانتهاء منها خلال الشهر المقبل"، منوها بتوفير الرئيس السيسي الدعم الكامل.
وأكد الرئيس السيسي أن العمل من خلال التكنولوجيا الحديثة يمكن أن يحقق عائدات كبيرة بزيادة قدرها 20% قياسا بالعمل اليدوي.
وتطرق الرئيس إلى المجازر الآلية المطورة التي عرضتها وزارة التنمية المحلية ، معربا عن أمله في أن تحقق النجاح المطلوب.
وقال الرئيس السيسي إن تكلفة الـ 13 مجمعا صناعيا الذي جرى افتتاحها تبلغ حوالي 10 مليارات جنيه وإنه إذا تم إيداع هذا المبلغ في أحد البنوك سنجني حوالي مليار جنيه فوائد بنكية ،لكن الحكومة كان قرارها الاستثمار وتوفير فرص العمل، مؤكدا استعداد الحكومة لتحمل تكلفة أكبر في سبيل توفير فرص عمل وحياة كريمة للمواطنين وتقديم الدعم لكل من يرغب في الدخول للسوق والعمل وتذليل كافة الصعاب أمامهم لإيجاد بيئة عمل تساعد على النجاح.
ا س ع / ز س ص / ع ج / سما/ م أ ق / ع د ل / ك ف /س ا م
/أ ش أ/