• اللواء الدكتور سمير فرج مدير الشئون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة
    اللواء الدكتور سمير فرج مدير الشئون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة

اللواء سمير فرج : قادة إسرائيل اعترفوا بأن الجندي المصري كان المفاجأة في حرب أكتوبر 73
الشيخ سليمان أبو سمري: بدو سيناء كانوا خير رادارات بشرية تعمل لمساعدة الجيش
مفيد شهاب: مصر لم تكن لتفرط في شبر واحد من أرض الوطن واسترجعت طابا بالقانون
محمد جمال الغيطاني يسترجع حكايات والده مراسل الجبهة عن حرب أكتوبر
ياسمين إحدى ساكنات قرية الروضة تشكر القوات المسلحة على بسط الأمن في سيناء


أكد المشاركون في منتدى عقد على هامش الندوة التثقيفية الـ34 للقوات المسلحة، أن الجندي المصري كان مفاجأة حرب أكتوبر 1973، مشيرين إلى دهشة إسرائيل من الإمكانيات التي أظهرها ضباط وجنود الجيش المصري خلال الحرب.

وقالوا خلال المنتدى الذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم /الأربعاء/، إن مصر لم تكن مستعدة للتفريط في أي شبر من أرضها، مشيرين إلى جهود هيئة الدفاع التي كلفت بتمثيل مصر أمام المحكمة الدولية للدفاع عن مدينة طابا.

وأشاد المشاركون في المنتدى المنعقد بمناسبة احتفالات القوات المسلحة بالذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر المجيدة.. بدور المجاهدين من بدو سيناء في فترة ما قبل حرب أكتوبر وخلال الحرب، مسترجعين المشاهد الخالدة التي سطرها رجال القوات المسلحة خلال الحرب.

وقال اللواء الدكتور سمير فرج مدير الشئون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة، وأحد أبطال وقادة حرب أكتوبر المجيدة، إن الجندي المصري كان مفاجأة لإسرائيل في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، "حسبما أشار أرئيل شارون أحد قادة الجيش الإسرائيلي آنذاك".

وقال اللواء سمير فرج إن قادة إسرائيل اعترفوا بعد حرب أكتوبر، بأن الجندي المصري الذي قابلوه في 1973 لم يكن نفس الجندي الذي كان موجودا عامي 1956 و1967، مضيفا أن قادة إسرائيل قالوا وقتها للجيش الإسرائيلي "إذا دخلتم مع المصريين معركة جديدة فاحذروا أنكم ستقابلون جنديا مصريا جديدا لم تقابلوه من قبل".

وأشار إلى أن مصر تحتفل هذه الأيام بأغلى ذكرى وهي "نصر أكتوبر المجيد الذي حققه الجيش المصري في العصر الحديث"، لافتا إلى أنه بعد هزيمة يونيو 1967 قامت القوات المسلحة باستكمال وإعداد القوات، وتم إنشاء الجيشين الثاني والثالث ولأول مرة تم إنشاء قوات الدفاع الجوي.

وأوضح أن القوات المسلحة قامت بإعداد خطة دفاعية كاملة لقواتنا غرب القناة، وبعد استكمال هذه الدفاعات تم البدء في التفكير في تحرير سيناء، مشيرا إلى أنه كانت هناك العديد من الصعوبات أولها الساتر الترابي على الضفة الشرقية لقناة السويس، واقتحام خط بارليف أقوى الدفاعات الموجودة طبقا للكتب العسكرية.

ونوه اللواء فرج إلى أن "قواتنا قامت بتنفيذ الضربة الجوية يوم 6 أكتوبر الساعة 2 ظهرا عبر 220 طائرة، وقامت المدفعية بتمهيد نيراني، ثم بدأت موجات العبور في 12 موجة، وخلال 6 ساعات تم عبور قناة السويس واختراق وتدمير خط بارليف"، موضحا أنه يوم 7 أكتوبر كان هناك 200 ألف جندي مصري على الضفة الشرقية للقناة.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، عندما استشعرت بتفوق الجيش المصري، قامت بعمل جسر جوي عسكري لإنقاذ إسرائيل ونقلت أحدث الأسلحة العسكرية الموجودة في هذا التوقيت إلى العريش.

وخلال مداخلته، أكد المجاهد الشيخ سليمان عيد أبو سمري "أحد أعضاء مجاهدي شمال سيناء"، أن أهالي سيناء كانوا خير رادارات بشرية، وخيرا من الأقمار الصناعية المتقدمة، حيث عملوا من أجل مساعدة الجيش والمخابرات المصرية عقب 1967.

وقال إن بدو سيناء استقبلوا قوات الجيش أثناء عودتهم من رفح والعريش في عام 1967، وتم نقلهم برعاية والده إلى مدينة بورفؤاد، على دفعات، مشيرا إلى دور والدته وأخواته من نساء البدو، وذلك بالسير بالغنم على أثر الجنود حتى لا تتمكن الدوريات الإسرائيلية من معرفة أثرهم.

وأضاف "أن المخابرات المصرية أرسلت ضابطا يدعى محمد اليماني، وتم تكليفنا برصد المنطقة ما بين رمانة وبالوظة، لرصد التحركات والحشود الإسرائيلية ومواقعها، وكنا نسجل ذلك في كشوف يومية ونرسلها إلى منطقة بورفؤاد كل أسبوع، فيما كان يتم تبليغ المعلومات الخاصة بالحشود الإسرائيلية إلى الضابط محمد اليماني لينقلها عبر اللاسلكي للمخابرات"، مؤكدا أن بدو سيناء كانوا خير رادارات بشرية، وخيرا من الأقمار الصناعية المتقدمة، حيث تمكنوا من رصد كل شيء على أرض سيناء وتوصيلها إلى المخابرات.

ولفت إلى أن الرئيس محمد أنور السادات عقب نصر أكتوبر، منح والده نوط الامتياز من الطبقة الأولى لمعاونته للقوات المسلحة في حرب أكتوبر.
وقال أبو سمري، إن أهالي سيناء في حرب الاستنزاف وفي 1973 كانوا يعاونون القوات المسلحة، مؤكدا أن من شاهد منهم حرب 67 ولم ير حرب 73 مات مهموما حزينا.

ووجه السمري في ختام كلمته الشكر للرئيس السيسي باسم أهالي سيناء على ما يتم تنفيذه في سيناء من تعمير حقيقي غير مسبوق فاق الحلم والخيال.

وفي مداخلته خلال المنتدى، روى الدكتور مفيد شهاب عضو هيئة الدفاع عن مدينة طابا -الهيئة التي كلفت بتمثيل مصر أمام المحكمة الدولية للدفاع عن مدينة طابا خلال مفاوضات السلام- تفاصيل المعركة التي خاضتها مصر لإثبات أن طابا مصرية بعد أن ادعت إسرائيل ملكيتها.

وقال شهاب إنه وفق بنود السلام كان من المفترض أن تسلم إسرائيل مدينة طابا في 25 إبريل 1982 ، إلا أن إسرائيل ماطلت وادعت ملكيتها لها بتغيير بعض العلامات الحدودية عمدا، مضيفا أن إسرائيل قامت بذلك في محاولة منها لضم بعض المناطق الاستراتيجية.
وأضاف شهاب أن الحدود في سيناء بها 91 علامة حدودية من رفح شمالا حتى خليج العقبة وطابا جنوبا، وأن إسرائيل حاولت تغيير 4 علامات في غاية الأهمية ناحية رأس النقب.
وأشار إلى أن مصر لم تكن على استعداد في التفريط في أي شبر من الأرض وطالبت بالتحكيم الدولي لاسترجاع طابا مرة أخرى بقوة القانون.

وأكمل شهاب أن مصر توصلت لاتفاق بتشكيل محكمة دولية تتكون من 5 محكمين "مصري وإسرائيلي وثلاثة محايدين" على أن يقدم كل طرف شهوده ومعاينات للمواقع محل الخلاف ومذكرات ومرافعات شفوية.

وأشار إلى أنه بعد تنفيذ كافة الإجراءات رفعت المحكمة الجلسات للمداولة لمدة 3 أسابيع لتطلق حكمها في 29 سبتمبر 1988 الساعة 2 ظهرا بأن المواقع محل الخلاف مصرية، وأن المستندات المصرية هي الصحيحة خلافا لما قدمته إسرائيل.
واستذكر شهاب ثلاثة مواقف بعد أن حكمت المحكمة بمصرية المواقع محل الخلاف، وقال إنه فور نطق الحكم قالت الممثلة الإسرائيلية إنها ترفض ما نطقت به المحكمة لينهرها رئيس المحكمة ويقول لها "سواء وافقتي أم لم توافقي فهو أمر لا يهم، لقد حكمنا بأغلبية الآراء".

وتابع أن الموقف الثاني عندما خرج هو والوفد المصري من قاعة المحكمة، فإذا بأحد ممثلي الجانب الإسرائيلي يقول لهم "لقد كنا على يقين أن طابا مصرية ولكننا لم نتوقع أن تدافعوا عنها بهذا الشكل".
وأكمل أن "الموقف الثالث كان عندما حضر مراسم إنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري".

وأعربت الفتاة ياسمين الطالبة في كلية الصيدلة إحدى ساكنات قرية الروضة بسيناء عن شكرها للجيش المصري والشرطة في توفير الأمان على أرض محافظة سيناء، مؤكدة تحسن الوضع الأمني في محافظة سيناء.

وأشارت ياسمين ـ في مداخلتها خلال المنتدى الذي عقد على هامش الندوة التثقيفية "العبور إلى المستقبل" ـ إنها تعرضت لهجوم إرهابي أثناء عودتها من المدرسة مع أختها رانيا التي أصيبت بطلق ناري في رأسها أدى إلى تهتك ونزيف في جمجمة المخ مما أسفر عن وفاتها في الحال.
ونوهت إلى الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة 24 نوفمبر عام 2017، مستنكرة في الوقت نفسه هذا الهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين والأطفال والشيوخ في مسجد الروضة وسكان القرية بأكملها.
وأضافت أن جميع أفراد عائلتها لقوا حتفهم في هذا الهجوم الإرهابي، مؤكدة أن هذه الأحداث الإرهابية جعلت منها إنسانة قوية تتحدى كل الصعوبات، والتي دفعتها أيضا للحصول على المركز الأول من شعبة علمي علوم مدرسة الروضة الثانوية ودخولها كلية الصيدلة.

وشددت على أن لديها إرادة قوية لتعمير سيناء ومساعدة كل سكان قرية الروضة، معربة في الوقت نفسه عن شكرها وتقديرها للرئيس عبد الفتاح السيسي على تكريمه والدتها عام 2021 بجائزة الأم المثالية على مستوى محافظة شمال سيناء.

وقال المستشار محمد جمال الغيطاني نجل المقاتل "بالقلم" والأديب والروائي الراحل جمال الغيطاني إنني تعلمت تاريخ مصر العظيم من الاستاذ الكاتب المقاتل المحب لمصر وجيشها جمال الغيطاني الذي عمل مراسلا على الجبهة في الفترة من 1968 وحتى 1974.

وأضاف الغيطاني - في كلمته خلال منتدى عقد على هامش الندوة التثقيفية الرابعة والثلاثين بمناسبة احتفال القوات المسلحة بذكرى نصر أكتوبر المجيدة - أن جمال الغيطاني كان محتفظا على مكتبه بقطعة من أول طائرة "فانتوم" أسقطت في 30 يونيو 1970 ، ومحتفظا أيضا بفوارغ طلقات دانات قصف المدفعية على تحصينات العدو بمعارك الاستنزاف.

وتابع أنه كان يحكي لنا حكايات في ضوء معايشته للجبهة في فترة حرب الاستنزاف، وأكتوبر، وخاصة المجموعة 39 قتال، والذي شارك فيها بالقتال مع الأستاذ عبده مباشر، والعبور في فترة حرب الاستنزاف، وظل محتفظا بشارة العبور واعتبرها أثمن ما يملكه حتى توفاه الله.

وأشار إلى أنه من حكاياته المؤثرة؛ المشهد الأسطوري لصمود المقدم أركان حرب إبراهيم عبد التواب 134 يوما دون استسلام حتى سقطت آخر طلقة على الموقع، ليستشهد في مشهد يليق بعظمة قيادته.

واستطرد قائلا انه من المشاهد التي كان يعتز بها والده جدا والتي تلخص حضارة وعظمة الجيش المصري، مشهد زيارته لقيادة الفرقة الثانية في الفردان يوم 10 أكتوبر، حينما استقبله العميد أركان حرب حسن أبو سعدة، لافتا إلى أنه فوجئ بوجود ضابط اسرائيلي بمركز قيادة الفرقة المتقدم، فاستفسر عن سبب وجوده، فقال له إنه العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرع، فسأل ماذا يعمل هنا ؟ قال له إنه فقد صفته كمقاتل وأصبح أسيرا وله الآن حقوق.. معلقا "دي عظمة جيش مصر والتى كان دائما يعتز بها الوالد وكان يلخصها في كلمة "يا ابني احنا دمنا كاكي".

وقال "عندما سألت والدي عن المشهد الذي سيظل أمام عينيه قبل ما يغادر الدنيا في مرضه الأخير، قال لي: إنه مشهد العلم المصري المرفوع على الضفة الشرقية لقناة السويس صباح يوم الأحد 7 أكتوبر 1973 لأنه رفع بالقتال وبأرواح الرجال".

وأضاف أن إدراك وحب جمال الغيطاني لجيش مصر ليس فقط للبطولة والقتال، ولكن للدور الحضاري للجيش المصري، الذي حرص على تدوينه كأمانة لمصر وللأجيال الجديدة في كتابه (المصريون والحرب) ويمكن تلخيصها في ثلاث نقاط: الأولى هي أن الجيش المصري ليس كأي جيش في العالم فهو أقدم مؤسسة حضارية عسكرية، الجيش الذي أوجد الدولة المصرية عندما وحد مينا الدولة المصرية، والثانية هى أن هذا الجيش لم يخرج يوما غازيا أو معتديا وإنما ظل دوما مدافعا عن الحضارة في وادي النيل، والثالثة هي أن المنحنى الحضاري لمصر هو انعكاس لقوة الجيش المصري وعندما يقوى جيش مصر تنهض الدولة المصرية.


وعلى هامش الندوة، ألقى الشاعر عبد الله حسن قصيدة بعنوان "حكايتك يا مصر" أشار فيها إلى أن نصر أكتوبر هي حلقة من سلسلة الانتصارات الكبيرة التي عاشها مع الشعب المصري مع جيشه العظيم، فضلا عن عظمة الدولة المصرية وفخر الجنود المصريين.

كما ألقت الشاعرة الفلسطينية مايسة عبد الهادي، قصيدة بعنوان"عزيز على القلب أكتوبر" أشارت فيها إلى الانتصارات التي حققتها حرب أكتوبر المجيدة، فضلا عن أن مصر ستبقى لنا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى أنها وهي في طريقها إلى مصر عندما رأت الجندي المصري شعرت بأمان وسعادة لا توصف، وأنها عاشقة للجيش المصري وفخورة بأن الأمة العربية بها جيش مثل الجيش المصري.